العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بدأ في بيروت المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة وذلك يوم الجمعة 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وسيستمر حتى يوم السبت 13 ديسمبر، وتضمنت عناوين المؤتمر طبيعة الواقع الصحافي العربي. فالجلسة الأولى جاءت تحت عنوان: «أساليب حكومية ملتوية تعوق صحافة عربية حرة إذ أشار عبدالكريم الخيواني (من اليمن) إلى أن الحكومات العربية استطاعت أن تلتف على صناعة الصحافة الحرة، وأن أساليب البلدان العربية (مع بعض الاستثناءات) متشابهة، إذ إن الحكومات استغلت الموجة العالمية لمكافحة الإرهاب وسلطت إجراءاتها القمعية لتوجه لصحافيين ومنافسين سياسيين تهما واهية وتصدر أحكاما قاسية.

وقال إن السلطات تعتبر معدات الصحافي مضبوطات جنائية، وحتى «السي دي» يعتبر دليلا جنائيّا، ومن ثم يتم الحكم بالسجن سنوات طويلة، وبعدها يتدخل الرئيس أو المسئول الأول في الدولة ليعفو عن الصحافي وكأنه متفضل عليه.

الخيواني شرح كيف أن الحكومات العربية تقوم بتمويل صحف، وهذه الصحف تنهال بالشتم والنيل من الآخرين وتعرض بفئات تعتبرها السلطان غير مقربة منها... ومن ثم تسلط إجراءاتها الالتوائية على من يتصدى لهذه الأبواق الحكومية.

حرية الصحافة في العالم العربي وضعها صعب وواقع ليس مشهودا في مختلف بلدان العالم، وعلى رغم أن هناك استثناءات، فإن الكلمة العربية مقيدة بالأغلال، إذ إن الحكام العرب يركزون على تمجيد أنفسهم وتعظيم ذواتهم، وبالتالي فإنهم يستكثرون على شعوبهم أن تتوافر لهم وسائل للتعبير الحر.

المنتدى منح «جائزة جبران تويني السنوية الثالثة» لرئيس تحرير صحيفة «الدستور» المصرية إبراهيم عيسى وذلك تقديرا لالتزامه الحرفي بمهنة الصحافة الحرة، وثباته وقيامه بجهود صحافية وسط العواصف السياسية المتتالية وتحمله للإجراءات القمعية منذ العام 1995 عندما أسس الصحيفة. وقد أغلقت الصحيفة بين 1998 و 2005 لأنها نشرت رسالة تشرح وجهة نظر «الجماعة الإسلامية»، وفي العام 2008 حكم عليه بالسجن شهرين لأنه نشر خبرا عن صحة الرئيس المصري حسين مبارك. كما أن هناك 23 قضية رفعت ضده، ولايزال بعضها في المحاكم بسبب تغطياته الصحافية.

عيسى اعتبر حصوله على الجائزة بمثابة «قبلة الحياة» للصحافيين في العالم العربي، لأن مهنة الصحافة الحرة تختنق بسبب استشراء الاستبداد العربي في مختلف مجالات الحياة العامة.

المتحدثون العرب من المحيط إلى الخليج مشكلاتهم واحدة بل متشابهة، وهناك مخاوف على الاستثناءات هنا وهناك في موجة «تعريب» بيئتها... والمقصود بالتعريب ليس اللغة العربية، وإنما البيئة الاستبدادية العربية التي لا تعرف حدودا، وهي العامل الوحدوي الجامع للدول العربية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً