العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ

الزميل المخرق يفتتح أبواب «مأوى الفؤاد»

جمهوره في رحاب معرضه الأول...

باقة متنوعة من لقطات تصور مواكب العزاء، والاستعدادات لعاشوراء وأربعينية الإمام الحسين (ع) بين العراق والبحرين، إلى جانب مجموعة من صور علماء الدين مثلت تدشين الزميل المصور محمد المخرق أول معرِض له بمناسبة موسم عاشوراء الذي تعيشه البحرين، تحت عنوان «الحسين مأوى الفؤاد»، مقدما إلى جمهوره حصيلة أعوام من العمل في مجال التصوير الصحافي، واحترافه تصوير المناسبات الدينية والعلماء، والتي قدم منها عشرات اللقطات، التي تتناسب مع الأجواء الحسينية التي تعيشها الأمة، إبان قرب عاشوراء الإمام الحسين (ع).

ويضم معرِض المخرق مجموعة تتكون من نحو 140 صورة، مختلفة في ظروف التقاطها والموضوعات التي تصورها، محتوية على عدد من الصور النادرة لبعض المراجع الدينية الذين يصعب الوصول إليهم أو السماح بتصويرهم، أمثال السيدعلي السيستاني، السيدمحمد سعيد الحكيم، السيدمحمد الشهرودي والشيخ بهجت.

المخرق علّق على ما اعتبره توفيقا في الوصول إلى هذه الشخصيات والسماح له بالتقاطها أنه ناتج من «علاقتي الطيبة بأخي الكبير وصديقي السيدمحمد جعفر الغريفي - نجل العلاّمة الكبير السيدعلوي الغريفي - الذي رافقته في الكثير من السفرات، إذ اضطلع بدور كبير في عملية التنسيق للوصول إلى هذه الشخصيات وخصوصا السيد السيستاني الذي وافق على تصويره في لقطات شخصية بحكم مكانة وتقدير السيد علوي الغريفي بين المراجع وثقتهم فيه لكونه وكيل للعديد من المراجع في البحرين»!

يروي المخرق تفاصيل التقاطه صور السيدالسيستاني بالقول: «سمح السيد لي بتصويره لوحده، من دون أن يكون برفقته أي أحد. وحينما كنت متوجها لمقره كي أصوره، أخذ حراسه الشخصيون مني الكاميرا من أمام مدخل الشارع المؤدي إلى المقر. وحينما دخلت عليه حييته وشكرته على السماح لي بالتشرف بتصويره، وخاطبته معتذرا لعدم وجود الكاميرا معي؛ لكونها مع رجال الأمن، وإذا بها محمولة في يد أحدهم خلفي مباشرة. فأذنوا لي بالتقاط صورة واحدة فقط، إلا أني تمكنت من التقاط نحو عشر صور مختلفة في أقل من 10 ثوانٍ، حتى ضغط أحد الحراس على كتفي مرددا: كفى... كفى... كفى...».

وأضاف المخرق «لم أشعر بضغطة الحارس على كتفي أثناء التصوير، إلا أنه اعتذر عن تصرفه بعد ذلك. وتهافت رواد مقر السيدعليّ ليروا الصور التي قمت بالتقاطها له. وكنت قد حظيت بشرف تصويره ثلاث سنوات متتالية».

كما وثّق المخرق صورا لزيارة الأربعين في العراق العام الماضي، حيث كان في موسم العزاء، إلى جانب تقديمه بعض الصور التي تصور شهر محرم الحرام في البحرين. علّق بشأن الفارق بين البلدين بالقول: «الفرق معدوم بين العراق والبحرين. فمراسيم العزاء والطبخ وتوزيع الأطعمة على المعزين لا تختلف بتاتا، عدا الاختلاف في يوم الأربعين الذي يزحف فيه الشيعة نحو كربلاء المقدسة. وفي تلك اللحظات حصلنا على الكثير من اللقطات المتميزة».

ويمثل الزميل تاريخا طويلا من العمل في مجال التصوير الصحافي. فهو يعمل في هذا المجال منذ العام 1990 في مجلة «المواقف». وانتقل بعد ذا إلى إحدى الصحف المحلية، إلى أن استقر أخيرا في صحيفة «الوسط»، إلا أن هذه المسيرة لم تكلل بمعرِض يبرز ما قامت عدسة المخرق بالتقاطه سوى هذه المرة. وهو في ذلك يقول: «أطمح منذ زمن إلى أن أقيم معرِضا خاصا بي. ولكن أمر المعرِض يحتاج إلى متابعة وإعداد. غير أن الأمر في هذه المرة أتى متيسرا من كل النواحي. أشارك سنويا بالكثير من الصور التي أقدمها إلى القرى توثيقا للفعاليات، وفي هذه المرة طلب مني مأتم بن زبر أن أقيم معرِضا منفردا لي بجانب المأتم».

المخرق يملك - بحسب قوله - أرشيفا صوريا، يقارب عدد الصور فيه 30 ألف صورة فيلمية، كما يملك مجموعة أخرى من صور الديجيتال تشغل مساحة 350 غيغابايت في ذاكرة جهاز التخزين.

تطلعاته المستقبلية في هذا المجال هي أن يقوم بطباعة كتاب يوثّق من خلاله أعماله، إلا أنه لايزال بصدد البحث عن راعٍ يتبنى إصدار الكتاب. يقول: «الأمر مكلف جدا. والكتاب في تصوري يحتوي على الكثير من الفصول، أحدها للمساجد، وآخر للمآتم، وآخر للمناسبات الدينية، إلى جانب فصل لصور علماء الدين».

«كان لديّ موقع يدعى (أرشيف المخرق) يحتوي على 4 آلاف صورة. أغطي من خلاله الحوادث الدينية والمناسبات مثل افتتاح المآتم والمساجد ووفيات المراجع. إلا أن الموقع لم يستمر سوى سنتين وقمت بإقفاله» كذا يقول المخرق، الذي حبذ أن يذكر تاريخا مميزا في حياته بالقول: «كان أول خبر قمت بنشره تحت اسمي هو لوفاة السيدالخوئي - رحمة الله عليه - في العام 1990».

أما عن الصور التي قام المخرق بعرضها فتتميز معظمها بالواقعية التامة، ومحاولة توثيق الحدث بعيدا عن التصنع واختلاق زوايا التصوير الفنية التي يعمد لها المصورون في العادة، إذ علق المخرق بالقول: «أحب الابتعاد عن الصور المصطنعة حينما يقوم فيها الشخص بإلباس طفلة شعارا على رأسها ويقوم بتصويرها على سبيل المثال. فأنا أرفض القيام بذلك؛ حبا في التقاط صور طبيعية، حتى إني في كثير من الأحيان أعمد إلى التصوير من بعيد؛ حتى لا يشعر الشخص بي. أما الهواة فهم من يتصنعون في الصورة حتى يخرجوا بأعمال جميلة، ولكن العمل الصحافي والميداني مختلف كليا عن عمل الهواة».

وأكد المخرق في ختام الحوار أن عملية اختيار الصور جاءت خلال وقت قصير جدا لا يتجاوز أسبوعا، سعى من خلاله إلى اختيار أفضل الصور وأنسبها للعرض، موجها شكره إلى إدارة الأوقاف الجعفرية، وإدارة مأتم بن زبر وصحيفة «الوسط» على ما لقيه من دعم في «أولى بوادر عرضه لحصيلته المصورة».

العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:28 م

      أرجو إعادة فتح الموقع القيم

      أخي محمد الموقع كان أكثر من رائع وممتع للغاية
      نرجو إعادة فتحه بأسرع وقت

    • زائر 1 | 2:06 م

      إلى متى يا بوجاسم؟؟

      السلام عليكم. أنا آسف جداً على عدم توفقي لقراءة هذه المقابلة إلى بعد سنتين من إجراءها!!
      الأخ الاستاذ محمد المخرق صاحب عدسة رائعة جداً وقد كنت سعيداً للغاية وأنا أتابع موقعه الشخصي من خارج البحرين، وقمت بمراسلته شاكراً إياه كثيراً، ولكنني وبشكل مفاجئ فقدت هذا الموقع الذي كانت نفسي تأنس بمشاهدة صور العلماء فيه، وبقيت في بحث مستمر حتى علمت الآن ومن هذه المقابلة أنه قام بإغلاقه!!
      ليش يا بوجاسم؟ الموقع كان أكثر من رائع وفيه الكثير من الفائدة. أطالبك بإعادة فتح الموقع عاجلاً..

اقرأ ايضاً