العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ

«حمد بن عيسى» والعفو شيمة الكرام

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

جلست بعد أن اتعبها وقوفها الذليل بأبواب الدواوين. جلست أمامي امرأة تلاقت على قسمات وجهها مآسي الكون، امرأة من نساء هذه «الديره» اللائي عجنت الطيبة قلوبهن، وكست العادات والتقاليد أخلاقهن. انهمر الدمع من عيونها مدرارا على فقدها حشاشة يوفها وأمل عمرها... أبنها أحمد.

لم اتمالك نفسي، ولم تصمد مقلتي عن مشاركة أم أحمد دموعها. أم أحمد التي اعتصر الألم أضلعها حتى تفطر قلبها... وتناثرت شظايا أحاسيسها من شرفة ذكرياتها مع أبنها أحمد... أم أحمد امرأة أتعبها النظر إلى حراب الحرس، وأرهقتها عصي الحراس وصلافتهم مع امرأة بلغت من العمر عتيا.

تقول أم أحمد: لقد كان لأبني أحمد رفاق سوء، ولكن أحمد لم يفعل أي شيء يسئ إلى بلده أو أهل البلد... وهو لم يسافر خارج البحرين أبدا؛ ولكن حين محاكمته خاف وهرب إلى إحدى الدول... وتم الحكم عليه لمدة عشر سنوات، في القضية رقم 1630/1998م، والمنظورة من قبل المحكمة الكبرى الجنائية، وتم رفض الاستئناف رقم 156/2000م وذلك بسبب غياب المتهم. ولغاية هذا التاريخ فإن المتهم قضى مدة سبع سنوات خارج البحرين ومازالت والدته تنتظر عودته.

نعم هرب أحمد خارج البحرين. ولو أنه بقي في البحرين ودفع أمام القاضي ببراءته لما أدانه، وإن كان القاضي سيدينه لم يدنه كل هذه الإدانة. وهذا ما يقوله محامي الدفاع عن أحمد. فأحمد بريء، ولو لم يهرب إلى خارج البلاد لكان الأمر جد مختلف.

هذه الأم، تأمل من حكام هذه البلاد. ملكا ورئيسا للوزراء ووليا للعهد (حفظهم الله جميعا) التدخل من أجل إسقاط تلك العقوبة التي انقضى ثلاثة أرباعها وبقي ربعها. خصوصا أن ابن هذه الأم (أحمد) يعيش الآن في أحلك الظروف وأصعبها وطأة على النفس. فهو يعاني من أمراض مزمنة عدة. وفي الوقت نفسه هو متزوج ولديه ولد. وقد انقضى على النطق بالحكم عليه (7) سنوات، كانوا عجافا عجافا على أم أحمد. حتى أصيبت حياتها في مقتل!

أبنها أحمد وبعد مضي هذه المدة، ندم كثيرا، وقد أعاد الإيمان بالله النور إلى قلبه، وقد تعلق قلبه بصلاة الليل، فهو يُكثر من الصلاة أثناء الليل، ويؤدي فروضه الدينية على أكمل وجه. وهو نادم على مصاحبته رفاق السوء.

نعم، إنهم رفاق السوء، لا ينبغي ترك الأبناء من دون مراقبة دائمة ومستمرة لجلسائهم... فأصدقاء السوء والندماء هم التيار الأول الذي يجرف الأبناء إلى متاهات الردى.

وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. وكذلك مسئولية الحاكم في الإسلام كبيرة، ومليكنا حمد بن عيسى آل خليفة - حفظه الله ورعاه - قادر - بإذن الله- على إعادة الابن إلى أمه، وهذا المقال إلتماس ترفعه أم أحمد إلى مقام جلالته، فالعفو شيمة الكرام، وحمد بن عيسى كريم ابن كرام، وأم أحمد مواطنة بحرينية تهفو نفسها إلى عودة ابنها بعد طول غياب، ومن غيرك يا ملك القلوب قادر على عودة أحمد؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً