العدد 2344 - الأربعاء 04 فبراير 2009م الموافق 08 صفر 1430هـ

الفن يقول كلمته في غزة

حشد من الفنانين بجمعية الفنون التشكيلية

أقامت جمعية الفنون التشكيلية معرضا فنيا لمساندة ونصرة الشعب الفلسطيني في غزة، وقد شارك فيه 46 فنانا وفنانة بلوحات ومنحوتات فنية مختلفة إلا أنها متفقة في اصطفافها لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في محنته التي طال أمدها والتي أصبحت في كل لحظة تستدعي موقفا ولوحة من الإنسان وخصوصا الفنان المرهف المشاعر ليفرغ فيها إحساسه وغضبه ومحبته وليعبر عن هول المأساة كلما أمعن الآخر من إيغاله في الدم الفلسطيني واقتراف خطيئة الغزو المستمر.

لوحة لشموخ المرأة الفلسطينية

وقد جسدت معظم اللوحات القضية الفلسطينية وهمومها، ففي حين يسقط الطفل الفلسطيني على الأرض وتخط دماؤه أحرف فلسطين الحبيبة كما صورتها مخيلة الفنان عبدالله المحرقي في مباشرة تتماشى مع شدة الحدث وهول الواقع، نجد أن المرأة الفلسطينية تبدو شامخة عالية الرأس كما صورتها لوحة الفنان عبدالجبار الغضبان، ومرفوعة الجبين متشحة بزيها الفلسطيني الأصيل كمن يتمسك بآخر ما بقي له من إرث حضاري كما صورتها لوحة الفنان خالد الطهمازي، في حين تبدو الحارة آمنة وادعة والظلام يلفها في هدوء وصمت كمن يترقب العاصفة كما صورتها ريشة الفنان فيصل العبسي، في حين رأى الفنان حسين فتيل أن يقدم حصانه وخطوطه ليركبه الفارس الفلسطيني في معركته القادمة.

عبور للضفة الأخرى

أما الفنانة نوال كمال فقد صورت الأم الفلسطينية الأرض وهي تستشهد متشحة بالعلم الفلسطيني في آخر رمق للحياة علّ تصوير المأساة يوقظ العيون الغافية، أما الفنان الفوتوغرافي خليل حماد فصّور بكاميرته المسافرين وهم يحملون متاعهم ويعبرون البحر إلى الضفة مجهولة من الماء، أما الفنان خالد الهاشمي فقد أخذ يعد الوقت لحقل من الورد لعله ورد الشهيد أو براءة الأطفال التي تنتظر غدها القادم في يوم من الأيام.

صلابة الحجر وبقايا الحروف

وفي حين اصطفت منحوتات الفنان فؤاد البنفلاح بصلابتها لتعلن عن صلابة تحكيها غزة يوما بعد يوم، نجد أن الفنان مهدي البناي قد أطلق جناحي طائره ليحلق فوق التلال عله يجد الخلاص الموعود في الأفق، أما الفنانة لبنى الأمين فقد غمرت مخطوطة ما وأغرقتها بالأزرق في ملمس خشن لتقول كلمتها على طريقتها، في حين عبّرت الفنانة عائشة حافظ تشابك الرؤى واحتدام المواقف وتداخلها من خلال منحوتة متداخلة في بعضها البعض، أما الفنان عبد الشهيد خمدن فقد أطلق لأحرف لفظ الجلالة (الله) أن تنطلق للأعلى ويكفي الله من هو حسبه، أما عباس يوسف فقد ترك لمربعاته المتكاثرة أن تتشابك وتتداخل كما تتداخل كثير من الأمور في مثل هذه اللحظة العصيبة، وقد أمهرها ببقايا من أشكال الحروف المتلاشية تاركا اللوحة تقول ما تريده في التعبير عن القضية الفلسطينية، ولعل هناك الكثير من اللوحات التي تستدعي قراءات متعددة، وطبقات من المعنى وما اصطفافها في هذا السياق وقراءتنا لها إلا تعبير عن طبقة من الطبقات التي يختزنها العمل الفني في داخله ويستبطنها المتلقي حين يقرؤها بأكثر من صورة ويعبر عنها بأسلوبه وبلغته.

رسالة الفن على طريقته

وللفن أن يقدم رسالته على طريقته من خلال ما يجسده من لحظات وسوانح يلتقطها الفنان ويعبّر عنها في اللحظة المناسبة، ولكل منا أن يقرأ اللوحات والأعمال الفنية كما يشاء وخصوصا بعد اصطفافها في سياق داعم لقضية فلسطين الحبيبة، ولعل هذا بعض مما يستطيع الفن تقديمه حين تنطلق الذات لتلبية نداء يستحثها للنجدة المستمرة، ولعل كل فنان قال كلمته في هذا المعرض على طريقته حين اختار اللوحة التي تعبر عنه وعن فلسطين وعن موقفه في هذه اللحظة العصيبة، والجدير بالذكر أن أسعار الأعمال قد تراوحت ما بين المئة إلى الألف دينار، وأن الكثير من اللوحات قد بيعت لصالح دعم الشعب الفلسطيني في غرة، ما يؤكد على حرص الإنسان البحريني لإجابة نداء الاستغاثة وتعاطيه مع المعرض والقضية الفلسطينية بمختلف أشكال الدعم، وهكذا ينطق المعرض بمثل هذه الرسالة الفنية حين يحمل هما إنسانيا كالهم الفلسطيني الذي يعبر من خلاله الفنان عن رسالة الفن الإنسانية حين تستدعيه لأن يقول كلمته

العدد 2344 - الأربعاء 04 فبراير 2009م الموافق 08 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً