العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ

السكون وقيمة اللحظة الآنية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

السكون إن للمياه ألوان... وألوانها تتناسب وكمية الجهد والطاقة التي تكتسبها وتعكسها!.

وحينما تمتلئ الأشجار بالطاقة والحياة تخمر بالورود والأزهار معبرة للكون عن حيويتها المفرحة للنفس وللناظرين! فالطاقة هي قمة القدرة للدافع الحقيقي للكون وللحركة في الحياة!

فعندما نكون مفعمين بالطاقة الإيجابية... ننعم بالحيوية في دواخلنا ما بين الشعور بالفرح والانبساط وتصبح تلك الطاقة كمثل الورود المتفتحة في دواخلنا...

أو الآلام والإحباطات في الحياة فتأتينا غالبا بما يدور حولنا من نقص في تلك الطاقة... والتي نقوم باستهلاكها في غفلة منا، بالطرق الخاطئة وإلى توجيهها مسارات عقيمة عديمة الفائدة!.

فعند نقص الطاقة... تبدأ طاقة أخرى سلبية في استهلاك حيوية الإنسان والتسرب من الجسد كما تتسرب مياه الحنفية في جوف الأرض ودونما فائدة وهدرا.

ثم يتحول ذلك الإنسان إلى كتلة من الآلام والأحزان الحياتية من الكآبة والنظرة السوداوية للحياة أو تزداد الأمراض العضوية والقلق. ولاستهلاك الطاقة أنواع كثيرة منها الكلام الكثير ومن دون سبب (في الفاضي والمليان)... وفي وقت نحتاجه للهدوء والصمت والتأمل... أو في الجدال في الأمور التافهة... التي لا مردود يرجى من وراء ذلك الجدل! أو ملء كل دقيقة من الوقت في عمل شيء! أي شيء؟ كي يلهيه عن التفكير في ذاته أو مشكلاته الحقيقية أو خالق الكون!

وبغض النظر عن حاجته للعمل... سواء مادي أو غيره ويتحول إلى كائن فاعل فقط عوضا عن تمتعه بالحياة وكونه كائنا متمتعا!

وحياة دون تعتيم وقتل للوقت في كل لحظة، والهروب من النفس. وتنقلب موازين الحياة بالتسرب التدريجي لتلك الطاقة إلى أشياء غير سعيدة... ومدمرة للنفس! وثائرة على الحياة وزخمها، وقد يكون سبب الهروب والعمل أو إشغال الوقت هو عدم مواجهة المشكلات اليومية، والمحيطة بنا... وتركها كي تتراكم وتصبح أكثر تعقيدا والصعوبة في حلها بعد ذلك.

وتبقى تلك الزاوية التي تشكل له الإحباط... ويبدأ العقل الباطن بتحليلها... وتحويلها إلى هموم قائمة... ومن دون حلول! وتتراكم السلبية في الحياة... ويبتعد الإنسان عن الفرح وعن الذات الإلهية البريئة... تدريجيا.

ويقول الفيلسوف الهندي أوشو بأننا علينا التخلص مما يزعجنا وحل المشكلات المتعقلة أولا بأول... كي لا تشوه مسار حياتنا.

وأن لا نصرف طاقاتنا بأغلاط مكررة ونحاول أن نسامح أنفسنا إذا ما غلطنا مع الآخرين والعفو الدائم لتسير الأمور!

وأن نتمتع باللحظة التي بين أيدينا إلى أقصى حد لأنها هي التي ستصبح الماضي السعيد... والتعود عليها سيضع المستقبل بتكرار الحاضر ويقول إنه لا يوجد ماضٍ أو مستقبل إنما هو الحاضر الذي يكرر نفسه ويشكل الإثنين!

والحاضر هو أن نجعل الحياة تزدهر وتثمر الورود والزهور في حياتنا ومن خلال تصرفاتنا، حتى لحظة السكون أن نكون كذلك دون ضرورة إلى أداء أي عمل أو سبب حقيقي للثمر والورود وتشكيل طاقة الكون إلى سعادة... ونقلها إلى الآخرين فيتجمل المجتمع والكون بطاقته الجميلة.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً