يسعى سائق فريق فيراري لسباقات سيارات فورمولا 1 وحامل لقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) للفورمولا 1 الفنلندي كيمي رايكونن إلى التغلب على سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في صراعهما الجديد على لقب البطولة لعام 2008 وذلك في موسم يتسم برغبة جميع المشاركين فيه لنيل الشهرة.

وفاز رايكونن بلقب البطولة لفئة السائقين في الموسم الماضي بعد منافسة قوية وصعبة حسمها في النهاية بفارق نقطة واحدة فقط أمام هاميلتون وزميله الاسباني فيرناندو ألونسو السائق الآخر لفريق ماكلارين مرسيدس.

كما أحرز فريق فيراري لقب البطولة على مستوى الصانعين (الفرق) بفضل العقوبة التي فرضت على منافسه ماكلارين بسبب تورطه في قضية تجسس على فيراري نفسه.

وأكد رئيس الرابطة المنظمة للبطولة البريطاني بيرني إكليستون أن رياضة سباقات فورمولا 1 ستتعافى من قضية التجسس التي نالت أكبر فريقين فيها والتي قضت على صورة رئيس فريق ماكلارين رون دينيس.

كما انتهت المنافسة الداخلية في فريق ماكلارين بين هاميلتون وألونسو بطل العالم مرتين سابقتين، إذ رحل الأخير لفريق رينو بعد موسم واحد فقط قضاه مع فريق ماكلارين مرسيدس.

وتعرض هاميلتون لكم هائل من الهتافات العدائية من الجماهير الاسبانية خلال فترة الإعداد قبل بداية الموسم الجديد ولكن الأوضاع عادت إلى استقرارها وهدوئها ولم تصبح هناك أية أخطار تهدد سباقي برشلونة وفالنسيا.

وأدرج سباق فالنسيا الذي يقام في 24 أغسطس/ آب بشوارع المدينة الاسبانية وليس في مضمار خاص ضمن جدول سباقات البطولة.

وبعدها بستة أسابيع فقط ستشهد البطولة أول سباق في تاريخها يقام تحت الأضواء الكاشفة وهو سباق جائزة سنغافورة الكبرى.

ويمثل سباق سنغافورة أحدث إشارة إلى أن فورمولا 1 تتطلع وتتجه إلى الشرق وما يؤكد هذه الحقيقة أيضا أن البطولة ستشهد هذا الموسم أيضا مشاركة فريق فورس إنديا ليكون أول فريق هندي في تاريخ البطولة وهو فريق سبايكر السابق والذي اشتراه الملياردير الهندي فيجاي ماليا ورجل الأعمال الهولندي ميتشل مول ليغيرا اسمه إلى فورس إنديا، إذ يبدأ الفريق المشاركة في البطولة بداية من الموسم الحالي.

كما يضاعف من إثارة الموسم الجديد التغيير الذي طرأ على قواعد اللعبة.

وقال هاميلتون: «العودة إلى أسلوبي القديم لقيادة السيارة كان سهلا لان ما تضمنته القواعد من تغييرات هو ما تعودت عليه على مدار سنوات مضت».

وأظهر هاميلتون (23 عاما) تألقا واضحا ومهارة فائقة في موسمه الأول مع اللعبة وذلك في الموسم الماضي 2007 وكاد يحرز اللقب فعلا.

ويدرك هاميلتون أن شهر العسل قد انتهى ولكنه يسعى لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة التي ستعيد للفريق بريقه وصورته الرائعة بقيادة النجم هاميلتون ومعه السائق الفنلندي هايكي كوفالينن زميله الجديد بالفريق وذلك بعد رحيل ألونسو إلى رينو.

ويرى الكثير من الخبراء أن هاميلتون بدأ مسيرته الناجحة التي ستكون رائعة للغاية وقد يصبح يوما ما منافسا للأسطورة الألماني المعتزل مايكل شوماخر بطل العالم 7 مرات سابقة على الكثير من الأرقام القياسية والانجازات.

وقال رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ماكس موسلي: «سيفوز هاميلتون بالكثير من ألقاب العالم إذا لم يحدث أي شيء خاطئ. إذا شارك في السباقات بالكم نفسه الذي شارك به شوماخر فإنه سيحطم أرقامه القياسية من دون عناء».

واعتزل شوماخر بنهاية موسم 2006 وترك مكانه في فريق فيراري للفنلندي رايكونن الذي نجح في خلافة شوماخر وفاز بلقب العالم للسائقين كما قاد فيراري للفوز بلقب العالم لفئة الفرق.

وأكد رايكونن أنه يستحق لقب «الرجل الجليدي» بفضل الهدوء والتركيز الذي اتسم بهما في الموسم الماضي.

وقال رايكونن: «يجب أن يكون هدفنا الفوز باللقبين مجددا. بذلنا كل ما بوسعنا وسيكون طريفا أن نعود للمشاركة في السباقات مجددا وسنرى في ملبورن (سباق أستراليا) من هو الأسرع ومن ليس كذلك. ولكننا سنكون مستعدين».

وأشاد شوماخر بالسيارة الجديدة لفريق فيراري وبنتائج فترة الاختبارات التي سبقت الموسم إذ قال:» استعددنا جيدا للموسم الجديد».

أما ألونسو فيبدو سعيدا للعودة إلى فريق رينو بعد المشكلات التي عانى منها في موسمه الوحيد مع ماكلارين ولكنه يدرك جيدا أنه لن يستطيع في الموسم الجديد أن يحقق اللقب الذي أحرزه عامي 2005 و2006 أو الفوز بالمركز الثاني مثلما فعل في الموسم الماضي وإنما سيكون في المراكز التالية على الأرجح.

وصرح ألونسو لهيئة الإذاعة البريطانية «سأستمتع بحياتي مجددا مع رينو وأعتقد أنه سيكون عاما جيدا لي حتى وإن لم نستطع المنافسة على اللقب».

وسيكون أمل رينو هو المنافسة على المركز الثالث مجددا لكنه سيواجه تحديا كبيرا من فريق «بي.إم.دبليو» بسائقيه الجيدين الألماني نيك هيدفيلد والبولندي روبرت كوبيكا.

وقال هيدفيلد لدى تقديم سيارة الفريق الجديدة في مقر الفريق بمدينة ميونيخ الألمانية: «هدفنا الواضح هو الفوز بالسباقات».

كما يستطيع فريقا وليامز وريد بول المنافسة على الصعود لمنصة التتويج في حال تعرض فريقي ماكلارين وفيراري لأي كبوة، بينما ينتظر أن تتنافس فرق تويوتا وتورو روسو وهوندا وسوبر أجوري وفورس إنديا على مراكز تالية.