العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

2008 العام الذي كرّس الإنترنت وسيلة رئيسية في عالم السياسة

أحدث العام 2008 تغييرا تاريخيا لدور الإنترنت في تنظيم الحملات الانتخابية الناجحة في الولايات المتحدة كما تجلى في استخدام حملة الرئيس المنتخب باراك أوباما لهذه الوسيلة الفعالة.

ويرى جو تريبي المستشار الديمقراطي الذي يعود إليه الفضل في فكرة استخدام الإنترنت كأداة سياسية، أن الثورة التي أحدثتها هذه الوسيلة الجديدة في عالم السياسة أشبه بالانتقال من تعثر بدايات الطيران إلى خطوات الإنسان الأولى على سطح القمر.

وقال تريبي المستشار السابق للمترشح الديمقراطي هاورد دين في حملة انتخابات 2004 متحدثا بحماسة: «في العام 2004 يمكن القول إننا كنا عند مرحلة الشقيقين رايت وفجأة انتقلنا إلى ابولو 11 فقد أطلق مسئولو حملة أوباما مرشحا ونجحوا في إنزاله بسلاسة في البيت الأبيض».

وقال أخيرا خلال مؤتمر صحافي عبر موقع يوتيوب في سان فرانسيسكو «بفضل كل هذه الأدوات الجديدة، فقد تبدلت الأمور بصورة جذرية بين 2004 و2008».

وتؤكد أريانا هافنغتون التي ابتكرت المدونة السياسية النافذة «هافنغتون بوست» أنه «لولا الإنترنت، لما كان باراك أوباما انتخب رئيسا».

ويرى ميكا سيفري أحد مؤسسي مدونة «تيك بريزيدنت.كوم» المخصصة للعلاقات بين السياسة والإنترنت، أن فريق حملة، اوباما أول أسود ينتخب رئيسا للولايات المتحدة، دفعت باتجاه قيام «عهد المشاركة السياسية الجماهيرية».

وبرع فريق حملة اوباما في استخدام الإنترنت فصمم موقع اوباما على الإنترنت بشكل ممتع وأحسن استخدام الرسائل الإلكترونية ومواقع مثل «يوتيوب» و»ماي سبايس» و»فيس بوك» فضلا عن موقع «تويتر» للرسائل الالكترونية القصيرة، إلى حد بات هذا الأسلوب يقتبس خارج الحدود الأميركية.

ويوضح جو تريبي أن غزو التكنولوجيا الحديثة لا يقتصر على الدول المتطورة فحسب، مستحضرا رحلة قام بها إلى نيجيريا حيث الهاتف النقال هو الوسيلة التكنولوجية الوحيدة الواسعة الاستخدام.

وقال: «كنا نوجه رسائل نقول فيها: إنكم تمسكون بين أيديكم شعلة الديمقراطية، انقلوها إلى النيجيريين الآخرين، اجعلوهم يدركون ذلك».

وعلّق «أمر مدهش أن نرى إلى أي حد يستخدم الناس التكنولوجيا في هذا البلد، حيث تملك أفقر القرى حتى هاتفا جوالا يتنقل بين الناس».

وبعدما كان منظمو حملة اوباما على الإنترنت شديدي التكتم حتى الآن بشأن وسائلهم، شاركوا في مطلع ديسمبر/ كانون الأول في مؤتمر عن التكنولوجيات الجديدة في نيويورك.

وشرح جو روسبارز مدير وسائل الأعلام الجديدة وسكوت غودستين المكلف المتابعة على الإنترنت وسام غراهام - فيلسن مسئول المدونات الإلكترونية كيف اثاروا «موجة عارمة» على الإنترنت انطلاق من لا شيء تقريبا: مجرد هاتف آي فون لثلاثة مستخدمين.

وأوضح جو راسبارز أنه منذ البداية «دمجنا وسائل الإعلام الجديدة بشكل وثيق في حملتنا على الأرض وفي عمليات جمع الأموال والحملات الإعلامية». وقال سام غراهام - فيلسن «لم تكن هذه مجرد حملة بل حركة، كنا نحاول تنظيم الناس».

وأتاحت لهم شبكة الإنترنت وسائل تنظيمية غير مسبوقة ضمنت لهذه التقنيات الحديثة مكانة في جميع الحملات السياسية المقبلة.

غير أن غودستين يشير رغم ذلك إلى أن بعض الأمور لا تتغير موضحا أن «الحملات لاتزال مسألة وقت وموارد ومال».

وشدد روسبارز على أن الانتصار لم يكن بسبب استخدام الإنترنت فحسب موضحا «في نهاية المطاف، إن لم تكونوا تحملون الرسالة الصائبة، فستجدون صعوبة في تجنيد متطوعين ولن يذهب الناس إلى صناديق الاقتراع»

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً