كشف ممثل الدائرة الرابعة بمجلس بلدي العاصمة حميد منصور أن مقترح وزارة شئون البلديات والزراعة لإنشاء مرفأ في منطقة كرباباد تم استبعاده لرفض منظمة اليونسكو عمليات الإنشاء في مثلث الرؤية البصرية لقلعة البحرين، مشيرا إلى أن المقترح المتبقي هو إنشاء مرفأ عائم في المنطقة.

جاء ذلك على خلفية لقاء جمع النائب عبدالجليل خليل ووكيل وزارة البلديات لشئون التخطيط العمراني الشيخ حمد بن محمد آل خليفة ووكيل وزارة الإعلام للتراث والآثار الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة وممثلين من إدارة الآثار التابعة لوزارة الإعلام الأسبوع الماضي.

وقال منصور: «دار النقاش بشأن المكان الذي يمكن أن توافق عليه منظمة اليونسكو لإقامة المرفأ في مثلث الرؤية البصرية لقلعة البحرين، وتم استبعاد مقترح وزارة البلديات لإقامة المرفأ بالقرب من القلعة والذي ورد بشأنه خطاب رسمي من الوزير إلى المجلس البلدي مرفق بخارطة المرفأ المقترح».

وأضاف «كما تمت مناقشة إقامة المرفأ على حدود أحد أضلاع مثلث الرؤية البصرية بحيث يكون نصف المرفأ واقعا داخل مثلث الرؤية البصرية، والنصف الآخر ضمن الأملاك الخاصة. واستبعدت إمكانية موافقة منظمة اليونسكو على هذا الخيار أيضا. لذلك لم يبق إلا خيار ثالث والمتمثل في إقامة مرفأ عائم للبحارة في المنطقة، شريطة أن يكون هذا المرفأ ذا مواصفات عالمية وبذلك فإنه سيحقق غرضين في آن واحد؛ فهو من جهة لن يتطلب أي عمليات ردم للبحر، ولن تكون هناك أية تشييدات عمرانية، ومن جهة أخرى سيلبي حاجة البحارة في وجود المرفأ المناسب وفي المكان المناسب».

وأكد منصور «أن مثل هذا المرفأ سيتطلب موازنة أكبر من وازنة المرافئ الاعتيادية غير العائمة، لذلك ستتم مناقشة موضوع الموازنة مع وزارة الأشغال، وسيتم البحث في أمثلة لمرافئ عائمة ذات مواصفات عالمية كنماذج لهذا المرفأ كما ستتم مخاطبة اليونسكو حول هذا الخيار. وهناك آمال بألا تعترض المنظمة على إنشاء المرفأ العائم خصوصا أن هذه المنطقة كانت تضم مرفأ تاريخيا ولاتزال هناك آثار فنار بحري في المنطقة نفسها».

ونوه بأنه «على رغم كل هذه اللقاءات والمحاولات فإنني استغرب عدم اللجوء إلى الخيار القانوني المتمثل في استقطاع 10 في المئة من الأراضي الخاصة الواقعة في المنطقة».

وأكد منصور أن وزير شئون البلديات والزراعة تعهد بإنشاء مرفأ لصيادي كرباباد في مثلث الرؤية البصرية لقلعة البحرين. قائلا: «طرحت على الوزير إشكالية منظمة اليونسكو التي عارضت إنشاء المرفأ لتأثيره على مثلث الرؤية، فأشار الوزير إلى أن المشكلة سيتم حسمها وستقوم الوزارة بعمل جميع الإجراءات التي ستسهل إنشاء المرفأ في مثلث الرؤية من دون التأثير على قلعة البحرين ومراعاة جميع شروط المنظمة، ولكن يبدو أن المشكلة ستتواصل وننتظر رد اليونسكو على المقترح الأخير».

مرفأ كرباباد حائر بين «اليونسكو» و «مثلث الرؤية البصرية»

يبدو أن أزمة مرفأ الصيادين في قرية كرباباد لن تصل إلى حل بعد أن رفضت منظمة اليونسكو جميع المقترحات لإقامة المرفأ في مثلث الرؤية البصرية لقلعة البحرين. وأكد النائب عبدالجليل خليل أن المنظمة رفضت الموقع المقترح من قبل وزارة شئون البلديات والزراعة لإنشاء المرفأ في مثلث الرؤية البصرية.

وأضاف «كان من المفترض أن يعرض علينا موقعا مقترحا مقبولا من (اليونسكو) بحيث لا يتعارض مع مثلث الرؤية البصرية، إلا أن الموقع يصطدم مرة أخرى بأملاك خاصة في الشاطئ بأكمله ودخلت أيضا ضمن مثلث الرؤية البصرية، بحيث لم يكن هناك مجال للمقترح الجديد».

ولفت خليل «هذا ما يؤكد دائما ما ذهبنا إليه من قبل، وهو أن الدولة يجب أن تقوم بمهماتها في حماية الأموال العامة وحماية الشواطئ، وإلا فلن يكون للمواطنين أي مخرج أو ساحل وسط زحام الأبراج التي تحيط بالسنابس وكرباباد. وهذا يؤكد حركتنا المستميتة في لجنة أملاك الدولة العامة والخاصة من أجل حماية الأملاك من أيدي المتنفذين».

وسبق لوزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب أن وعد بإنشاء المرفأ في الفترة الماضية، ولكن يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيدات. كما سبق أن أعلنت اللجنة الأهلية في كرباباد عدم موافقتها على إنشاء المرفأ في الموقع الذي اقترحته وزارة البلديات لاعتراضه مثلث الرؤية البصرية، وأوضحت اللجنة «لا نريد أن نضر بالموقع التاريخي أو نخالف شروط (اليونسكو)، ولكن كان المقترح الذي قدمته وزارة البلديات هو المنفذ الوحيد والخلاص لبحارة المنطقة الذين انتظروا إقامة المرفأ منذ العام 2004 حين وجه جلالة الملك بإنشائه وبدأت الجهات المعنية بالعمل، إلا أن كل شيء توقف بعد تدخل المنظمة».

من جهته، كان ممثل الدائرة حميد منصور قد صرح في وقت سابق بأن «هناك مقترحا لإنشاء المرفأ في الضلع الشرقي لمثلث الرؤية البصرية بمحاذاة الساحل الشمالي، ولكن لم تتضح الأمور بعد وما إذا ستوافق منظمة اليونسكو على ذلك أم لا وخصوصا أن جزءا من المرفأ سيكون ضمن مثلث الرؤية البصرية والجزء الآخر سيكون ضمن حدود الساحل الشمالي».

ولفت منصور إلى أن اللجنة الأهلية للدفاع عن ساحل كرباباد سلمت الوزير بن رجب قبل نحو شهر مطالبها بإنشاء المرفأ وتعويض البحارة وتعويض أصحاب الحظور، موضحا «تمّ على خلفية ذلك الاجتماع بوزير البلديات بحضور رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد وممثلٍ عن إدارة تخطيط المدن والقرى الشهر الماضي، وعرض علينا المخطط الجديد للمرفأ في الساحل وكنا نأمل أن تنتهي الأمور على خير ولكن انتهت برفض (اليونسكو) إنشاء المرفأ في مثلث الرؤية البصرية، وكنا نتوقع رفض المنظمة وخصوصا أننا نعلم تشددها بشأن التراث العالمي، وبما أننا وافقنا على إدراج القلعة ضمن التراث العالمي فعلينا أن نتقبل ذلك».