العدد 2526 - الأربعاء 05 أغسطس 2009م الموافق 13 شعبان 1430هـ

الشروقي يدعو الجماعات الإسلامية إلى تجاوز حال اغترابها

بصدور كتابيه «ثم حلقت لحيتي» و «أبدية العينين»

صدر أخيرا للكاتب الصحافي فواز الشروقي، عن دار بترا للنشر والتوزيع، كتاب «ثم حلقت لحيتي... تجربة اغترابي في الجماعات الإسلامية». في الكتاب الصادر في 160 صفحة من القطع الصغير، يسرد الشروقي بعضا من تفاصيل تجربته مع الجماعات الإسلامية، وهو، كما يشير في مقدمته لا يقصد تدوين سيرته الذاتية ولا التشهير بتلك الجماعات، لكنه وانطلاقا من تجربته شخصية «يصف حالة الاغتراب التي تعيشها الجماعات الإسلامية ويبحث عن أسبابها».

وبحسب تقديم رابطة العقلانيين العرب، الجهة الناشرة، للكتاب، والمطبوع على الغلاف الخارجي للكتاب فقد «شاءت أقدار الكاتب» أن يكون عضوا في هذه الجماعات، وأن يعيش معها رحلة امتدت ثمانية عشر عاما.

الشروقي يستعرض وعبر 24 فصلا متضمنة مقدمة الكتاب وخاتمته، بشيء من التفصيل حينا ومن الإيجاز المقصود حينا آخر، تجربة ثمانية عشر عاما من الاغتراب، بأسلوب سردي بسيط ومحبب لا يخلو من حس فكاهة وتهكم «لبقين».

يمكن للقارئ استشفاف روح الفكاهة والتمرد لدى فواز حتى قبل أن يشرع قراءة تلك الفصول، فعناوينها تقدم الإيحاء الأكبر بما تحويه فهناك «موعد أول مع الخرافة» و «العهد الأبدي». فواز لا يتهكم على الجماعات الإسلامية، بكل تأكيد، إذ إنه كما ذكر «يدين لها بفضل تكوينه الأولي» لكنه يتهكم على حال الغربة التي عاشها وربما التي تعيشها تلك الجماعات، كما أن قارئ كتابه يستمع لحواراته الداخلية ومناجاته لذاته عبر تلك الأعوام. لم تكن سخرية إذن، لكنه كان صراعا عاشه الشروقي بطريقته، خرج منه شخصا آخر، شخص آمن بلا جواز «إرغام الحاضر على ارتداء عباءة الماضي»، شخص يؤمن بالاختلاف، والتنوع وقبول الآخر ويستشعر الحاجة إلى مشاركته شئون الحياة وتفاصيلها. شخص مقتنع أتم الاقتناع بأنه «لا يحق لأحد احتكار الدين».

الشروقي يأخذنا معه في رحلة عودته إلى رحاب المجتمع، عودة كان أوضح ما فيها، رغم كونه آخر ما فيها أنه «حلق لحيته» ثم ... «كتب تجربته» وأخرجها على هيئة حلقات نشرت في صحيفة الوقت أولا ثم كتاب جمع تلك الحلقات يتوقع تدشينه في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

ولعل فواز شاء أن يثبت ذاك التحول ويبرهنه إذ أطلق في الوقت ذاته ديوانه الشعري الأول «أبدية العينين» وهو من إصدارات مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة. في الكتاب الصادر أخيرا في 57 صفحة من القطع المتوسط، وعبر 26 قصيدة، يعبر الشاعر عن شخصيته الجديدة ويعلن عن بعض من اكتشافاته التي شهدها عبر رحلة التحول، فهو إذ يكتب «المكالمة الأولى»، «إلى عينين أبديتين»، «الحب المكبل»، «شعرها»، «آخر العشاق» وغير ذلك من قصائد، فإنه يعلن ولادة فواز آخر، فواز اكتشف المرأة متأخرا، وكما يشير في كتابه، بعد أن التحق بوظيفته الأولى، حينما عرف أن هذا الكائن الخرافي المسمى بالمرأة «الذي يستطيع أن يحلق بالمرء إلى السحاب بالتفاتة أو بهمسة أو بضحكة خجول»، ليست هي التي عرفها على يد جماعته بأنها «أحبولة الشيطان، وسهم إبليس».

قصيدة «شيعية وسني» التي يرثي فيها الشروقي مقتل مشاعر طاهرة على يد الطائفية، هي خير إعلان على إيمان فواز «بالتنوع وقبول الآخر». فواز الذي خرج من تجربته مع الجماعة الإسلامية «برغبة في أن يطلق العنان لفكره وعقله وروحه» أبى إلا أن يطلع الآخرين، بمن فيهم أعضاء تلك الجماعات، على تجربته، لا لشيء، ولكن «لتسعى تلك الجماعات إلى تجاوز حالة الاغتراب التي تعيشها ولتصبح مؤسساتها مؤسسات فاعلة مساهمة في نهضة المجتمع ودافعة له في اتجاه التقدم».

يشار إلى أن الشروقي الحاصل على الماجستير في العلاقات العامة والبكالوريوس في اللغة العربية، حاصد لعدد من الجوائز الشعرية من بينها جائزة المركز الثالث بمسابقة الشعر الفصيح على مستوى جامعة البحرين 1995، والمركز الثالث بمسابقة الشعر الفصيح على مستوى جامعات دول مجلس التعاون 1996، والمركز الثالث بمسابقة الشعر الفصيح على مستوى مملكة البحرين بمسابقة يوسف خليل المؤيد للشعر والقصة القصيرة 2007.

عمل الشروقي صحافيا بقسم الأخبار المحلية والتحقيقات بجريدة الأيام، ثم مشرفا على الصفحة الإسلامية بالجريدة نفسها، وأخيرا مشرفا على صفحة إشراقات بجريدة الوقت حتى العام 2006.

يشغل الآن منصب رئيس قسم الإعلام بوزارة التربية والتعليم، وعضو بلجنة مراقبة الأفلام السينمائية بوزارة الإعلام.

العدد 2526 - الأربعاء 05 أغسطس 2009م الموافق 13 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً