العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ

خطة استراتيجية لترويج البحرين... ومركز استعلامات سياحي دولي

ناس: لا تهاون مع الفنادق المخالفة ونمتلك مقومات استقطاب السواح

كشف الرئيس التنفيذي لمشروع الترويج والتسويق السياحي محمد ناس في تصريح لـ «الوسط» أمس (الأربعاء) عن خطة استراتيجية على مدى خمس أعوام لترويج البحرين سياحيا وإبرازها على خارطة السياحة العالمية. وذكر أن المشروع يعمل على حاليا على إنشاء مركز استعلامات سياحي دولي للبحرين يهتم بالتعريف عن البحرين وتقديم المعلومات للسواحل وإيصال الأخبار.

وأضاف ناس أن «الخطة التي يعمل على أساسها مشروع الترويج السياحي هي في زرع النواة والاستراتيجية الأساسية بحسب الخطة الموضوعة من مجلس التنمية لتطوير قطاع السياحة، بالعمل على وضع الخطط وجلب المستشارين والمتخصصين الذين ساهموا في صوغ قانون جديد لإنشاء هيئة مستقلة للسياحة»، مبينا أن «إدارة المشروع استأجرت طابقين في مبنى غرفة تجارة وصناعة البحرين الجديد في منطقة السنابس (الجهة المقابلة لضاحية السيف) كمقر لإدارة المشروع، ويتم حاليا التجهيز واستكمال المقر مع توفير الطاقم الجديد للمشروع».

وقال ناس إن «المشروع يتجه حاليا إلى الترويج للبحرين سياحيا ليس خلال موسم الصيف فقط، بل على مدار العام في مختلف الأصعدة السياحية، فالبحرين تعمل حاليا على توفير أجواء سياحية تستقطب السواح من مختلف العالم مثل سباقات الفورمولا واحد، ومهرجان ربيع الثقافي، والاحتفال باليوم العالمي للسياحة نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل».

وواصل ناس «بدأنا عمل ورش عمل بالتعاون مع الفنادق الأربع نجوم من أجل تعريفهم بالقوانين الحالية والاطلاع على مسودة القانون الجديد للسياحة، وإعطائهم أساسيات الإدارة السياحية الصحيحة في الفنادق، لأنه لن يكون هناك تعاون بحسب ما أوصت به القيادة مع المخالفين من الفنادق». مضيفا أنه «تم وضع موازنة لمرحلة المشروع، وبدأنا العمل في ضوء هذه الموازنة لحين مجيء القانون لمواصلة العمل».

وبين ناس «نحن نسعى إلى إشراك القطاع الخاص في العملية التنموية في السياحة، فهو يمتلك روح التطوير المستمر من حيث الأفكار والنماذج السياحية. فضلا عن أن المنافسة بين الشركات الخاصة تحقق الكثير من المكاسب التي قد لا تتوافر لدى المشاريع التي تنجزها الحكومة. إلا أن الحكومة تلعب دورا كبيرا وبارزا في إدارة وتوجيه العملية التنموية، وهو ما يقوم به مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين»، لافتا إلى أن «المشروع يكثف اهتمامه في تشجيع الشباب البحريني على الانخراط في العمل السياحية على عدة مستويات، لأن هناك عزوفا ملحوظا منهم للعمل في السياحية لأنه وعلى مدى الأعوام الماضية لم يكن جديرا، إلا أن هناك أعمالا سياحية راقية على المستوى البحريني والعالمي ولها مدخول جيد».

وبشأن الصعوبات أو المشكلات التي تواجه المشروع، أوضح ناس أن «وزير الإعلام وضع هدفا لقطاع السياحة وقد ذكر أن هذا القطاع يجب أن يساهم بنسبة 25 في المئة من الناتج المحلي خلال الفترة من 5 إلى 10 أعوام، إذ يساهم القطاع حاليا بنسبة تبلغ نحو 6.5 في المئة. وأنا أعتقد أنه بالإمكان تحقيق هذا الهدف، ولذلك دائما ما ألغي خلال العمل مسألة المشكلات التي أعتبرها تحديات. ولو وجدت بعض المشكلات فنحن نسعى بقدر الإمكان إلى الاستفادة من التحديات باعتبارها هي التي تصنع أنجح المشاريع. مع العلم أن هناك قانونا جديدا سيضمن سير عمل مشروع الهيئة مستقبلا، ولكل مشكلة حل ما».

وعن نظرته للسياحة في البحرين حاليا، قال ناس: «أقسم السياحة إلى ثلاثة أقسام، الأول منها سياحة الأعمال إذ يتخذ بعض رجال الأعمال البحرين مركزا للاجتماعات الفصلية والدولية ولدعوات رؤساء مجلس الإدارة. وهي سياحة ممتازة جدا لأنها تتعامل مباشرة مع المستثمر الذي يرى من خلال السياحة المتطورة بلدا مناسبا للاستثمار. ونحن كمواطنين بحرينيين شعب طيب وهذه الصفة مفقودة في دول أخرى، وهو ما يساعدنا على خلق تنمية مستدامة».

وواصل «القسم الثاني هو السائح المتسوق، فالبحرين لديها مقومات التسويق، فما يحتاجه السائح هو المجمعات والسلع التي تمثل مكانا مناسبا للترويح الشرائي وغيره. وعلى سبيل المثال لو زار البحرين ألف زائر بمتوسط صرف ألف دولار فسيدخل على الاقتصاد مليون دولار، وهو ما يضاف في الدخل القومي للبلد، لأن سيارات الأجرة ستعمل والمطاعم والفنادق وغيرها أيضا. وأما القسم الثالث هو السياحة المتخصصة، إذ إن هناك سياحا تعجبهم مثلا سباقات الفورمولا 1 والآثار والمعارض. ولذلك تراهم يستخدمون فندقا للسكن فيه وبالتالي يصرفون أموالا تعود على مصلحة البلد، بالإضافة إلى الترفيه مثل المقاهي والحفلات وربيع الثقافة وغيرها».

وعما إذا كانت البحرين تفتقد للتنويع السياحية، أكد ناس أن البحرين لا تفتقد لذلك، ولكن الدور التثقيفي للمؤسسات التي تخدم السائح غير موجود، إذ إن الكثير من الأمور السياحية الموجودة في البحرين مثل المطاعم والحدائق والمقاهي تعتبر سياحة، إلا أنه لا يروج لها سياحيا ولم تعطَ الأهمية والطيف المختلف. والجانب الآخر المهم والمطلوب هو جعل هوية لمنتجات البحرين الوطنية للترويج لها سياحيا، فالبحرين لديها قرى بإمكانها أن تكون عنصرا جذابا للسياحة، إلا أنه لا يوجد اهتمام أو تطوير مستمر من قبل الجهات المعنية. وأبرز الأمثلة على ذلك وجود صناعة ماء اللقاح والحلوى والتمر وغيرها التي لم تطور منذ سنوات طويلة».

وقال إن «على البحرين ضرورة الالتفات إلى الجانب الإعلامي والتوثيقي لمعالم السياحة وصناعتها بصورة مشرفة، فالكثير من السياح يفتقدون للخدمة التي من المفترض توافرها بشكل رئيسي للصعيد السياحية، مثل الكتيبات الإرشادية والتاريخية والوصفية، وكذلك الخرائط الدلالية وغيرها. فضلا عن ضرورة الالتفات إلى المهن والصناعات التراثية التي باتت شبه مندثرة في البحرين، إذ تشهد إقبالا كبيرا للسياح الأجانب خصوصا، وهو ما تفتقده باقي بلدان الخليج والعالم أيضا».

العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً