العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ

مسلسلات ممنوعة من العرض

ما إن بدأ رمضان حتى بدأت العروض الدرامية بطرح قصصها وقضاياها عن هذا وعن ذاك، فتربعت بعض الأعمال في صدارة الأعمال المتابعة والمقربة من قبل المشاهدين، وتنحت الكثير منها لغيرها الذي تفوق في الطرح والأسلوب والحبكة وطريقة التقديم والأداء.

فكثيرة هي القصص المكررة والأجزاء المكملة لما قدم في السنوات الماضية، ووجوه الممثلين بتنا نعرف أدق تفاصيلها لكثرة تكرار حضورها في الأعمال الدرامية... كل هذه التفاصيل باتت اليوم أمورا معتادة في كل رمضان عند رصد المشهد الدرامي العربي، غير أن المتتبع لتفاصيل أخبار الفن في رمضان، لم يعد بإمكانه تجاهل المسلسلات الممنوعة من العرض، التي يتزايد عددها عاما بعد عام.

فمنذ أن بدأت الحملات الدرامية المكثفة تجتاح التلفزيونات في رمضان مع بداية انتشار الفضائيات العربية، كان لكل عام عمل أو عملان ممنوعان من العرض، ولعل من أبرز الأسماء التي منعت خلال السنوات الماضية المسلسل السوري الذي يؤرخ لمرحلة من مراحل الحكم العثماني في بلاد الشام «أخوة التراب» للمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، الذي تسبب بأزمة دبلوماسية ما بين سورية وتركيا، دفعت بعض الجهات إلى الضغط لإيقاف المسلسل، الذي أعيد بثه كاملا فيما بعد. غير أن هذا العمل لم يكن الأول ولا الأخير كما يقال، فبعده توالت الاعتراضات على الكثير من الأعمال، التي نجحت بعض الجهات على اختلافها في أن تحجب بعضها لفترة، أو تمنعه عن محطة أو أن تتلف أشرطة العمل بكامله وتمنعه من دون أمل حقيقي في أن يعرض في أوقات أخرى كما حدث مع مسلسل «الطريق إلى كابل» الذي منع من العرض قبل عدة سنوات بعد أن تلقى منتجوه تهديدات من جهات متطرفة.

والموسم الدرامي الحالي في رمضان، لم يخالف ما سبقه من مواسم... عدة أعمال بدوية منعت بعد عرض بضع حلقات منها، كمسلسلي «فنجان الدم» و «سعدون العواجي»، كما أن السير الذاتية نالت أيضا نصيبها من المنع كمسلسلي «عبدالناصر» و «أسمهان» حتى وإن وجدا منفذا لعرضهما على بعض الشاشات.

وتختلف الأسباب التي أدت إلى منع هذه الأعمال ما بين أسباب سياسية كمسلسل «عبدالناصر»، الذي أمرت الحكومة المصرية بإيقافه «لأن وزن الموضوع لا يتناسب والأنموذج المقدم في رمضان، فمسلسل عبدالناصر يؤرخ لزعيم تاريخي ولا ينبغي الاستخفاف به أو عرضه على عجالة»، على حد تعبير وزير الإعلام المصري أنس الفقي.

ونفهم من أسباب منع المسلسل أنه من الأفضل أن يعرض بترو أكبر وأن تتاح للمشاهد فرصة التأمل في الأحداث، كأن تعرض الحلقة وتعاد عدة مرات لكي نصل إلى العمق الدرامي، وأن تقدم حلقة كل عدة أسابيع كي لا يكون التعامل مع التاريخ فيه شيء من التعجل والاستخفاف.

ولعل هذا المسلسل ليس الوحيد الذي دفع جهات حكومية إلى التدخل لحجبه عن الجمهور، فالمسلسلات البدوية التي تعيش حالة من التكاثر والفورة على شاشات الفضائيات، كادت أن تتسبب في مشكلات وأزمات ما بين بعض القبائل العربية، وخصوصا تلك التي تتناول قضايا الصراع ما بين القبائل. مما دفع رؤساء حكومات إلى تقديم طلب بإيقافها تحت ضغط من هذه العشائر.

في حين أن مسلسل «أسمهان» كاد أن يمنع بسبب اعتراض أحد ورثة عائلة الأطرش العريقة الأصول التي تنتمي إليها الفنانة أسمهان، على بعض التفاصيل في النص الدرامي، إذ وصف النص بأنه يحوي الكثير من التلفيق والافتراء على الفنانة وعائلتها.

وكما يبدو فإن الجميع الآن بات قادرا على حجب ومنع بعض الأعمال بطريقة أو بأخرى، وخصوصا إذا كانت تهدف إلى ما لا يبتغيه، فالسياسيون بمختلف مناصبهم، وكبار العشائر، ورجال الدين، وورثة المغنيين والفنانين، وحتى الأشخاص العاديون، سيتمكنون خلال الجولات الدرامية الرمضانية المقبلة من هذه الأعمال، وسيكتفون بعرض مسلسلات ترفيهية خفيفة لا تثقل المعدة الصائمة.

العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً