العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ

غريس كيلي... هتشكوك وأوناسيس انتظراها طويلا وهي حملت إلى القبر أسرارها

من ناحية مبدئية كان الناس جميعا يعتقدون أن غريس كيلي، فاتنة أفلام ألفريد هتشكوك، ولؤلؤة فؤاد أمير موناكو، أسعد امرأة على وجه البسيطة. فالمرأة التي حققت في هوليود حضورا سريعا ومدويا، في رأيهم، عرفت حين أصبحت أميرة كيف تحقق نجاحا في حياتها الزوجية والعائلية.

من هنا حين سقطت ضحية حادث سيارة أليم، وهي بعد في عز صباها، لام الكثيرون الأقدار على تصرفاتها، وقالوا: هذه الأقدار تنتزع النَّاس وهم في عز سعادتهم. ولكن هل كانت غريس كيلي سعيدة حقا؟ هل كانت ناجحة حقا؟

رجلان من أشهر رجال العالم في ذلك الحين، كانا يراقبان باهتمام ودقة ما كان يدور داخل قصر أمير موناكو، أواخر سنوات الخمسين. كان كل من الرجلين يحاول أن يتلمس في ثنايا الأحداث والهمسات ما يشجعه على المهمة التي يريد لنفسه القيام بها. كانت مهمة الواحد منهما مختلفة تماما عن مهمة الآخر، لكن المهمتين كانتا تتعلقان بامرأة حسناء، بالكاد بلغت الثلاثين من عمرها، وها هي تتربع هناك على عرش الإمارة بعدما تربعت على فؤاد صاحب تلك الإمارة. كان للمرأة، في ذلك الحين باسم يشبه السحر: غريس كيلي. وكان الناس ينظرون إليها على أنها أجمل امرأة في العالم، وأكثر نساء هذا العالم أناقة. بالنسبة إلى العالم كله كانت غريس كيلي امرأة سعيدة. لكن الرجلين الشهيرين كانا يعرفان انها ليست سعيدة تماما. وكان كل منهما يريد أن يتأكد مم افتقارها إلى السعادة لكي يضرب ضربته.

أول الرجلين هو ألفريد هتشكوك، أحد كبار أساطين السينما في هوليوود وفي العالم. أما الثاني فكان أرسطو أوناسيس، أحد كبار أثرياء، وأحد كبار نجوم مجتمعاته. ولكن ما الذي جعل الرجلين الأشهر في العالم، وكل في ميدانه، يهتمان بغريس كيلي كل ذلك الاهتمام؟ ولماذا كان كل واحد منهما يريد أن يقفز في اتجاهها ما أن يلوح على محياها أو في تصرفاتها بريق تعاسة مَّا؟

طبعا لم يكن السبب غرام أي منهما بها. فالاثنان كان أبعد عن ذلك. كل ما في الأمر أن هتشكوك كان يريد لغريس كيلي أن تعود إلى السينما. فيما كان أوناسيس يتمنى أن تسمح له فسحة تعاسة في علاقة غريس كيلي بزوجها أمير موناكو رينيه ليستعيد مشروعا قديما كان قد جهد سنوات من أجل تحقيقه. وكان المشروع يقوم في جمع أمير موناكو بمارلين مونرو. ودافع ذلك ان مارلين كانت لعبة في يد أوناسيس (أو هذا ما كان يعتقده هو على الأقل)، أما غريس فلم تكن لتعيره أدنى اهتمام. وأوناسيس كان في ذلك الحين يرغب في السيطرة الاقتصادية على الإمارة التي كانت تعصف بها رياح السياسة الفرنسية وتحتاج إلى أمواله. وكان يخيل إليه ان الطريق إلى السيطرة على الإمارة تمر عن طريق السيطرة على قلب الأمير رينيه وعلى سريره.

بالنسبة إلى هتشكوك كانت الأمور أقل تعقيدا وأكثر مشروعية. فهو كان، قبل زواج غريس بالأمير رينيه، حقق ثلاثة أفلام من بطولتها، نجحت جميعها نجاحا كبيرا. وكان ذلك النجاح قد أكد لهتشكوك، أن غريس هي الأكثر ملاءمة لسينماه من بين كل النساء الشقراوات الباردات (كما كان يحبهن) اللواتي أدارهن في أفلامه السابقة.

وكان هتشكوك يعرف أن غريس لن تعود إلى السينما طالما أنها تشعر بالسعادة في أحضان أمير أحلامها وحياتها، وفي ذلك الحين كان لديه مشروع لتحقيق فيلم بعنوان: «مارني» كان يرى أن غريس هي خير من يصلح له.

حياة استمرت

نعرف، طبعا أن أيّا من الرجلين لم ينجح في مشروعه أو في توقعاته. فحياة غريس كيلي مع الأمير رينيه ظلت مستمرة يخيم عليها ظل السعادة الوارف، حتى وإن كان سيقال لاحقا ان صاحبة العلاقة لم تكن سعيدة تلك السعادة التي يعتقدها الناس. بل أمضت سنوات حياتها وهي أميرة تطرح على نفسها أسئلة لا تنتهي بشأن ما إذا كانت أخطأت أم أصابت حين تركت السينما ذات يوم لتستجيب إلى نداء قلبها وتتزوج الرجل الذي أحبته حقّا.

غير أن ما كان ينغص على غريس حياتها حقّا، كان يكمن في مكان آخر: كان يكمن في السؤال عن صواب ما كان يقوله بعض النقاد من أن هذه الفنانة ذات الأصول الإيرلندية، لم تختر نداء القلب وتفضله على نداء الفن. إلا أنها لم تنجح كممثلة. فهي بحسب رأي هؤلاء، لم تثبت أهليتها للفن، ولولا هتشكوك أعطاها بطولة 3 من أفلامه الكبيرة، لما كان من شأنها أن تبرز وسط عالم هوليوودي كان يمتلئ في ذلك الحين بالممثلات الكبيرات. أما نجاح أفلام هتشكوك التي مثلتها غريس كيلي فلم يكن بفضلها، بل بفضل المعلم نفسه الذي، يبدو، أن ايمانه بها - كامرأة ساحرة لا كتلة - جعله يهتم بالأفلام الثلاثة وهي «النافذة الخلفية» و»أطلب حرف م إن كان في الأمر جريمة « و»امسك الحرامي». فهل كان معنى هذا كله سوى ان الزواج الأميري، انما جاء انقاذا لتلك الفاتنة، من مصير سينمائي أسود؟

إن الجواب بنعم على هذا السؤال سيكون معناه نقض أسطورة كاملة صيغت من حول حياة ومسار واحدة من أشهر نجوم الخمسينيات، وسيدة من أسعد سيدات القرن العشرين. واليوم، بعد رحيل غريس كيلي - في حادث سيارة أليم - بسنوات كثيرة، فيتكاثر تأكيد مثل هذه الناحية من حياتها ومسارها. ويستخدم هذا التأكيد لتفسير الكثير من لحظات التعاسة التي كانت غريس كيلي تعيشها وكان من الصعب تفسيرها خلال حياتها.

الأسطورة

الأسطورة تصنع اليوم من غريس كيلي ممثلة ونجمة كبيرة. لكن الحقيقة تقول لنا إن مسارها السينمائي لم يتواصل سوى خمسة أعوام أو ستة. وأن ذلك المسار لم يعرف سوى نصف دزينة من أفلام لم يعرف أي منها نجاحا استثنائيّا. وهل استعراض لذلك المسار كفيل بجعلنا نسأل: أين هو ذلك التاريخ السينمائي الذي يميل الجمهور إلى ربط غريس كيلي به؟

ولدت غريس في العام 1928 في فيلادلفيا، بالولايات المتحدة الأميركية، لأسرة كاثوليكية ذات جذور إيرلندية، وهي بدأت حياتها ممثلة مسرح وتلفزيون في نيويورك قبل أن يكتشفها المخرج هنري هاتاواي ويعجب بمظهرها الارستقراطي، فيعطيها دورا صغيرا في فيلم «14 ساعة» (1951) الذي لم يحقق نجاحا، لكنه لفت نظر المخرج فرد زينمان، الذي كان يبحث عن امرأة شقراء تمثل دور زوجة شريف في بلدة أميركية، تنتقل من وضعية المرأة المناهضة للعنف إلى وضعية تلك التي تجنده حين يحكم الطوق الشرير من حول رقبة زوجها.

الفيلم كان اسمه «في عز الظهيرة» وهو فيلم كبير وشهير، ولكن من النادر لمتفرجيه أن يتذكروا أن غريس كيلي هي التي لعبت دور الزوجة. فغاري كوبر ظل الظل الكبير الطاغي على الفيلم، في دور الشريف، فيما نسيت غريس تماما. ولربما كان ألفريد هتشكوك الوحيد الذي تنبه إلى تلك السيدة، هو الذي كان يحب لنساء أفلامه أن يكن شقراوات وباردات تماما. وهكذا أسند إليها دور الزوجة في فيلم «اطلب م...» بعد أن حولها من امرأة ذات بعد تعبيري واحد، إلى امرأة تعرف كيف تلاعب بتعبيراتها. لكنه، اذ اكتشف حدود مقدرتها هذه، وسخاء مظهرها، عاد في فيلمه التالي «النافذة الخلفية» (1954) وغيّر الدور الذي اعطاها اياه، ليعيدها سلبية تعبق بالأناقة والجمال القياسي، ولكن من دون أن يعتمد على روحها أي اعتماد. وهنا أيضا كما في «عز الظهيرة»، يميل الكثيرون اليوم إلى نسيان حضور غريس كيلي في الفيلم كممثلة، ليتذكروا حضورها كامرأة حيث كان الحضور الطاغي لجيمس ستيوارت، في دور المصور المقعد والبصاص، هو الأساس. ولأن أي فيلم يحققه هتشكوك في ذلك الحين، كان يحضر وبقوة لدى الجمهور، أصاب الفاتنة الشقراء بعض رذاذ عبقرية هتشكوك، فعمد مخرجون آخرون من أمثال أندرو مارتون وجورج ستيون إلى اسناد بطولات أفلامهم لها. وهكذا ازدهرت بعض الشيئ خلال عامين، بل نالت جائزة أوسكار عن أدائها في فيلم «فتاة الريف» لجورج سيتون. غير أن غريس، بدلا من أن تستفيد من التجربة وتبرز كممثلة، برزت كسيدة مجتمع، وخصوصا أن زياراتها المتكررة لأوروبا، وللجنوب الفرنسي في ذلك الحين، حولت أخبارها من الصفحات السينمائية إلى صفحات المجتمع في الصحف، وراحت الأخبار تتالى من علاقات لها، تارة بكلارك غايبل، الذي مثلت إلى جانبه، كما إلى جانب زميلته آفا غرادنر أحد أدوار فيلم «موغامبو» من إخراج جون فورد، وتارة بكاري غرانت، وحينا بالفرنسي جان – بيار أومون.

أما هي فكان عقلها بدأ يدور حول مكان آ خر... ليستقر في إمارة موناكو.

أمير الأحلام

الذي حدث هو أن غريس كيلي، خلال وجودها في مهرجان كان – في الجنوب الفرنسي – ضيفة، طلب منها صحافي شهير في «الباري ماتش» أن تصحبه إلى قصر أمير موناكو، لكي يلتقط لها صورا هناك. وهي ما أن دخلت القصر، حتى أذهلها مستوى الحياة فيه، بعد ذلك استعلمت عن صاحب القصر لتكتشف أنه أمير ساحر وأغرب، ارتبط بعلاقة غرامية مع ممثلة فرنسية من الطبقة الثانية، وفهمت أن الأمير يحب السينما وأهلها...ثم أتيحت لها فرصة الاجتماع به... بالصدفة.

حصل الاجتماع خلال العام التالي، حين اصطحبها ألفريد هتشكوك إلى الجنوب الفرنسي، ليصور هناك فيلم «امسك حرامي» التي قاسمها بطولته كاري غرانت. وهناك، هذه المرة، التقت الأمير رينيه خلال حفل استقبال، وذكرته أنها كانت صوّرت في قصره. ولسنا في حاجة بالطبع إلى الكلام عنقوع الأمير في هواها على الفور، هو الذي كان شاهد بعضا من الأفلام التي مثلتها.

في البداية كان يمكن للعلاقة بين الاثنين أن تكون عابرة. ولكن الأمير رينيه، ليس من ذلك النوع المغامر. إنه شخص رومانطيقي. ولقد وجد لدى غريس ما أثار لديه حنينا قديما إلى الفن والمرأة الهادئة المتزنة. وهكذا في الوقت عادت فيه غريس إلى فيلادلفيا لتعيش ذكريات ذلك اللقاء الذي أثر عليها كثيرا، كان الأمير قد اتخذ قراره. في عيد الميلاد المقبل، سوف يخرق التقاليد ويتوجه إلى الولايات المتحدة. سوف يزور غريس كيلي وأهلها وسيخطبها. غريس سوف تصبح زوجته. سوف تصبح أميرة بلاده وفؤاده.

وبالفعل ما أن حل عيد الميلاد حتى خرق التقاليد المرعبة التي تحتم بقاءه مع رعيته خلال الأعياد الفضيلة، وتوجه إلى هناك، حيث قلبه وحبه. وبعد خمسة أيام من اللقاء الأول بين الفنانة والأمير، اتخذ الاثنان قرارهما. وأعلنا خطبتهما في وقت لم تكن الصحافة العالمية قد تمكنت فيه بعد من صياغة أية إشاعة حولهما.

أخذ النبأ العالم كله على حين غرة. وشعر الكثيرون، أمام حكاية الحب هذه: حكاية سندريلا المعاصرة التي عثرت على أميرها كما يحدث في الأفلام. شخص واحد لم يكن سعيدا إزاء ذلك كله: أوناسيس، الملياردير اليوناني الذي ستقول سيرته لاحقا إنه كان يريد السيطرة على الأمير وإمارته لمجرد أن يبني صرحا فنيّا يليق بفاتنته هو: مغنية الأوبرا ماريا كالاس، التي كان يريد أن يجعل من دار أوبرا مونت كارلو مركزا لانطلاقتها الجديدة. حسنا! قال أوناسيس في نفسه، ربما علينا أن ننتظر بعض الوقت.

في الوقت نفسه كان ألفريد هتشكوك، الذي لعب دورا كبيرا في التقريب بين الأمير والممثلة، يعد نفسه هو الآخر بأن انتظاره لن يطول: بعد فترة سوف تعود غريس لتمثل تحت إدارته برضى عريسها الأمير، أو من دون رضاه.

لكن أمل الاثنين خاب كما نعرف. فلا الأمير سئم فاتنته ولا هي أحست حقا أن في وسعها أن تعود إلى السينما.

سعادة ما...

لكن هذا لا يعني أنها عاشت سنواتها سعيدة منذ ذلك الحين.

السعادة كانت خلال السنوات الأولى فقط. السنوات التي تلت واحدا من أفخم أعراس تلك المرحلة، وشهدت ولادة ثلاثة من أجمل أطفال الأمراء: كارولين ثم ألبير ثم ستيفاني.

والحقيقة أن هذه الولادات، ولاسيما ولادة الأمير ألبير، الذي سيصبح وليا لعهد الإمارة أنقذت موناكو من أن تُضم إلى فرنسا. وفرنسا كانت دائمة الغضب على الإمارة في ذلك الحين، لأنها كانت تشكل مكانا ينطلق منه تهرّب الأثرياء الفرنسيين من الضرائب الباهظة التي تفرضها عليهم باريس. وفي هذا الإطار قيل دائما إن وجه غريس كان خيرا وفألا على أمير موناكو، وعلى الإمارة نفسها. ومن هنا ذلك الحب الكبير الذي كنّه شعب الإمارة الصغيرة للفاتنة الهوليوودية. فإذا أضفنا هذا الحب إلى وله الأمير رينيه بامرأته وتعلقه بها، وأنها كما هي في تربية أطفالهما، يمكننا أن نفترض أن غريس عاشت في سعادة تحسد عليها.

غير أن السعادة لم تكن في متناول يدها على الدوام، ولاسيما خلال السنوات الأخيرة. فالفاتنة، بعد صخب السنوات الأولى، راحت تحس أنها باتت ثانوية الأهمية، حتى في حياة زوجها وفي تصريف شئون الإمارة. بل سيقال لاحقا إن رينيه نفسه كان ينبهها بين الحين والآخر إلى ضرورة ألا تتدخل كثيرا في شئون الحكم. صحيح أنه لم يقل لها أبدا إنها أجنبية ما قد يجعل من تدخلها دافعا لاستثارة الحساسيات، لكنها هي كانت تفهم هذا.

وفي الوقت نفسه، كانت غريس تراقب صعود النجمات من بنات جيلها وتتساءل، بينها وبين نفسها، عما إذا لم تكن أخطأت حين استجابت لقلبها، بدلا من الاستجابة لفنها. في تلك الآونة كان هتشكوك عاد إلى الظهور في حياتها محاولا إقناعها بالعودة إلى الفن. ولئن كانت هي قد لانت، مرة وقررت أن تستجيب، أتت معارضة رينيه الصارمة لتضع حدا لذلك الإغواء.

كل ذلك لم يذبل جمال غريس كيلي، بل ظلت على الدوام حسناء بهية الطلعة متألقة... وأكثر من هذا ظلت دائمة الابتسام.

ولكن كان هناك من الناس من يعرفون أن ابتسامتها المشعة كانت تخفي، في الحقيقة، حزنا وندما كبيرين. وخاصة أن كتابات عنها بدأت تظهر في ذلك الحين، راحت تؤكد أنها لم تكن تلك الممثلة الكبيرة التي يعتقدها البعض، وأن الزواج أنقذها من انكشاف ضحالة موهبتها، وراح أصحاب تلك الكتابات يؤكدون هذا عبر تحليل أدوارها وأفلامها.

إزاء ذلك كله كان من الطبيعي لغريس كيلي أن تحس أنها امرأة منتهية، ولاسيما حين شتت ابنتها الكبرى عن الطوق وبدأت تسرق الأضواء بجمالها ومغامراتها، وهي بعد مراهقة. قبل فترة قصيرة من رحيلها، عبر حادث السير الذي أودى بها عند منحنيات صخور موناكو الصعبة، الحادث الذي أبكى الكثيرين على المصير البائس لواحدة من أسعد نساء القرن العشرين، كانت غريس كيلي قد قالت لصحافي صديق: «أواه كم أتمنى أن يذكرني الناس، بعد مماتي، ليس بوصفي أميرة أو نجمة من نجوم هوليوود، بل بوصفي امرأة حاولت أن تزرع شيئا من الخير حولها...».

حين قرأ كثيرون هذا الكلام، في وقت كانت فيه غريس كيلي لاتزال حية ومشعة وملء الأسماع والأبصار، لم يدركوا مدى ما فيه من رقة كآبة واستسلام أمام الفشل. لكن هذا الكلام نفسه عاد واتخذ دلالته كلها بعد شهور قليلة حين رحلت وهي بالكاد بلغت الستين من عمرها. حين رحلت بكى الكثيرون صبا غريس وجمالها، وقالوا: هكذا هو دائما مصير السعادة... لا تكتمل!

وبعد ذلك بسنوات قليلة بدأ الناس أنفسهم يسألون: هل حقا كانت غريس كيلي سعيدة؟! هل حقا تمكن مصيرها كأميرة من أن ينسيها الفن الذي أحبته منذ طفولتها؟

ولم يتمكن أحد من الإجابة على هذين السؤالين. لأن غريس كيلي أخذت معها إلى القبر أسرارا كثيرة تتعلق بحياتها ورغباتها. وتركت أميرا حزينا عليها، وثلاثة أبناء ورثوا جمالها وربما... تعاستها أيضا.

العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:55 ص

      مقالة ترفع الضغط وتجيب السكري !

      بس اريد اعرف منو هذا الصحفي واسع الخيال خليفة الفريد هيتشكوك كتب هذه المقالة ؟!
      رجل مثل الفريد هيتشكوك قادر على اكتشاف وصناعة عشرات من النجمات مثل جريس كيلي ولا يمكن اسطورة مثل الفريد هيتشكوك يفكر بدمار بيت وأسره وعائلة من أجل ماذا حتى تمثل له دور في فيلم !
      أوناسيس اسطورة المال والاعمال يحلم بطلاق جريس ليتزوج الامير مارلين مونرو ! وكأن مارلين مونرو حاطه أيدها على خدها ليل نها تنتظر متى يطلق الأمير حتى تتزوجه حتى أوناسيس يستفيد استثماريا !

اقرأ ايضاً