العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

السياحة في الأردن تتراجع بسبب الحرب

العقبة والبتراء من المدن المتضررة

ألقت الحرب على العراق بظلالها على القطاعات الاقتصادية كافة وخصوصا السياحية التي تشكل زهاء 10 في المئة من الدخل الوطني، وانعكست الأزمة وتداعياتها بمؤشرات سلبية تمثلت بالاعلان «ان هذه المنطقة أصبحت غير آمنة»، وترجم ذلك في طلب الكثير من الدول من رعاياها مغادرة منطقة الشرق الاوسط و«الغاء الحجوزات السياحية إلى المنطقة» وفقا للعاملين في هذا القطاع.

وتختلف معاناة القطاع السياحي عن باقي القطاعات كونه اكثر حساسية وتأثرا بالحوادث السياسية التي يمر بها العالم، فالسياحة في الأردن تحديدا أصبحت تواجه تراكم الأزمات منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر/ أيلول 2000 ، ثم حوادث 11 سبتمبر، وتفجيرات بالي وكينيا الأخيرة، ما أدى الى نقص في الدخل وبالتالي زيادة مديونية هذا القطاع التي تجاوزت 200 مليون دولار. وكان أكثر فئاتها تضررا الأدلاء السياحيون، والمكاتب السياحية وبالنسبة إلى الفنادق، فكانت مدينة البتراء الأكثر تضررا.

ووسط توقعات باتساع مساحة أجواء العمليات العسكرية فإن شركات التأمين - بحسب أوساط القطاع - قد تحجم عن التزاماتها تجاه شركات الطيران، ما يقلل من مساحة الطيران الآمن، وهذا يؤدي إلى رفع أسعار تذاكر السفر وخلق إيحاء لدى الكثير من السياح بأن السفر لم يعد آمنا.

من جهته يقول امين عام وزارة السياحة والآثار الاردنية سلطان أبوجابر «أن الوزارة ستبحث مع المعنيين ايجاد حلول لتساعد هذا القطاع على تخطي هذه الازمة بحسب المعطيات».

واوضح أبوجابر أن إلغاء الحجوزات تحصيل حاصل نظرا إلى الأجواء السائدة في المنطقة والعالم، وكان ذلك واضحا في مؤتمر برلين الذي عقد أخيرا إذ يعاني القطاع من ركود شديد، والاردن جزء من هذه المنظومة السياحية.

وقال رئيس جمعية أصحاب الفنادق الأردنية ميشيل نزال إن الوضع العام سيئ كون المشكلة عالمية، وهذه ازمة حقيقية يواجهها قطاع السياحة كأي قطاع اقتصادي آخر، مشيرا إلى انها ازمة حقيقية.

واعتبر رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر بشارة صوالحة الوضع مأسويا، كونه تم الغاء الحجوزات بسبب استمرار الازمات المتتالية على المنطقة، مشيرا الى ان دولا في العالم حظرت السفر الى الأردن. واشار صوالحة الى ان معاناة هذا القطاع بدأت منذ العام 2001، إذ بلغت مديونيته حوالي 200 مليون دولار، مبديا اعتقاده ان المديونية ستتجاوز هذا الرقم مع هذه الأزمة.

وقال رئيس جمعية المطاعم الأردنية بسام كعوش إنه ومن خلال الاتصالات والمراجعات للمستثمرين في القطاع فإن المنشآت السياحية المرخصة بأنها تمر بمرحلة صعبة لان هذا القطاع يتأثر بالحوادث في المنطقة، فأعداد السواح القادمين من كل دول العالم تناقصت بشكل حاد، اضافة إلى انخفاض دخل المواطن الأردني والذي يجعل من الصعب أن يكون بديلا عن السائح، كما أن اندلاع الحرب يخفف من ارتياد هذه المحلات، كما يتم الغاء أو تأجيل المناسبات الترفيهية. وتزامن ذلك مع الوقت الذي تكثر فيه التزامات المنشآت السياحية من تراخيص ومستحقات الضرائب والمصارف ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على العمالة والجودة ومستوى الخدمات المقدمة في هذه المنشآت.

واشار كعوش الى أن الإحصاءات والمؤشرات تدل على تدني مستوى الإشغال لدى الفعاليات السياحية اكثر من 45 في المئة.

وهناك عاملان اسياسيان هما الركود الاقتصادي العالمي وخصوصا في الدول المصدرة للسياحة مثل اوروبا واميركا، ومازالت حوادث 11 سبتمبر/ أيلول وما حدث بعدها في بالي وكينيا، اضافة للحرب على العراق كل هذه العوامل أثرت بشكل مباشر على السياحة في الشرق الأوسط بما في ذلك الأردن، مبينا انه من الصعب جلب السياحة إلى الأردن في الظروف الحالية في الوقت الذي تم فيه الغاء الحجوزات والطلب من رعايا بعض الدول عدم السفر إلى المناطق القريبة من العراق .

ومن جهته بين مدير مطار الملكة علياء الدولي نصري نواف ان الوضع مطمئن وان تخفيض الرحلات يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة تعود إلى قلة عدد الركاب فقط وليس بسبب الاوضاع السياسية الراهنة، مشيرا إلى ان شركات الطيران الاجنبية والعربية مازالت تقوم برحلاتها كالمعتاد لحد الآن

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً