العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

النسخ للهدوء وللعجلة الرقعة... والجمال للديواني

قاسم حسين والخط العربي

ما نعرفه عن قاسم حسين أنه كاتب مقال مقروء، له اشغالاته التي لا ننتهي إلا حيث ينتهي الهم، وقضاياه التي ينكثها الواقع فيذهب بها قاسم إلى حيث يريد، وهكذا دواليك يستحثه الراهن المزمن على الكتابة فيبري قلمه وينطلق في جري اليومي كما يشاء، ولكن ما لا نعرفه أن قاسم خطاط تستهويه الحروف وهي تنسكب في أشكالها الجميلة ويأخذه صرير القصب إلى حيث ينطق الحرف بأنين يكاد يحكي معناه قبل الكلام، هكذا اكتشفنا قاسم حسين على حين غرة فوجدناه خطاطا بادرته الحروف منذ نعومة الأظفار، فلونها بالطباشير، وخبأ النسخ للهدوء وللعجلة الرقعة واختص الديواني للتأنق والجمال، مستعظما عدد الخطاطين في البحرين وجهدهم العصامي، مستقلا حجم الاهتمام بهم، مرجعا وقدة الخط العربي واشتعالها إلى حيث الموهبة والاستعداد والبيئة المولعة بزهوه، المأخوذة بجمالياته.

متى بدأت علاقتك بالخط؟

- بدأت علاقتي بالخط في الصف الأول الابتدائي، ومع أول مرة أشاهد فيها معلّم اللغة العربية يخطّ الحروف بالطباشير الملونة على السبورة السوداء. ومازلت أذكر كيف كان خطه الجميل يذهلني.

كيف تعلمت الخط؟

- تعلمته على يد معلمنا الاستاذ أحمد الزنجي رحمه الله، ولما رأى نوعا من الموهبة أخذ يشجّعني في الصف الثالث والرابع، عن طريق تكليفي بكتابة جدول الحصص الذي يعلق في الفصل، ويكلّفني أحيانا بكتابة أسماء الطلاب في جدول تحصيل الدرجات لديه.

هل تعلّم الخط يحتاج لمعلم؟

- غالبا، صحيح هنا أناس عصاميون يعتمدون على أنفسهم ولكنهم قلة، والمدرس يوفر عليك الوقت ويختصر الطريق.

ما العوامل التي تساعد الإنسان على تعلّم الخط العربي؟

- الخط يحتاج إلى ممارسة متواصلة وصبر من أجل الإتقان والتمكّن من هذه المهارة.

هل الخط موهبة مكتسبة أم استعداد؟

- لابد من توفر الموهبة أولا، مع الاستعداد الذاتي، والرغبة أيضا في التعلّم والإجادة.

ما أفضل الخطوط لديك؟

- الديواني والفارسي، فهما من أجمل ما أنتجته العبقرية العربية والإسلامية في مجال الفنون.

متى يستدعيك الخط فتتجه لحروفه؟

- ممارسة الخط متعة، وللأسف الشديد والانشغالات الوظيفية لا تتيح للإنسان ممارسة هذه المتعة الجميلة. كثيرا ما تلح علي فكرة الخط بتأثير آية معينة أو بيت شعري، ولكن عدم التفرغ يحبط ذلك.

بأي الخطوط يتسم خطك الطبيعي، وأي الخطوط تروق لك حين كتابة مقالاتك؟

- خطّي أقرب للنسخ في الوضع الطبيعي، ولكن عندما تكون مستعجلا وتريد التدوين بسرعة، فتلجأ إلى الرقعة أو ما يشبه الرقعة. أما إذا أردت أن تتأنق فالفارسي أو الديواني. طبعا الآن الكتابة تكون مباشرة على جهاز الكومبيوتر.

هل لنوع الخط دلالة على صاحبه؟

- أعتقد بأنه يمكن الاستدلال على ذوق الإنسان أو مزاجه أو طبيعته من خلال ما يختار من خطوط، هذا على مستوى الفنانين، أما الإنسان العادي فهناك من يذهب إلى مثل هذا الرأي أيضا، لكن من الصعب الجزم بصحة هذه الآراء لأنها أقرب للأفكار الأولية ولا ترقى إلى مستوى النظريات العلمية، والله أعلم.

هل البيئة في القرية تساعد على تعلم الخط؟ وهل مازالت كذلك؟

- ليست قضية قرية أو مدينة، وإنما بيئة مشجعة. فالمدرّس الذي له فضلٌ كبيرٌ في اهتمامي بالخط، كان سيلعب الدور نفسه في القرية أو المدينة. مثالٌ آخر، إذا وجدت مؤسسات توفّر بيئة حاضنة لتشجيع المواهب، مثل الأندية أو المآتم التي تهتم بنشر اللافتات في موسم عاشوراء على سبيل المثال، فالمسألة ستتكرر سواء في القرية أو المدينة.

هل كان للخط من أثر على حياتك المهنية؟

- لا، بل حياتي المهنية هي التي أثرت على الخط. الخط كان له دور في دفعي لتوسعة مطالعتي في هذا الجانب، فلا يكفي أن تجيد فنا من الفنون ولا يكون لديك خلفية ثقافية عنه وعن تاريخه.

ما أهم الأشياء التي تعلمتها من مهارة الخط؟

- الخط أحد مصادر المتعة والجمال. أحيانا أشعر بتأنيب الضمير لابتعادي عنه قسرا، فأخرج كرّاسات الخط وأتسمّر في مطالعتها.

من هم أهم الخطاطين الذين تعجبك خطوطهم؟

- الخطاط العراقي الراحل هاشم البغدادي رحمه الله، فقد تعلّمت الكثير من خطوطه.

ما رأيك في حجم الاهتمام بالخط العربي والخطّاطين في البحرين؟

- أعتقد بأن الخطاط البحريني يبقى فنانا هاويا، لعوامل شتى، من بينها نقص الاهتمام الرسمي، وصغر البلد ومحدودية الإمكانات المادية، ولكن قد يوازن ذلك وجود العزيمة والإصرار وحب الفن والتضحية في سبيل إجادته، بدليل هذا العدد الكبير من الخطاطين في هذا البلد الصغير مساحة وسكانا.

هل أثرت خطوط البرامج الإلكترونية الفنية على الخط العربي وقلة ممارسيه؟

- نعم، بكل تأكيد، وقد أثّرت كثيرا. يمكنك أن تتأكد من ذلك من خلال إعلانات المحلات التجارية في أي شارع بالبحرين، في القرية أو المدينة. ولا تذهب بعيدا، خذ لافتات عاشوراء، بالأمس كان الموهوبون يقومون بكتابتها ويتعلمون من هذه المدرسة، أما الآن فتقرأ الإعلانات على مفارق الطرق عن وجود أشخاص ومؤسسات على استعداد لكتابة اللافتات، وكلها بخطوط الكومبيوتر.

ما أهم مشاركاتك بالخط؟

- لم أعتد المشاركة في معارض ولكن أمارس الخط كهواية، أحيانا في المناسبات أو كتابة آيات في بعض المساجد، حسب ما يتسع له الوقت.

لماذا لا تشارك في المعارض بالخط العربي؟

- الانشغال الوظيفي، وطبيعة الدوام في العمل بالجريدة، لا تتيح لك التفرغ للعمل الفني. الفن يحتاج إلى صفاء ذهن، وهو ما لا تتيحه لك الصحافة اليومية

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:33 م

      زمني غالي تقليدي

      زمني غالي تقليدي

    • زائر 2 | 12:09 م

      استهلال

      بسم الله الرحمن الرحيم
      تحية طيبة وبعد .....
      اتشرف بان اتجول فى هذا الصرح الشامخ الذى لا اعرف عنه اي شئ وهى اول زيارة لى ولكن لا اعرف كيف يطلب منى التعليق وعلى ماذا ؟؟؟
      وعلى العموم انا سمعت الكلام .
      والسلام.......

    • زائر 1 | 11:01 ص

      ...

      السلام عليكم... ما شاء الله عليك يا أخي انا خطي جميل و نفسي اطور موهبتي بس ما في حد يساعدني.

اقرأ ايضاً