العدد 2144 - السبت 19 يوليو 2008م الموافق 15 رجب 1429هـ

تقليد... و«خاص» أيضا

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

كثير من المشروعات الاستثمارية الجديدة سواء السكنية منها أو الترفيهية والتجارية جاءت لتحمل شعار «المحافظة على العادات والتقاليد والتراث البحريني الأصيل»، إذ تعمر على شاكلة البيوت والأحياء القديمة يتخللها الماء والخضرة بشكل يجعلك تتوق فعلا إلى السكن في إحدى الوحدات المنضوية تحت هذا المشروع أو ذاك، لما تتوافر عليه من «جماليات» طبيعية (مصطنعة) افتقدنها وسط البيوت والمدن «النموذجية الحديثة» التي توفرها الحكومة للمواطنين، لكن طبعا «العين بصيرة واليد قصيرة»!

الشعار بحد ذاته يحمل اعترافا ضمنيا بأن هنالك أشياء قديمة جميلة (جدا جدا جدا) ضرورية للناس ولكن قضي عليها بعمليات الردم والدفن والتجريف ثم بيعت وتحولت إلى أملاك خاصة ليعود أصحابها إلى استثمارها بعد إحياء «طبيعتها المدمرة»... ولكن وفق مبدا «اللي يريد طبيعة يدفع»!

كثرت الأخبار التي ترسلها وزارة شئون البلديات والزراعة إلى الصحف (حديثا) مذيلة بـ(خبر هام وعاجل)، تقرأه فتجده متعلقا بتشجير الشوارع وبناء حدائق رسمها التخطيطي يجعلك تهيم بخيالك بأن «أرض الخلود» ستبعث من جديد، وأن المليون نخلة لم تمت فعلا وإنما علينا أن ننتظر إعادة إحيائها!

ونستدرك الأمر بأن النخيل المزروع (اليوم) يختلف تماما عن النخيل الباسق الذي كان يظلل البحرين (كلها) بظله... وبراعم النخيل التي تزرع في (بعض) الشوارع ما إن ترتفع قليلا حتى تقتلع مرة أخرى ويسطر مكانها الطوب الأحمر والأصفر! والبحر الذي يتخلل المشروعات المزمع إنشاؤها نقيض بحر زمان الذي كان ملكا للجميع لا تحده أسوار ولا حدود، فبحر (اليوم) خاص بالمشروع الفلاني ومن يقطنه فقط... فهل أصبح «الحفاظ على روح البحرين وتراثها» خاصا (أيضا) بأناس دون آخرين؟

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 2144 - السبت 19 يوليو 2008م الموافق 15 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً