العدد 2526 - الأربعاء 05 أغسطس 2009م الموافق 13 شعبان 1430هـ

خلاصة:

النص على تمرده وفيّ لما يتطلبه شعر الحداثة من إبداعية مفارقة جديدة ومشاكسة. فالإيقاع كان منسجما مع المعنى ومعبرا عن نفسية الشاعرة حيال واقع البحرين كان قوة قليلا وضعفا كثيرا أنينا حزينا سريعا قلقا. وكذا كان المستويان المعجمي والتركيبي مواكبين في التعبير عن حال الشاعرة الوجدانية . تمنح الألفاظ المعجم المشهد الشعري إطارا يوحي بالموت والوأد وإحساس بالمرارة وهذا ما يؤكده الإيقاع سكونا أو كسرا انكسارا فتولدت صورة شعرية قوامها الصراع: صراع شهرزاد/ شهريار، الشمس/ الظلام/ الألم/ الحلم/ الموجود/ المنشود...

وكذا كان المستوى البلاغي الذي ارتقى بفنية النص تكثيفا وجمالا حتى أصبح القارئ شريك الشاعرة في العملية الإبداعية. فالنص ليس مباشرا يقدم معانيه واضعة سهلة للمتلقى بل يتطلب جهدا لكي يكشف أسراره و حجبه وصولا إلى عذاب القراءة قبل العذوبة. إنه النص المفتوح المتجدد بتجدد القراءة.

الديوان غنائية وغنة في الإيقاع، حنين وأنين أمل/ ألم، غياب/ حضور، تذكير/ تأنيث، موت/ حياة، جدب / خصب، به حولت الأنثى باللغة من تحت الثرى إلى الثريا شموخا وسموا بها ثأرا للوأد الرجالي.

النص نصوص وتناص: فتتداخل الأجناس الأدبية وإن كان يعلن انخراطه في الشعر جنسا أدبيا لكن في الديوان تكاد تغيب الحدود. هل نحن أمام شعر أم قصص أم مشاهد مسرحية عبر شخصيات تتحاور: حوار ذاتي وخارجي؟ أم نحن أمام عزف وسمفونيات مختلفة أم لوحات رسمت؟

بعض القصائد نسجت على هيئة قصص شعرية شأن قصيدة شهرزاد/ البعيد القريب.

النص لوحة أسبغت عليها الشاعرة من الحواس: البصر والسمع بألوان زاهية ومعتمة بحسب السياق الشعري أملا وألما تبلغ الشاعرة الحيرة واليأس أقسها وأقصاها تعيش الطوق رغم التوق.

ومثلما عبر الديوان ن ملتقى نصوص إبداعية، فقد مثل ملتقى لجملة من الوظائف التي أقرها النقد الحديث في التعامل مع النصوص الإبداعية التي تمثل رسالة من مرسل إلى مرسل إليه، فنجاح عملية التواصل يتم عبر فك رموز الرسالة من قبل المرسل إليه لفهمها والتفاعل معها.

هذه الرسالة/ الديوان الأشعار/ عناقيد الغضب أو الحلم والألم، تمثل كيانا لغويا تهدف من خلاله الشاعرة المبدعة، المرسلة، إلى وظائف مختلفة شأن كل خطاب أدبي:

الوظيفة التواصلية: تسعى من خلالها الشاعرة إلى تأمين الصلة بينها وبين المرسل إليه من خلال علامات الوقف، شكل القصائد والعنوانين والفراغات والتنقيط...

الوظيفة التعبيرية: تظهر من خلال التركيز على المرسل/ الشاعرة وتتعلق بالأحاسيس والانفعالات والأحكام الذاتية. وتلوح من خلال ضمير المتكلم مفردا أو جمعا مما يكسب النص غنائية.

الوظيفة التأثيرية/ التنبيهية: تلوح من خلال التركيز على المرسل إليه للقيام بعمل ما أو لإثارة انتباهه أو التأثير العاطفي فيه إعجابا وإقناعا ويلوح من خلال ضمير المخاطب أنت (الرجل/ شهريار/ أو»أنتِ»)

الوظيفة المرجعية الإبلاغية: من خلال التركيز على مضمون الرسالة وبعض الإحالات على الواقع، وخاصة واقع البحرين (دلمون: الغلاء، التجنيس...واقع الحب السائد) وبها ترتبط الوظيفة الإيديولوجية الفكرية.

الغلاء والبرلمان والسجن في توظيف قصة يوسف عليه السلام والسجن والذئب/ الخط الولائي/ الغيبة، المذهب والتجنيس ... 55

ولا تنسى الشاعر الوطن دلمون والدراز ( شمس الدراز) ص 62

الوظيفة الشعرية الجمالية: من خلال اللغة المستعملة والإيقاع والصور التي تحقق متعة النص.

بكل هذه الوظائف يرتقي النص/ الديوان إلى مستوى النصوص الإبداعية المتميزة التي استثمرت نصوصا أخرى في لغتها منها النص القرآني وأشعار نزار قباني... معبرا عن هموم الذات وهموم الوطن والواقع.

العدد 2526 - الأربعاء 05 أغسطس 2009م الموافق 13 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً