العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

«باسم الحسين» فيلم بحريني يتناول «جدل الأديان»

قصة شاب مسيحي يحتار بين أطروحات الكنيسة والمأتم

يحاول صانعو الفيلم السينمائي البحريني «باسم الحسين» تناول موضوع يعتبر من المحظورات في السينما الخليجية الناشئة، وذلك بطرح موضوع جدلية حوار الأديان بخلفية سيرة الإمام الحسين (ع) الذي يتم الاحتفال بذكرى استشهاده سنويا في كثير من بلدان الخليج العربي، بالإضافة إلى إيران والعراق ولبنان.

وتدور أحداث الفيلم -الجريء في طرحه نسبيا- حول قصة شاب خليجي ينتمي إلى عائلة مسيحية مهاجرة، يعود لبلده بعد وفاة والديه، ويلتحق لتكوين مشروعه التجاري الذي يربط بين خطوط اقتصادية تدور في الشرق والغرب بمساعدة عمه وعائلته المحافظة على دينها المسيحي في وسط دولة خليجية.

تتطور الأحداث في الفيلم المقتبس من قصة واقعية حدثت في العراق حتى يتعرف إبرهام بطل الفيلم -يؤدي دوره الممثل بدر الحايكي- على الإمام الحسين (ع) في السجن، إذ يحيي السجناء المسلمون هناك طقوس عاشوراء ابتداء من الأول وحتى العاشر من شهر محرم الحرام، ليبدأ إبرهام رحلة جديدة قادها فضوله للتعرف على هذه الشخصية المثيرة للاستغراب.

الفيلم البحريني يدخل في الكثير من متعلقات الأديان السماوية، والتي يفتحها على مصراعيها فضول إبرهام المسيحي الذي يلحظ ترابطا بين سيرة الإمام الحسين (ع) والنبي عيسى (ع)، ويطرح تساؤلات على قساوسة الكنيسة ويكتشف الكثير من المفارقات الدينية على أيدي خطباء السيرة الحسينية، حتى يسلم أمره للدين الإسلامي في نهاية المطاف متأثرا جدا بقضية الإمام الحسين (ع)، وكذلك بحادثة تاريخية جرت في مجلس الخليفة العباسي المأمون وهي عبارة عن مناظرة جمعت بين الأمام علي بن موسى الرضا (ع) وبين أحد القساوسة المعروفين في ذلك العصر.

مخرج الفيلم وكاتبه المخرج محمد سديف والذي يقود ثالث تجربة سينمائية له يقول: «إنه متأثر كثيرا بالكتّاب المسيحيين الذين كتبوا كثيرا عن الحسين وأهل البيت (ع) ومن ضمنهم الكاتب اللبناني جورج جرداق وسليمان كتاني وأنطوان بارا، وكثير على شاكلتهم، أنا حائر جدا أمام كتاباتهم لا أدري ما السر الذي جعلهم يميلون ميلا باتجاه هذه الشخصيات على رغم أنها تنسف معتقداتهم الدينية نسفا».

ويضيف سديف: «أحاول من خلال هذا الفيلم أن أسلط الضوء على قصة واقعية، أريد من خلالها ان أقول إن الحسين ملك للجميع لكل البشرية، وثورة كربلاء هي الأبقى والأخلد والأكثر قربا من الإنسانية، وأريد أن أقول إن الحسين يرحب بالجميع سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ولكن متى ما اقتنعت بالحسين فإنني لا أخجل أن أدعوك إلى دخول الإسلام، فهو عرين الحسين».

وفنيا يقول سديف إنه سعى بشكل حثيث من أجل إظهار هواجس الشخصية المسيحية في المجتمع المسلم بكل مصداقية وواقعية جدا.

بدر الحايكي والذي يقوم ببطولة الفيلم، يقول إنه عانى كثيرا حتى تمكن من تجسيد شخصية تعيش ثلاث مراحل نفسية مختلفة، فإبرهام الذي أحببت شخصيته كان مسيحيا لا يشوبه شيء، ثم وقع في الحيرة، ثم اطمأن للحسين وآمن بفكره، أنا سعيد أن قمت بأداء دور شخصية بمثل هذه الخصوصية والحساسية الشديدة».

هذا ويشهد الفيلم عدد من المساهمات الفنية للمصور البحريني عبد المبي الفردان. يشارك في بطولة الفيلم الممثل مجيد كاظمي والوجه الجديد أبرار، والممثل فاضل زين، عبدالله العالي، ويوسف البناي، ويشارك أيضا الممثل القدير علي باقر. ومن المؤمل أن يعرض الفيلم في الصالات السينمائية بحلول شهر صفر

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:04 م

      رائع

      شاهدت الفيلم وكان أكثر من رائع. عرض يوم عاشر بليل على قناة الكوثر.
      يعطيهم ألف عافية.

اقرأ ايضاً