العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ

توفيق: أحداث معركة بدر دروس للأمة في زمن الذل

الوسط - محرر الشئون المحلية 

19 سبتمبر 2008

أكد خطيب جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق في خطبة الجمعة أمس أن «أحداث معركة بدر الكبرى آيات حق ورايات نصر ودروس للأمة في زمن الذل والصغار، فلتستفد الأمة من هذه السيرة العطرة وأن يتضرعوا إلى الله ويتوكلوا عليه لينصرهم الله سبحانه».

وقال توفيق: «في شهر رمضان شهر الجهاد والعزة والقوة وعلو الهمة كان يوم الفرقان، يوم حق، يوم العزة والغلبة للمسلمين في غزوة بدر الكبرى، تلك المعركة التي كانت أحداثها من أغرب الأحداث وأبطالها لم يعرف التاريخ مثيلا لهم، كان عددهم ثلاثمئة وبضعة رجال يقاتلون عددا من كفار قريش ومن بعض قبائل العرب، هؤلاء يعلون راية التوحيد وأولئك يرفعون راية الشرك والصد عن سبيل الله». مردفا «هذه المعركة من أعظم معارك الإسلام وأحداثها أحداث العزة والتوحيد والتوكل على الله سبحانه، ولعلنا نعرض لبعض المشاهد العظيمة في هذه الغزوة، فنرى التعاون والإيثار، فكان الصحابة يتعاقب الثلاثة منهم على البعير الواحد، خروج بتواضع، وأما قريش فتخرج بالخمور والقيان والمعازف بطرا ورئاء الناس كما أخبر الله تعالى». وتابع «يستشير النبي (ص) المسلمين في الخروج إلى قريش فيجيب المهاجرون ويحسنون الجواب ويستحثهم ويجيب المهاجرون فيحسنون الجواب، ولكنه كان يريد أن يسمع الجواب من الأنصار لأنهم نصروه وعاهدوه على النصرة في ديارهم، فقال الأنصار: امض حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا منها ما شئت وما أخذت أحب إلينا مما تركت، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك. ويقول المقداد بن الأسود: لا نقول كما قال قوم موسى لموسى «اذهب أنت وربك...». يشرق ويتهلل وجهه (ص) وكيف لا وهو يجد النصرة والأبطال بجانبه؟، فيقول لهم: سيروا وابشروا». وأضاف «من المشاهد: أنه (ص) يمشي في ساحة المعركة قبل وقوعها ويقول: هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته (ص)».

وفي سياق آخر شدد توفيق على أن «العبرة دائما بالخواتيم، فالمعركة وإن بدا في بدايتها النصر فلا تفرح حتى ترى نتيجة المعركة في نهايتها، ولكل شيء عبرته في نهايته»، لافتا إلى أنه على المسلم أن «لا يأمن حتى يختم الله تعالى له بالخير، فيكون خير أعماله خواتيمها، والعلة في ذلك تقلب أحوال العباد الغريبة، فمن كان مؤمنا قد يموت كافرا لفتنة ما، ومن كان كافرا قد يؤمن فيكون من أهل الجنة».

واضاف «نحن في ختام شهر رمضان، وخلاصة الأعمال وأعظمها في هذه الأيام والليالي، ففي العشر الأواخر ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، خير من عبادة 83 سنة، من حرمها فقد حرم، وقد أبهم الله موعدها حتى يجتهد العباد ويتزودوا في جميع الليالي، ويتبين النشيط في الطاعة من الكسلان». واستطرد «شرع في العشر الاعتكاف، وليس هو مجرد النوم في المساجد وإنما تفرغ للطاعة والاجتهاد وانقطاع عن الدنيا. فاجتهدوا ولا تكونوا كالذين شغلوا في ختام الشهر بالأسواق واللهو ومضيعة الأوقات.

اللهم اختم لنا رمضان بالقبول والعتق من النيران».

العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً