العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ

بيض الخعفق غير فرخ الخفنقع

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

جمبزة الممثل القدير عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية «فرسان المناخ» لا مثيل لها، فقد عودنا هذا الممثل القدير على تلك الهزليات التي يطلقها هنا وهناك من على خشبة المسرح لمعالجة قضايا حساسة جدا في مجتمعنا الخليجي.

إلا أن جمبزة أحد النواب في مجلس النواب حولت المجلس إلى مسرحية سوق المناخ لإعلان المزايدات على ولاء أبناء هذا الشعب لهذا الوطن العزيز.

مجلس النواب الذي كان من المفترض أن يكون ممثلا لمختلف فئات المجتمع ورمزا لوحدته ولمّ صفوفه، تحول إلى عصا تشق هذه الصفوف عندما خرج نائب من بيضته يتهم فئات واسعة من الشعب بعدم الولاء، بل سمح لنفسه أن يوزع نياشينها على من يحلو له.

النائب الضرغام طالب بتوزيع الوحدات الإسكانية على أبناء دائرته ليس حبا فيهم بل ليقفوا معه في العام المقبل في انتخابات 2010 ضد عدوه اللدود من الكتلة المنبرية، النائب المبجل أعطى نفسه حق توزيع صكوك دخول الجنة، وتوزيع الوحدات الإسكانية على أساس ولائهم لوطنهم، على أن يكون الولاء بمقياسه كولائه المعتاد في تقبيل الأنوف والجباه والأيدي وترجي خدمة هنا وخدمة هناك، على رغم إلمامه الكامل بأن تلك الخدمات حقوق مكتسبة لا تسلب من أي مواطن مهما فعل.

فهرطقة هذا النائب في مجلس النواب الصامت مدعاة إلى السخرية والاستهزاء، إذ تحول مجلس النواب للعبثية بدلا من حفظ حقوق المواطنين والتمسك بها والعمل على تحقيقها، إلى سلبها وتحريض الحكومة على ذلك من أجل تحقيق مكاسب شخصية، ضمن «قرقرته» المعتادة والتي لن تشبع البطن الجائع ولن تغير من الواقع.

الولاء للوطن مفهوم واسع قد لا يفهمه هذا النائب، فالولاء أكبر من أن تستوعبها أنوف وجباه مسئولين، والولاء لا يقاس بعدد تلك القبلات المطبوعة على الأيدي، الولاء الأول والأخير يبقى لتربة هذه الأرض ولشعبها بمختلف فئاتهم وطبقاتهم ومستوياتهم سواء كانوا قادة أم شعبا.

ما لا يفهمه النائب أن الولاء ليس كلمات تقال هنا وهناك ويتحدى البعض أن يقولها، بل فعل وتضحية، والولاء والوطن والقيادة لابد أن يكون لخدمة الشعب وتحقيق الرفاهية والاستقرار له، وليس سلب حقوقهم وإسقاطها فقط لأنهم يملكون مطالب من حقهم أن يطالبوا بها، وهذا ما لم يستطع أن يفرق بينه النائب؛ فقد عجز عن فهم تلك المقولة التي أطلقها «حسينوه» في مسرحية فرسان المناخ «بيض الخعفق غير فرخ الخفنقع».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً