العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ

تعليم مكافحة الشغب

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

الصورة الأولى: طفل صغير يلبس ملابس رياضية ويخرج للتو من ناد رياضي، وهذا الطفل لا يعتقل. الصورة الثانية: مقهى، والناس الجالسون في المقهى الذين يتبادلون الأحاديث لا يعتقلون أيضا. الصورة الثالثة: إمرأة كبيرة في السن بالكاد تستطيع أن تمشي فضلا عن أن ترمي رجال الأمن بالحجارة، وحين نراها يجب أن نتوقف عن إطلاق مسيلات الدموع وأن نسمح لها بالمرور وأن نساعدها. الصورة الرابعة: رجل للتو خرج من منزله ويبدو من هندامه أنه متوجه للعمل، وهذا الرجل لا يعتقل. الصورة الخامسة: طفل في الرابعة عشرة من عمره يخرج من أحد المطاعم وبيده مشروب غازي، هذا أيضا لا يعتقل.

حبذا لو قام أحد المواطنين أو رسامي الكاريكاتير بإضافة رسومات توضيحية لتلك العبارات كإهداء بسيط لمنسوبي قوات مكافحة الشغب بوزارة الداخلية. وحبذا لو ترجمت هذه العبارات على يد بعض الخبراء باللغات الإغريقية والهندية واللهجات العربية كافة بعدد لغات ولهجات العاملين في ذلك الجهاز الأمني.

السؤال الذي لا يزال عالقا في ذهني منذ أيام سؤال بسيط، وهو هل يتلقى هؤلاء المناطة على كاهلهم مهام حفظ الأمن تعليمات أمنية من نوع ما؟، هل يستطيعون تمييز من يخرق القانون ومن يمشي على جانب الشارع؟، النتيجة التي توصلت لها للتو، هي أن بعض سلوكيات أفراد هذه القوة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون نتاج تعليم أمني أو عسكري في أقل المدارس الأمنية خبرة ومعرفة.

إن الخدمة التاريخية التي سيقوم بها الرسامون المتطوعون والمترجمون وخبراء اللهجات في حال قاموا بمثل هذا الاقتراح الذي أوردته أعلاه، ستقينا في البحرين من مشكلات سياسية واجتماعية كبرى، ليس أقلها أن نقي سيدة عجوز من الموت اختناقا وليس أكثرها أن نحافظ على مستقبل طفل يمنعه التوقيف التعسفي من دخول قاعات الامتحان التي تنتظره.

لا نعني بهذا الاقتراح أن لا يكون لرجال الأمن دورهم في حفظ الأمن، وأن يتركوا هؤلاء المشاغبون من دون عقاب، لكننا أيضا، لا نستطيع فهم أن “الدولة” لا تمتلك من القدرات الأمنية ما يجعلها قادرة على معالجة هذه الموضوعات الطارئة من دون أن تقوم بتشويه ملفات أطفال صغار لا ذنب لهم سوى أنهم يسكنون القرى!

وفي الجهة المقابلة لما يحتاجه منسوبو وزارة الداخلية، يحتاج السادة النواب وعليّة القوم في القرى التي تشهد اضطرابات متكررة إلى محاضرات ورسومات توضيحية أخرى تعلمهم أن لا ينتظروا حدوث الكوارث ليتدخلوا في طلب الشفعة، وأن مساهماتهم في حفظ الأمن وردع المشاغبين هي ضمن مسئولياتهم أيضا، ولو احتاج الأمر لمكاشفة داخلية حقيقية داخل بيت المعارضة الواحد تقول للمسئول عن هذه الاضطرابات: “توقف”، أو اكشف عن وجهك بشجاعة

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً