العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ

كربلاء تشهد أكبر تجمع منذ سقوط صدام

في أربعينية الإمام الحسين (ع)

تبدو أول أربعينية للإمام الحسين (ع) بعد انهيار حزب البعث الحاكم في العراق مختلفة جدا عن غيرها من الأربعينيات التي مرت خلال 25 عاما مضت، إذ بدأت قوافل الزائرين منذ أكثر من عشرة أيام تتوافد على مدينة كربلاء من أنحاء شتى في العراق محملين بشوق زاد عمره على ربع قرن.

وأهم ما في الذكرى هي وسيلة الوصول إلى مرقده مشيا على الأقدام من دون وسيلة أخرى من المدن والقرى والعاصمة العراقية وشمالها، أو حتى من البصرة جنوبا الواقعة على بعد 400 كلم.

وبدا الشوق واضحا على وجوه العراقيين وهم يمارسون هذه الشعيرة ملوحين بالأعلام السود، وكان الحماس أكثر وضوحا على وجوه الشيوخ والشباب رجالا ونساء وهم يلطمون صدورهم ويمشون على تربة أحر من الجمر شوقا للوقوف أمام ضريح منع عليهم رفع أصواتهم بالدعاء تحت قبته منذ زمن بعيد.

ويتوقع أن يصل مدينة كربلاء مع مساء اليوم (الثلثاء) أكثر من مليوني زائر بعد مرور بعضهم بمدينة النجف.

ويحتفل العراقيون بهذه المناسبة بطرق مختلفة منها عزاء «طويريج» الذي يتوقع أن يعود مرة أخرى بعد سقوط نظام صدام إذ كان يخرج من قرية «طويريج» الواقعة على بعد عشرة أميال شرق مدينة كربلاء، على شاطئ نهر الفرات، وتعرف بـ «الهندية».

ومنذ الصباح الباكر من اليوم تحتشد مواكب هذه القرية، مهرولة بجموعها نحو كربلاء وكلما اقتربت من هذه المدينة التحقت بها جموع وسكان التجمعات العشائرية التي تمر بها، فيتألف منها حوالي مئة ألف نسمة، من الرجال والنساء، والشيوخ والشباب والأطفال ماشين على الأقدام، يصلون كربلاء عند زوال ذلك اليوم.

ويشترك معهم في ضواحي كربلاء سكانها ثم يدخلون صحن الإمام الحسين ليطوفوا حول ضريح الإمام الشهيد، ثم يتوجهون إلى ضريح العباس، وبعد ذلك يمرون ببعض شوارع المدينة إلى أن يصلوا إلى محل مخيم الإمام الحسين عليه السلام وهناك يعيدون ذكرى فاجعة الطف، ثم يتفرقون. كما يتوقع أن يكون هذا التجمع الضخم مسرحا سياسيا يعكس الحالة العامة في العراق وخصوصا أنه لا يستبعد أن يعلو صوت رفض الوجود الأجنبي في العراق. وتناقلت وكالات الأنباء تشديد الأمن حول كربلاء من قبل القوات الأميركية تحسبا لأي عنف في أربعينية الإمام الحسين (ع).

وكان زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد محمد باقر الحكيم دعا في بيان له بداية سقوط النظام العراقي لإحياء هذه المناسبة التي تعد من أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين وخصوصا الشيعة منهم

العدد 228 - الإثنين 21 أبريل 2003م الموافق 18 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً