العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ

على الشركات أن تُحلِّل علاقات التعهيد الحالية

بعد الاحتيال المحاسبي في «ساتيام» الهندية

بحسب تقرير جديد لـ «بوز أند كومباني»، أثارت ادعاءات الاحتيال المحاسبي في شركة ساتيام (Satyam) اهتمام مديري المعلومات الرئيسيين في الشركات التي تقوم بتعهيد عمليّات تكنولوجيا المعلومات. فالشركات التي تتعامل مع «ساتيام» قلقة بشأن قدرة هذه الأخيرة على الصمود، كما أنّ زبائنها الحاليين بحاجة ملحة إلى معرفة تأثير هذه الأزمة على عمليّاتهم. إنّ المسألة طويلة الأمد تتمحور أساسا في ما إذا كانت الصعوبات التي تواجهها «ساتيام» ستؤدي إلى فقدان الثّقة بمجتمع التعهيد الهندي ككلّ أو بشركة ساتيام فحسب.

ويوضح شريك في بوز أند كومباني، رامز شحادة، بالقول: «لا شكّ أنّ الزبائن يتوقّعون، بعد هذه الأزمة، معايير أعلى في مجال الشفافيّة المالية ومراجعة الأداء المحاسبي. لذا على كلّ شركة أن تعتمد منهجيّة خاصة بها لتحليل علاقات التعهيد وتطوير أساليب قابلة للتنفيذ لتخفيف المخاطر لمواجهة المشكلات التي قد تُعوق توفير الخدمات على الأمد القصير».

وشكّلت فضيحة شركة ساتيام لخدمات الكمبيوتر صدمة في أرجاء مجتمع تكنولوجيا المعلومات العالمي، ما دفع مديري المعلومات الرئيسيين إلى التساؤل ما إذا كانت هذه الفضيحة تشكّل حادثا منعزلا أو نقطة تحول في مسيرة العولمة لقطاع الأعمال الهندي.

ويشعر مديرو المعلومات الرئيسيون الذين قاموا بتعهيد شريحة كبيرة من أعمال تكنولوجيا المعلومات بالقلق من مخاطر الفقدان المحتمل للمعرفة وإعاقة توفير الخدمات، في حال حصول مشكلات أساسيّة مع مورّدي التعهيد الذين يتعاملون معهم. ويتطلّب هذا السيناريو أن يقدّم مديرو المعلومات الرئيسيون الأجوبة على تساؤلات صعبة سيطرحها عليهم المدراء التنفيذيون الرئيسيون وأعضاء مجلس الإدارة عن: إدارة تدابيرالتعهيد الحالية في الهند، وأسئلة بنيوية طويلة الأمد عن استخدام خدمات شركات التعهيد، والحاجة إلى تغيير نماذج حوكمة الموردين.

وعلى رغم أنّ معظم الشركات الهندية لتكنولوجيا المعلومات ولتعهيد إجراءات العمل تصرّح أنّها لن تستولي على موظّفي شركة ساتيام أو زبائنها، غير أنّ العديد من الشركات يحاول استقطاب زبائن «ساتيام». أمّا الناحية الإيجابيّة من الموضوع فهي أنّ معظم أعمال التعهيد في الهند تُقام في حيدر أباد، وبنغالور، وشيناي إذ العديد من منافسي شركة ساتيام. ومن المتوقّع أن يضع منافسو شركة ساتيام خططا لاستيعاب موظّفي الشركة وزبائنها في غضون أيّام، وأن يتم انتقال الأعمال في غضون أسابيع. وبالنسبة إلى مديري المعلومات الرئيسيّين، فإن احتمال حصول هذا الاضطراب يسبب قلقا بشأن المرونة التشغيليّة لهذه العلاقات الجديدة.

وفي هذا السياق، يتعيّن على مديري المعلومات الرئيسيين تقييم اختيار المورّد الذي من شأنه إكمال مهام شركة ساتيام ومراجعة الحوكمة والرقابة المحاسبية للمورّدين الخارجيين كافة، إلى جانب وضع لائحة بمختلف الممتلكات الفكرية ومجالات الخبرة الكامنة عند ساتيام وتسلّمها.


تآكل الثقة

قبل وقوع الفضيحة، عانى القطاع من وقع الركود الكبير في الأنظمة الاقتصادية النّامية، مع التخوف من الموقف المحتمل لإدارة الرئيس أوباما من نقل الأعمال إلى الخارج. فقد بدأت الشركات بتقييم الخيارات البديلة على صعيديْ البلدان المجاورة أو وجهات أخرى عبر البحار تشمل البرازيل وبولندا بسبب المشكلات السياسية والأمنية في الهند والتضخم الكبير في الرواتب الفنيّة الهندية، والارتفاع الشديد في أسعار العقارات. وقد تسرّع أزمة «ساتيام» اللجوء إلى هذه الخيارات البديلة.

وتزعزعت الثقة بالتعهيد. فحين يختار زبائن عبر البحار مورّدين خارجيين، يتعيّن عليهم منحهم الثّقة لجهة البيانات الحساسة والنّظم الخاصة والعمليّات المعقّدة التي تُعتبر أساسيّة لسير أعمالهم. ويعلّق شحادة «يتوجّب حاليا على مديري المعلومات الرئيسيين أن يطالبوا بمعايير أعلى للشفافية وأن يقوموا أكثر بمراجعة الأداء المحاسبي وخوصا في خضمّ الأزمة الاقتصاديّة الحالية». أمّا موردو خدمات التعهيد الذين يتمتعون بحوكمة جيدة ومعايير واضحة للكشف عن المعلومات، وممارسات محاسبيّة متينة، فسيحظون بالأفضلية، فيما يحتمل أن يعاني المورّدون الأضعف والأصغر حجما من بعض المشكلات.

العدد 2404 - الأحد 05 أبريل 2009م الموافق 09 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً