العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ

ارتفاع أسعار شقق الإيجار إلى 200 دينار والمواطن محتار في سكنه

في السابق لم يكن إيجار الشقق يتعدى 150 دينارا إلا أن الشقق الرخيصة أصبحت ملغية من قاموس العقار الآن، إذ إن الأسعار نادرا ما تبدأ من 200 دينار، في الوقت الذي أصبحت الشقق تكلف المواطنين 230 دينارا وما فوق.

الشقة بـ300 دينار

المواطنة نعيمة رضي تبحث عن شقة بـ200 دينار لتبدأ حياتها الزوجية وتقول: «تعبت من البحث عن شقة بـ150 حتى استسلمت إلى الأمر الواقع وبدأت أبحث عن شقة بـ200 إلا أن ذلك لم ينفعني، إذ إن هناك نسبة قليلة من الشقق تؤجر بـ200 دينار، وتبدأ الأسعار بـ230 وعلى رغم أن المبلغ ليس بالقليل إلا أن هذه الشقق صغيرة الحجم لذلك فإن من يستأجرها ستكلفه الكثير».

وتضيف: «ليس المقصود أنه لا توجد شقق رخيصة إلا أنها تكون صغيرة فمن سيسكن في شقة بها غرفة واحدة (...) لو كان السبب المالكين لاتهمناهم إلا أن السبب لا يقع عليهم فهم يريدون الربح وخصوصا أن بناء العمارات أصبح يكلفهم الكثير وذلك بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء، فالسيراميك والأسمنت والصباغة ارتفعت أسعارها، ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار إلا أن المصيبة ليس في هذا الارتفاع بل في أن الرواتب التي لم ترتفع، فلماذا ترتفع كلفة كل شيء في الوقت الذي تثبت فيه الرواتب على ما هي عليه؟».

صعود «الشقق» لارتفاع «مواد البناء»

وذكر المواطن ياسين علي أن غالبية المواطنين لا يتهمون المالكين، إذ إن السبب الرئيسي هو ارتفاع سعر الأراضي التي تبنى عليها الشقق من جهة وارتفاع أسعار مواد البناء من جهة أخرى، قائلا: «إن جميع مواد البناء ارتفع سعرها، إذ ارتفع سعر الأسمنت والطابوق والصباغة، إلا أن المشكلة الأساسية أن المواطن البحريني أصبح محتارا أين يسكن وخصوصا إذا كان راتبه 200 دينار، فكيف يستأجر شقة بـ200 دينار؟ وماذا سيظل من راتبه؟».

من جهته، أشار المواطن فيصل محمد إلى أنه لا يستغرب من ارتفاع إيجار الشقق التي وصلت إلى مستويات خيالية، مبينا أن جميع ملاك العمارات رفعوا الأسعار منذ أن بدأت كلف مواد البناء ترتفع وخصوصا أن هؤلاء يقدرون سعر الشقة بما خسروه من أموال مقابل عملية البناء.

وذكر محمد أن الشقة التي كان يقطنها المواطنون بـ150 دينارا أصبحت الآن بـ200 دينار والبعض زاد الإيجار إلى 230 و250، مبينا أن المشكلة تتمثل في عدم قدرة المواطن على دفع هذه المبالغ مقابل شقة وذلك بسبب ضعف الرواتب.

«الشقق» من 150 دينارا إلى 200

بعض المواطنين تفاجأوا بأن سعر إيجار شققهم التي سكنوها منذ عام أو أربعة أعوام تقريبا ارتفع إلى 200 دينار وفي بعض الأحيان إلى أكثر من 230 دينارا.

وقال المواطن حسن مرزوق: «شقتي كانت قبل ستة أشهر بـ150 دينارا إلا أن المالك أخبرني بأنه سيتم رفع سعر الإيجار، مؤكدا لي أن نسبة الزيادة بسيطة إلا أنها ستقضي على أكثر من نصف راتبي، إذ وصلني خبر من المالك بأن الشقة التي أسكنها وصل سعرها إلى 200 لذلك فإنه كان من اللازم عليَّ أن أدفع 50 دينارا زيادة (...) واستسلمت إلى الزيادة، فماذا أفعل إذا خرجت من الشقة؟ أنا متأكد أنني لن أحصل على شقة بأقل من 250 دينارا».

من جهتها، قالت المواطنة آمال يعقوب: «ارتفع إيجار شقتنا من 200 إلى 250 وجميع الساكنين استنكروا زيادة مبلغ الإيجار 50 دينارا، مؤكدين أن الزيادة ليست بسيطة وخصوصا أن رواتب العديد من الساكنين في العمارة ضعيفة فضلا أن بعضهم لا يتسلم 100 دينار من الإسكان إلا أنه على رغم ذلك رضخ الجميع في النهاية وخصوصا أنه أصبح من الصعب الحصول على شقة بسعر مناسب».

وتضيف يعقوب: «على رغم هذا الارتفاع لم نتهم نحن القاطنين في العمارة المالك، إذ إن السبب يعود إلى ارتفاع سعر مواد البناء وارتفع سعر الأراضي التي تقام عليها هذه العمارات».

البناء فوق بيوت أهالينا... وأوقفناه

بعض المواطنين اختاروا أن يبنوا فوق بيوت أهاليهم شققا حتى يحصلوا على بيوت إسكانية إلا أن المشكلة التي أوقفت العديد من المقبلين على الزواج عن إكمال بناء شققهم هي ارتفاع أسعار مواد البناء.

وقال المواطن رضا عبدالهادي: «أنا على وشك الزواج بعد أشهر إلا أني سأؤجل مشروع الزواج قليلا وذلك بسبب عدم قدرتي على إكمال بناء الشقة بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء إضافة إلى أنه ليس لدي القدرة على أخذ شقة إيجار لأن جميع الشقق أصبحت تكلف 200 دينار، وهذا يعني أنني سأدفع راتبي بأكمله مقابل شقة».

واشترك معه في الرأي المواطن عبدالله إسماعيل الذي أوقف عملية البناء في شقته بسبب عدم قدرته على دفع أموال باقي البناء، مشيرا إلى أنه لن يبدأ في البناء مرة أخرى حتى تنخفض الأسعار.

العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً