العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ

صدور مذكرة توقيف للبشير قد تؤدي لقتال جديد في تشاد

يعيد المتمردون التشاديون تجميع أنفسهم لشن هجوم جديد وقد يكتسبون زخما إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية إذن اعتقال ضد الرئيس السوداني المتهم على نطاق واسع بدعمهم. وعلى الرغم من أن المتمردين يفتقرون للتنظيم كقوة عسكرية وأنه تم طردهم من العاصمة العام الماضي فإن محللين يقولون إن فرصهم لتقويض حكم الرئيس ادريس ديبي زادت بعد اختيار الزعيم الجديد تيمان ارديمي وهو ابن عم له من قبيلة الزغاوة التي ينتمي لها ديبي. وترتبط سنوات انعدام الاستقرار في تشاد بالحرب في منطقة دارفور السودانية المجاورة وتقع إلى الشرق منها.

وتتبادل الدولتان المنتجتان للنفط الاتهامات بدعم جماعات متمردة تقاتل عنهما بالوكالة وتنفيان بانتظام ارتكابهما هذا بنفسيهما. وازدادت حدة التوتر في المنطقة قبيل صدور قرار لمحكمة دولية بشأن ما إذا كانت تصدر إذنا باعتقال الرئيس عمر حسن البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

وقال كبير الباحثين وخبير شئون تشاد والسودان في المركز الوطني للبحث العلمي في العاصمة الفرنسية باريس، رولان مارشال يبدو احتمال الهجوم أكبر اليوم مما كان عليه قبل ذلك. وأشار إلى أن السودانيين ربما يشجعون المتمردين التشاديين على شن هجوم إذا أصدرت المحكمة الدولية إذنا باعتقال البشير لمواجهة هجوم متوقع من متمردي دارفور المتمركزين في تشاد والذين سيشجعهم قرار من هذا النوع. ويتهم متمردو تشاد ديبي بالسلوك الدكتاتوري ويقولون إنه فشل في اقتسام الثروة منذ أصبحت تشاد إحدى أفقر دول العالم منتجة للنفط العام 2003. وكانوا قد اقتربوا من الاستيلاء على الحكم في هجوم خاطف العام الماضي. لكن منذ ذلك الهجوم على العاصمة انجمينا الذي جاء بفرنسا القوة الاستعمارية السابقة لمساعدة ديبي تم حفر خنادق حول العاصمة ويقول محللون إنه تمت إعادة تزويد الجيش والقوات الجوية لتشاد بالمعدات. وقال سكان في انجمينا إنهم رأوا دبابات تتخذ مواقعها وجنودا يتجهون شرقا.

وقال رئيس منظمة حقوق الإنسان بلا حدود التشادية دانييل باساليت ديوزومبي إنهم يعيشون في توتر ويخافون من أن الحرب يمكن أن تأتي في اي وقت. وذكر الائتلاف الذي يقوده ارديمي المكون من ثماني جماعات متمردة أن ديبي نشر عشرات العربات المسلحة تسليحا ثقيلا في بلدة ابيشي بشرق البلاد يوم الإثنين الماضي متهما الرئيس التشادي بمحاولة إذكاء الخوف في المنطقة وإرباك قوة تابعة للاتحاد الأوروبي تم إرسالها لحماية اللاجئين هناك. وقال محللون إنهم لايزالون يشكون في تكرار هجوم العام الماضي الذي اندفع فيه المتمردون عبر مئات الكيلومترات من الصحراء لفرض حصار على قصر ديبي. وقالت دانييلا كروسلاك من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن (موقفه) مهزوز بالقدر نفسه لكن المتمردين ليسوا أفضل تنظيما.

وأضافت السودانيون لا يستطيعون التوصل إلى كيفية دعم هجوم موحد.

من المرجح أنه ستكون هناك... هجمات كر وفر.

أعتقد أن هذا هو كل ما يستطيع (المتمردون) القيام به. لكن اختيار ارديمي زعيما للجماعة قد يسهل على المتمردين كسب منشقين من داخل نخبة ديبي التي تزخر بأفراد ينتمون لقبيلة الزغاوة التي تعيش على جانبي الحدود بين تشاد والسودان إلى صفهم. وقال مارشال يعتقد السودانيون إنه في ظل قيادة ارديمي للمعارضة يستطيعون إقناع المزيد من الناس بالإنشقاق. وأضاف مارشال الرسالة... للجيش والمقربين من ديبي هي ((أما أن تنضموا الينا أو أن تموتوا معه.) إذا نشبت معركة من الممكن أن يواجه (ديبي) الكثير من الانشقاقات.

هذا هو ما افتقروا إليه المرة الماضية. وأعلنت السودان وتشاد خططا آخر العام الماضي لنشر قوات على الحدود بينهما في محاولة لتحسين العلاقات. ويرى محللون أن محاولات السودان الحصول على دعم عالمي لتعليق القضية ضد البشير - الذي حصل على دعم الدول العربية والإفريقية - أسهمت على الأرجح في الحد من الدعم السوداني لمتمردي تشاد. لكن إعلان تحالف المتمردين التشاديين الجديد في يناير/ كانون الثاني الماضي برئاسة ارديمي أدى إلى تجدد الاتهامات من كلا الجانبين. وقال وزير الاتصالات والمتحدث باسم حكومة تشاد محمد حسين نأمل أن تنجح الدبلوماسية لكننا سنظل حذرين حتى لا ننخدع.

العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً