استفادت إدارة رياض الأطفال من التجارب العالمية والمعايير الدولية في إعداد منظومة التقويم الشامل لطفل الروضة، وتضم منظومة تقويم أداء الطفل: الإطار العام للمخرجات المتوقعة في نهاية مرحلة الروضة (3-5)، الذي يربط مخرجات التعليم في مرحلة الروضة بمرحلة التعليم اللاحقة لها في التعليم الأساسي، ومجالات التقويم الشامل للطفل، التي تتناول جوانب النمو الجسدي والحالة الصحية للطفل، والنمو النفسي والعاطفي والاجتماعي، والنمو اللغوي، والنمو العقلي الذي يغطي تنمية مهارات التفكير العلمي، والرياضي، والإبداعي، وتنمية الوعي الاجتماعي وحس المواطنة لدى الطفل، بالإضافة إلى نمو الطفل في مجال مقاربة التعلّم الذي يستدل به على مدى تشوّقه للعلم ورغبته في اكتساب المزيد من المعرفة، واستمارات تقويم أداء الطفل في جميع تلك المجالات. وقد أنجزت الإدارة استمارتي التقويم الشامل للطفل في سن 3 سنوات وفي سن 4 سنوات.

وأصدرت الإدارة دليلا استرشاديا بعنوان «أمن الطفل وسلامته في الروضة» وذلك بهدف توعية رياض الأطفال بأهمية مراعاة كل الأمور المتعلقة بالمحافظة على سلامة الطفل وحمايته من الأخطار في داخل الروضة أو في مواصلاتها.

وقالت مديرة إدارة رياض الأطفال صفية صادق البحارنة: «إن عمل الإدارة يرتبط بالخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم وأهدافها الأساسية الثلاثة وهي: رفع مستوى جودة التدريس والتعلم في المدارس الحكومية ورفع مستوى فاعلية أداء وزارة التربية والتعليم وكفاءتها والتوسع في إلحاق جميع الطلبة بالتعليم، ووتتفرع عن هذه الأهداف الاستراتيجية الثلاثة أهداف أخرى فرعية تترجم إلى أنشطة تسعى الإدارة من خلالها لتحقيق تلك الأهداف».

وأوضحت البحارنة أنه قد أمكن لإدارة رياض الأطفال خلال العام الدراسي الماضي (2008 - 2009) إنجاز مجموعة من الأنشطة النوعية التي تأتي في إطار ترجمة أهداف الخطة الاستراتيجية للوزارة إلى واقع ملموس، فبالنسبة للهدف المتعلق برفع مستوى جودة التدريس والتعليم، تسعى الإدارة إلى تطوير البرامج والمواد التعليمية في رياض الأطفال، وفي هذا السياق فقد أكملت الإدارة الوحدات التعليمية للمستوى الأول من البرنامج الموحد لرياض الأطفال لتسد بذلك فراغا واضحا وملموسا لدى جميع رياض الأطفال بالنسبة إلى تعليم الأطفال ممن هم في عمر 3 سنوات.

برنامج تعليم اللغة الإنجليزية

وأضافت «كما أنجزت برنامج تعليم اللغة الإنجليزية للمستوى التعليمي الثالث (5 سنوات) الذي يمثل حلقة وصل بين الروضة والمدرسة تمهيدا لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية في الصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي، وكذلك رفع مستوى الأداء الفني لمعلمات رياض الأطفال الأمر الذي تسعى إليه الإدارة من خلال تنفيذ خطة المتابعة الفنية لمعلمات الروضة».

وتابعت «وقامت اختصاصيات الإدارة بزيارات صفّية للمعلمات في 74 روضة وإعداد تقارير فنية عن أداء المعلمة، وأيضا من خلال تطوير أدوات تقويم أداء المعلمة في الصف وتصميم استمارة تقويم أداء خاصة تتم مناقشتها مع المعلمة بعد الزيارة. ويستفاد من هذه التقارير في تقدير مجالات التطوير وحاجات التدريب التي سيتضمنها برنامج العمل في العام الدراسي المقبل، بالإضافة إلى تنفيذ مجموعة من ورش العمل والبرامج التدريبية من أبرزها برنامج «تدريب المدربات» الذي استهدف تدريب مجموعة من مديرات رياض الأطفال من المؤهلات علميا ومن ذوات الخبرة العملية المناسبة في مجال رياض الأطفال على أساليب تخطيط وتنظيم وتنفيذ ورش العمل من أجل الاستعانة بهن مستقبلا في تنفيذ برامج تدريب وتأهيل معلمات رياض الأطفال».

تفعيل الرقابة على رياض الأطفال

وقامت الإدارة بتفعيل منظومة الرقابة الإدارية على رياض الأطفال استنادا إلى مواد المرسوم بقانون رقم (25) لسنة 1998 بشأن المؤسسات التعليمية والتدريبية الخاصة والقرارات الوزارية المنفذة له، وذلك من خلال تنفيذ خطة الإشراف الإداري وتكثيف الزيارات الميدانية لرياض الأطفال للتحقق من التزامها بالمواصفات والشروط، فقد بلغ عدد الزيارات الميدانية خلال الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 2008 إلى مايو/ أيار 2009 مئة واثنين وعشرين زيارة، وقد أمكن من خلالها جمع المعلومات والبيانات التي تسترشد بها الإدارة في تحديد مدى مطابقة البيئة التعليمية للروضة لمعايير الجودة التي يحددها «دليل المواصفات التربوية والفنية لرياض الأطفال»، كما تستعين الإدارة بنتائج الزيارات الميدانية لرصد المخالفات الإدارية والفنية في البيئة التعليمية ومتابعة الروضات المخالفة بهدف تصحيح المخالفات وإزالتها. وتهدف الإدارة من خلال تطبيق منظومة الرقابة الإدارية إلى توعية رياض الأطفال بمفاهيم بالجودة في مرحلة التعليم المبكر وتهيئة رياض الأطفال لاستقبال هيئة ضمان الجودة والاستجابة لمعاييرها.

وأصدرت الإدارة خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول 2008 إلى يونيو/ حزيران 2009 قرارات وزارية بإنشاء 11 روضة جديدة وبالتنازل عن 7 روضات قائمة، كما ألغيت تراخيص 6 روضات أخرى لمخالفتها لشروط الترخيص.

وقامت الإدارة بدراسة نسبة الزيادة السنوية في عدد الأطفال الملتحقين بالروضة ممن هم في سن 3 - 5 سنوات على مدى السنوات الدراسية من 2000 - 2001 إلى 2008 - 2009، وتبين أن نسب النمو في أعداد الأطفال الملتحقين بالروضة مستمرة في الارتفاع؛ حيث كانت نسبة الزيادة في سنة 2001 - 2002 (3.4 في المئة) عن العام الدراسي 2000 - 2001، وارتفعت في العام الدراسي 2008 - 2009 إلى (28.2 في المئة). وفي المعدل العام فإن نسبة الزيادة السنوية تبلغ 6,5 في المئة، ولا تشمل الدراسة التي أجرتها الإدارة الأطفال المسجلين في مرحلة الروضة بالمدارس الخاصة، ما يعني أن النسبة الحقيقية قد تكون أعلى من هذه النسبة.

وأنجزت الإدارة دراسة عن أسباب انخفاض عدد الأطفال المسجلين في مجموعة من رياض الأطفال (ومجموعها 23 روضة) عن الطاقة الاستيعابية للمبنى، وتُدرس الآن الحلول الممكنة لمساعدة الروضة على رفع أعداد الأطفال المسجلين لديها لكي تتمكن من الاستمرار في ممارسة النشاط.

تعزيز التواصل بين الروضة و «التربية»

كما تسعى الإدارة إلى تعزيز التواصل بين رياض الأطفال وزارة التربية التعليم من خلال اللقاءات الدورية وتوظيف الإعلام التربوي؛ فالإدارة تلتقي مع مديرات رياض الأطفال مرتين في العام الدراسي وتتواصل مع الرياض من خلال ورش العمل والبرامج التدريبية المختلفة، كما تصدر الإدارة نشرة تربوية فصلية تتناول فيها القضايا التي تهم العاملين في رياض الأطفال وتشجع المعلمات والمديرات على المشاركة فيها بأفكارهن ومساهماتهن في شتى المجالات ذات العلاقة بالطفولة وبرياض الأطفال.