العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ

الأغنية الوطنية البحرينية... هل تغيّر طعمها؟!

كثيرون اعتبروها خالدة وآخرون تجارية وزيمان حزين لغياب مهرجانها

لم تعد الأغنية الوطنية مجرد حالة عابرة في حياة الناس تتردد على مسامعهم في مناسبات خاصة، ثم تعود فتختفي، ثم تعود فتظهر من جديد بحسب الظروف التي تفرض ظهورها.

غدت الأغنية الوطنية اليوم نغمة يومية لا تفارق الناس، تعبر عنهم وتتفاعل مع طموحاتهم، وتذهب بعيدا في صياغة عواطفهم، فيحملون وهجها وصدقها ويعبرون عن آمالهم على إيقاعها.

ولا أحد منا إلا وتأثر بموجة الأغنيات الوطنية في السبعينات والثمانينات والتسعينات، ففي ذلك الوقت كانت تلك الأغنيات تحمل عشق طبيعي لأرض كنوا لها الحب والولاء، وكان الناس يحفظونها عن ظهر قلب، ومع بداية القرن الحادي والعشرين ترى ماذا حلّ بالأغنية الوطنية البحرينية هل بقيت كما هي أم أصبح لها طعم آخر؟!

«ألوان الوسط» استطلعت آراء المختصين والمهتمين بهذا المجال فكانت آراءهم كالآتي:

وطني أيا روض الخليج النادي

الفنان القدير أحمد الجميري يرى بأن الأغنية الوطنية طالما أنها كانت بمثابة إحساس وطني صادق، نابع من حب وعز وفخر بالوطن وتراثه وعاداته وتاريخ، متى ما كان هذا الكلام فإنّ الأغنية تكون حقيقية وتتخلد في قلوب الناس ومسامعهم.

وأضاف أعتقد أنّ الأغاني القديمة كانت أفضل من بعض الأغاني الحديثة، إذا إنها تعبّر عن إحساس الشعب الصادق، بينما بعض الأغاني الحالية هي عكس ذلك».

وبسؤاله عن الأغنية الوطنية التي غنّاها أو غناها غيره ويفخر بها، قال: «أنا اعتز بأغنية وطني أيا روض الخليج النادي، إن كلمات الشاعر حسن كمال كانت صادقة تعبّرعن أحاسيس وطنية حقيقية، ليس من السهل التنازل عنها».

وطني... لا تكفيني في حبك أغنية!

من جانبه، قال الفنان الشاب يوسف محمد: «ليست هي كلمات نؤديها ونرددها فحسب... كما أنها ليست نوتات نعزفها لتصدر ألحانا وأنغاما، بل هي أكبر من ذلك بكثير وأسمى من ذلك بأكثر. فالوطن عندما نعزف له ألحان وتغنى له... فإنه ترجمة لشعورنا، وإحساسنا، وما ننطق به من خلال أعمالنا الغنائية الوطنية هي مشاعر ممزوجة بنغمات فنية، تختزل بمضمونها ما نشعر به تجاه تراب هذا الوطن وقيادتنا الرشيدة، ونتوج هذا الحب بأغنية... وليست أي أغنية، إنها أغنية وطن، تعبر عن علاقة حب وهيام بين شعب ووطن نترجمه بصوت ولحن».

وأضاف: «وطني حبيبي... مهما عبرت ومهما غنيت... فلن أوفيك حقك... لأنك أكبر من أغنية وأكبر من أية مساحة تمنح لأعبر على صفحاتها عشقي المكنون لك ولكل من يعيش على أرضك».

وأشار إلى أنه وعندما طرح عليه سؤال عن رأيه في الأغنية الوطنية البحرينية تبادر في ذهنه سؤال يوجه له دائما، وهو» لماذا لا تقدم أغاني عاطفية مثل باقي زملائك في الوسط الفني؟! وأوضح: «كنت أحاول دائما بقدر الإمكان أن أرد بدبلوماسية بأني لا أميل إلى هذه النوع من الغناء، ولا أجد نفسي فيه، وأنا في قرارة نفسي أخبئ سرا أكشفه من دون قصد في كل عمل فني أقدمه، واليوم وعبر ملحق «ألوان الوسط» أعلنها بكل صراحة أن الوطن هو محبوبتي التي أتغزل فيها دائما وأن مشاعر الحب لا يمكن أن أقدمها لغيرها لأنها هي الملهمة وهي الحنونة وهي الأم والبيت الكبير الذي يظلل علينا ويمنحنا الدفء والحنان، ولهذا فإن مشاعري تجاه هذا الوطن الغالي لا يمكن أن أضعها في برواز وأحدد مساحتها، ولا يمكن أن أجد نفسي أتغزل وادلل غيرها».

وأنوه إلى أن كل التجارب الفنية أثبتت أن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب من دون استئذان، وهذا حال الأغنية الوطنية التي لعبت دورا مهما في كل المراحل التاريخية، وساهمت بشكل أو بآخر في رفع الهمم وتعزيز المحبة والولاء لتراب هذا الوطن، وان اختلفت أساليب العرض والطرح والقوالب الفنية فإن عنوانها أغنية وطنية، تعبر عن حب هذا الوطن.

الأغنية الوطنية تجارية

الشاعر البحريني المتميز أحمد ناجم رأى بأن الغالبية من الأغاني الوطنية البحرينية وليس كلّها أصبحت تجارية، تغنى من دون إحساس ولا روح، بخلاف الأغاني الوطنية القديمة التي تلامس الروح.

غياب المهرجان الوطني

ومن جانبه قال المايسترو خليفة زيمان: «باعتقادي الأغنية الوطنية وصلت لمراحل جدا متقدّمة، وقد جاء ذلك نتيجة للاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الإعلام لها عن طريقة إقامتها لمهرجان الأغنية الوطنية. فهذا المهرجان ساعد على بروز الكثير من المواهب في مختلف قوالب الأغنية سواء الشعر أو الأداء أو التلحين أو التوزيع. وأشار إلى أنه جدا حزين على إلغائه هذا العام، لما لهذا المهرجان من تعبيرات حقيقية عن حب الوطن.

بينما رفض زيمان وصف الأغاني الوطنية بأنها تجارية، مشيرا إلى أنّ وزارة الإعلام ومن خلال مهرجان الأغنية الوطنية وضعت معايير لهذه الأغنية تمنع بالتالي بأن تكون تجارية، موضحا بأنه شخصيا قد شارك في وضع هذا المعايير.

أما الفنانة القديرة هدى عبدالله، فرأت بأن حب الوطن موجود ومطلوب في كلّ إنسان محبّ لأرضه، مشيرة إلى أن كل فرد فينا من خلال مهمته أو دوره في الحياة يستطيع أن يعبّر عن هذا الحب.

الفنان معطاء لأبعد الحدود

وأوضحت هدى عبدالله بان الفنان يستطيع أن يعبّر لوطنه، بل يعبر عن وطنيته باختيار الكلمات والألحان المناسبين وبكل تأكيد من خلال الأداء الذي يعد فرصة للفنان للتعبير عن حبه لوطن... والأغنية هنا هي شكل واحد من أشكال التعبير عن الوطنية والولاء.

أشارت هدى إلى أنّ الأغنية الوطنية مازالت بخير طالما أن هناك اهتمام نسبي بها من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، مشيرة إلى انه هناك تقصير في تقديم المبادرات الخاصة بالأغنية، متمنية أنْ توجد تلك المبادرات لكي تعطي فرصة للراغبين في التعبيرعن نفسه ووطنيته، فالبحرين لديها الكثير من المواهب، والفنان البحريني «معطاء إلى أبعد الحدود»، بحسب تعبيرها.

الأغاني الوطنية تترجم الأحداث

ومن جانبه قال أحد الشعراء الشباب المتغنين في حب الوطن أحمد علي: «بدأ الحس الوطني في الشعب يزداد ويلتهب بإنجازات الملك، الذي كان داعما للحركة الفنية والثقافية والأدبية ومن هنا كان شعورنا الراقي بحب الوطن متمثلا بالأغنيات الوطنية التي تمت في عهده فتعلمنا المعنى الوطني الحقيقي من قائد حكيم ومحب لإحياء الشعور بالمواطنة الصالحة، فكانت الأغنيات الوطنية».

وأوضح بأن «الأغاني الوطنية تترجم الحوادث والأوضاع السياسية وتصل بكل سهولة إلى الشعب وتحيي الحس الوطني، وقد كان الملك مهتما بهذه الأغنية ويدعمها من قبل وزارة الإعلام، وإذا كان الوطن هو الأم فالأب هو الملك، ومن حقهما على الأبناء أنْ يتغنوا بهما ويبذلوا كل ما بوسعهم في سبيل رضاهما، وأتمنى أن أحظى بشرف تلحين أو كتابة أغنية وطنية بمناسبة العيد الوطني».

العدد 1926 - الجمعة 14 ديسمبر 2007م الموافق 04 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً