العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

بوش مهووس بصورة «الكوبوي» والهدف الحقيقي المحافظة على الرفاهية

حرب بوش في الإعلام الأميركي:

انقسم الإعلام الأميركي حول الحرب الأميركية على العراق بعد ان استعاضت الإدارة الأميركية في واشنطن - بحسب المراقبين الأميركيين - عن إخفاقها في الحصول على دعم الأمم المتحدة للحرب، بالتأكيد انها تحظى بدعم علني من 30 دولة، في حين ان 15 دولة أخرى مدرجة ضمن التحالف ستعلن اسماؤها في الوقت المناسب.

وعلى رغم هذا الإعلان عزّ على غالبية الصحف الأميركية ذهاب بلادهم إلى الحرب منفردة، وهي إذ ذكّرت بأن حوادث سبتمبر/أيلول، جمعت العالم حولها، رأت في هذه الحرب «مهلكة» للدولة الأقوى في العالم. فانتقدت افتتاحية «نيويورك تايمز»، ذهاب الولايات المتحدة إلى الحرب منفردة، معتبرة ان نتيجة ممارسات الإدارة الحالية فإن الولايات المتحدة ستخوض حربا لتحقيق هدف عالمي مشروع ولكن بشكل منفرد. ولفتت إلى ان الولايات المتحدة تمرّ اليوم بنقطة تحول حاسمة ليس فقط فيما يتعلق بالأزمة العراقية وإنما بكيفية تعريف أو تحديد دورها في عالم ما بعد الحرب الباردة، مذكرة بأن الرئيسين جورج بوش الأب، وبعده بيل كلينتون، حرصا بقوة على المثالية الأميركية، وعلى التعاون مع الدول الأخرى. ولكن واشنطن نحت باتجاه مسار مختلف تماما تحت قيادة الرئيس بوش الابن. فعدد الحلفاء تراجع، والقوة العسكرية الأميركية ازدادت بشكل كبير. كما ان الحرب على العراق هي حرب غاب عنها عنصر الضرورة، وموافقة الأمم المتحدة، والحلفاء التقليديون لواشنطن. وأعادت الصحيفة الأميركية التأكيد على موقفها المؤيد لنزع السلاح العراقي، إلا انها رأت ان المشكلة هي في الطريق الخاطئ الذي سلكته الإدارة الحالية. ورأت الصحيفة ان الإدارة الحالية لا تعرض فقط القوة الأميركية للخطر، وإنما جزءا كبيرا ومهما من عظمتها.

وحملت الصحيفة الأميركية على الإدارة الحالية، متهمة إياها بالعمل - منذ اليوم الأول على تسلّمها الحكم - على تجاهل مخاوف الحلفاء الأوروبيين من خلال الامتناع عن التوقيع على معاهدة إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وكفّ النظر عن العنف الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتجاهل نداءات العرب والمسلمين والدول الأوروبية لحلّ هذه المسألة. ولفتت الصحيفة إلى ان حلف الناتو بات اليوم أكثر انقساما وتمزقا من أي وقت سابق. وخلصت إلى القول انه نتيجة ممارسات الإدارة الحالية، فإن الولايات المتحدة تخوض حربا لتحقيق هدف عالمي مشروع ولكن بشكل منفرد.

وأشارت «واشنطن بوست»، إلى انه منذ حوادث 11 سبتمبر بدا واضحا ان الولايات المتحدة ستشن حربا ضد العراق ولكن الرئيس بوش لم يكن ليتصور انه سيجد نفسه عشية الحرب معزولا، فالعالم منقسم، ومستقبل الأمم المتحدة بات مطروحا للتساؤل، وهناك تحد صارخ لقيادته في الداخل الأميركي. لكن الصحيفة لاحظت ان بوش لم يبدُ عليه خلال الكلمة - الإنذار التي ألقاها التأثر أو القلق من أي من المشكلات التي تحيط به، فقد بدا واثقا جدا من المسار الذي حدده قبل أشهر لنزع السلاح العراقي على رغم المعارضة الخارجية والداخلية للحرب.

وفي تقرير لـ «واشنطن بوست» عن أحوال العراقيين، لفت إلى انهم يؤكدون انهم يشترون السلاح فقط للدفاع عن منازلهم، لافتة إلى ان البعض استبعد أن يقوم الشعب العراقي بالدفاع عن الحكومة. واعتبرت الصحيفة ان مجرد التعبير عن هذه المشاعر في بلد دكتاتوري مثل العراق وإن كان من قبل قلة من العراقيين هو مؤشر على ان المناخ العام في البلاد بدأ ينفتح تدريجيا منذ أن بدأت الأزمة العام الماضي.

وتساءل مركز الدراسات والأبحاث الجيوسياسية (غلوبل انتلجنس) من خلال موقعه على الإنترنت، كيف ستتصرف فرنسا بعد قمة الأزور؟ وهل ستقبل بعزلها من قبل الجبهة الإنجليزية - الأميركية، ومن قبل معظم الدول الأوروبية؟ ورأى الموقع ان قمة الأزور أكدت ان الدبلوماسية سقطت. لافتا إلى ان قرار الحرب بدا معلبا أو معدا بشكل مسبق لأن القمة لم تتجاوز الساعتين. ورأى ان الهدف منها كان التأكيد على التحالف البريطاني الأميركي، والتأكيد أيضا على دعم دولتين أوروبيتين هما البرتغال واسبانيا لدحض فكرة العزلة الأميركية. وعاد غلوبل أنتلجنس في مقال آخر، ليشير إلى ان التعاون والتنسيق قائم بشكل قوي بين الولايات المتحدة ودول خليجية في الحرب على العراق

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً