العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ

الكفيف على الشاشة... تنويعات مختلفة على نغمة واحدة!

قدم خالد صالح في المسلسل الرمضاني «تاجر السعادة» الذي كتبه عاطف بشاي وأخرجته شيرين عادل، موديلا جديدا وطبعة أخرى من شخصية الكفيف التي ظهرت في أفلام ومسلسلات كثيرة في معالجات غالبيتها تجعل فاقد البصر أنموذجا للنظرة العميقة والساخرة للحياة على رغم ظروفه الصعبة، أما إذا كانت الشخصية لامرأة فقدت بصرها فإن الحكاية والمعالجة تكون جادة ممتزجة بالشجن والرومانسية والتضحية من أجل إخفاء الحقيقة على الحبيب المُبصر.

ففي فيلم مثل «ليلى في الظلام» الذي كتبه وأخرجه توجو مزراحي، وعُرض في العام 1944، ستجد بداية هذا الخيط الرومانسي عندما تفقد البطلة (ليلى مراد) بصرها في حادث سيارة، ووسط أجواء مأسوية ترفض أن يعرف حبيبها «حسين» بما حدث لها، وتخبره أنها ستتزوج من ابن عمها «سمير»، ولكنه - وبفروسية نادرة - يقرر الزواج منها على رغم ظروفها.

وفي فيلم «حب في الظلام» الذي عرض في العام 1953 أبعاد ميلودرامية مركبة في عمل يحمل توقيع حسن الإمام، حيث يتسَّبب شاب (عماد حمدي) في سقوط فتاة (فاتن حمامة) من أعلى السلم من دون قصد، وتصبح هي شاهدة على تورطه في جريمة قتل لم يرتكبها، ويصر على الزواج منها وهي كفيفة، وعندما تبصر تُقرر اتهامه بالقتل.

وسيمتد هذا الخط الجاد الحزين في فيلم «موعد في البرج» الذي أخرجه عزالدين ذوالفقار في العام 1962 عندما يتفق اللص التائب «عادل» (صلاح ذو الفقار) مع اللصة التائبة «آمال» (سعاد حسنى) على اللقاء في البرج، ولكن سيارة تصدمها فتفقد بصرها، وكالمعتاد ستخفي هذه الحقيقة عنه حتى لا يتزوجها، وكالمعتاد سيصر على الزواج منها عندما يعرف الحقيقة.

والشخصية الكفيفة أخذت في أفلام كثيرة حظوظا متفاوتة من مساحة الدراما، ففي فيلم «العروسة الصغيرة» في العام 1956 يؤدي الملحن الكفيف سيد مكاوي شخصية رجل كفيف طيب يحاول مساعدة بطل الفيلم البائس (يحيى شاهين) على جمع الأموال لشراء الدواء لابنته الوحيدة.

كما لا ننسى أداء الفنان صالح سليم لشخصية الكفيف في فيلم «الشموع السوداء» الشهير في العام 1962، وأداء الفنان حسين رياض لدور كفيف لا يُنسى في فيلم «وإسلاماه» في العام 1961 للمخرج أندرو مورتون، وقدم الكفيف في أدوار أقل مساحة مثل دور الشيخ في فيلم يوسف شاهين المعروف «وداعا بونابرت» في العام 1985، ولعبه الفنان صلاح ذوالفقار، وكان محرضا على ثورة القاهرة ضد الفرنسيين، كما يوجد عازف عود كفيف خفيف الظل في فيلم «بين القصرين» للمخرج حسن الإمام.

ولكن شخصية الكفيف وجدت مساحة واضحة وتأثيرا كبيرا في أعمال أخرى مثل «قاهر الظلام» بطولة محمود ياسين، وإخراج عاطف سالم في العام 1979، ومثل حلقات «الأيام» التي قدم فيها أحمد زكي أحد أشهر أدواره وهو تجسيد لشخصية طه حسين، تفوق فيه على أداء محمود ياسين للشخصية نفسها. وفي فيلم «ليه يا بنفسج» الذي أخرجه رضوان الكاشف في العام 1993، جسد حسن حسني بخفة ظل شخصية مطرب فاشل يعشق أغنيات عبدالحليم حافظ، ويفشل أيضا في حياته الزوجية.

ولكن أبرز فيلمين قدما شخصية الكفيف الطريف بأبعادها النفسية والاجتماعية هما: «الكيت كات» للنجم محمود عبدالعزيز، و «أمير الظلام» بطولة عادل إمام... بالتأكيد العمل الأول أكثر عمقا وقيمة وإن كان الثاني لا يخلو من مواقف تجمع بين المرح والشجن، والفيلمان معا رشحا صورة الكفيف اللطيف الذي يجسّد قدرة الإنسان على خلق الحلم في قلب الواقع المرير.

العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً