العدد 2610 - الأربعاء 28 أكتوبر 2009م الموافق 10 ذي القعدة 1430هـ

مؤتمر اتصالات المؤسسات يدعو إلى وجود قنوات اتصال مفتوحة مع الموظفين

الصحف ستبقى رغم توفر خدمات الإنترنت

أوضح المؤتمر السنوي لاتصالات المؤسسات لعام 2009 الذي عقد في فندق الدبلومات بالمنطقة الدبلوماسية أمس الحاجة إلى وجود قنوات اتصال وثيقة بين المؤسسات والموظفين بهدف إيصال الرسالة بشكل صحيح، ورأى أن الصحف ستبقى وسيلة مهمة للتواصل رغم الثورة التي أحدثتها خدمات الإنترنت في العالم.

وأوضح خبراء الاتصالات والعلاقات العامة الذين تحدثوا في المؤتمر أن نمط الاتصالات في كل مؤسسة ينبع من ثقافتها، فالمؤسسة البيروقراطية تصر على اتصالات هيكلية وضمن بروتوكالات محددة ولاتأبه بالتأخير أو الوقت المطلوب لوصول الرسالة لمن يحتاجها، إنما في المؤسسات ذات الثقافة التطلعية نحو السوق فتهتمد على نظام اتصالات مفتوح وسريع يسمح لجميع من يهمه الأمر بتعاطي مع المعلومات. وشرح أحد المتحدثين كيف أن إحدى شركات السيارات في اليابان طورت جهازا في السيارة لتحديد المكان وتوجيه السائق نحو الجهة التي يود الوصول إليها، وأن خللا ما حدث في الجهاز وعجز المطورون والمهندسون من اكتشاف الخلل، فما كان من الرئيس التنفيذي إلا وأن بعث برسالة إلى جميع الموظفين شارحا المشكلة وعارضا جائزة لمن يتمكن من حلها، واستطاع أحد صغار الموظفين من حل المشكلة الذي أوضح أن الخلل الذي حدث في التصميم سببه مرور قطار بالقرب من المصنع كل ربع ساعة، وهذه القطار يحدث ارتجاجا يعكر الدقة التي تتطلبها بيئة التصميم والإنتاج الأولية. من خلال هذا الانموذج، أوضح المتحدثون ضرورة اعتماء مسئولي العلاقات العامة على أساليب متطورة للتعرف على رأي زبائنهم عن الخدمات والمنتجات التي تقدمها مؤسستهم، وأن يتمكنوا من مصارحة المسئولين بهدف اعتماد استراتيجية اتصالات ملائمة.

وأضح المتحدثون أن مسئولي العلاقات العامة يتطلب أن يكونوا على علم دقيق بالرأي العام على الصعيدين، الداخلي في المؤسسة بالنسبة للموظفين، وأصحاب المصلحة وحاملي الأسهم، وكذلك الرأي العام الخارجي بالنسبة للزبائن والشركاء والقنوات الإعلامية والحكومة، والهيئات الصناعية والمعاهد والمؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، و أن مجموع هذه الأنشطة تدخل ضمن استراتيجية الإدارة العليا بشأن جميع الاتصالات الداخلية والخارجية، وهو ما يتطلب إيجاد محطات انطلاق ملائمة مع أصحاب المصلحة لنشر المعلومات عن طريق مجموعة متنوعة من الاختصاصيين والعموميين في المؤسسة ومن ثم تعزيز القدرة التنافسية.

وخصص المؤتمر جلسة مناقشات حضرها رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري وخبراء عالميون متخصصون في تلبية احتياجات المعلنين وأصحاب العلامات التجارية المتخصصة، والاتصالات والتسويق في المنطقة، وقد رأى الخبراء أن عملية الترويج لهوية المؤسسات أصبحت مهمة صعبة بالنسبة إلى العلاقات العامة في كل مؤسسة، وتحتاج إلى أدوات وتقنيات وطرق لإيصال الهوية بشكل صحيح سواء داخل المؤسسة نفسها أو خارجها، «وهذا يؤثر على أداء المؤسسة وصورتها وموقعها».

كما تحدثوا بشأن استراتيجية وضع أهداف المؤسسة الإعلامية، فأكدوا أن ذلك هي «من صلب ومهمة الإدارات العليا في المؤسسة، ويجب أن تكون هناك قنوات مفتوحة مع الموظفين على جميع المستويات».

ورأوا أن الأساليب التي يمكن اتباعها في إيصال المعلومات من المؤسسة إلى العالم الخارجي، «وأن الوسائل التكنولوجية الحديثة وشبكة الإنترنت هي تقنيات اتصال مثل facebook، و you-tube ، وأن مثل هذه المواقع تمثل منصات يمكن استغلالها من قبل المؤسسات لمخاطبة الرأي العام وإيصال الأفكار المرغوب فيها، وإيصال الترويج إلى شريحة أكبر من الناس».

الرئيس التنفيذي لشركة Gulf broadcast محمود اليوسف أبلغ «الوسط» ردا على سؤال بشأن الصحف أنه من المستحيل اختفاء الصحف رغم وجود القنوات الأخرى مثل الإنترنت والتلفزيون والراديو «التي أصبحت في الواقع تساند وتقوي المواد التي تنقلها الصحف».

وبين أنه عندما ظهر الراديو كانت التوقعات تشير إلى التقليل من أهمية الصحف، وعندما ظهر التلفزيون حدث نفس الشيء، والأمر كذلك ينطبق على ظهور الإنترنت. لكن كل هذه أصبحت قوة لها، وأن الصحف لن تختفي. الصحف تختفي فقط بسبب سوء الإدارة أو عدم وجود السيولة الكافية». وأضاف «الصحيفة هي رسالة قوية وستكون موجودة لأنها هي الأصل».

وفي هذا الصدد، أشار رئيس تحرير «الوسط» إلى أن الصحيفة اليومية قامت قبل نحو عامين بإدخال الصحيفة الرقمية إلى جانب الصحيفة الورقية، في زواج يعد الأول من نوعه في المنطقة.

كما ذكر أن الدول العربية لا تزال متأخرة عن نظيراتها الدول الأوروبية في الصحف الرقمية، خصوصا وأن دول المنطقة لا تزال ينقصها البنية التحتية، إضافة إلى سياسة إغلاق المواقع الإلكترونية التي تتبعها بعض الجهات الرسمية.

وشاركت رئيسة معهد تشارترد للتسويق في المملكة المتحدة اليزابيث لويس جونز كمتحدث رئيسي في المؤتمر السنوي الذي تنظمه شركة روشكوم وأقيم في فندق الدبلومات. وقد ذكرت جونز أن منطقة الخليج مرت بفترة نضوج ملحوظة خلال السنوات العشر الماضية نظرا لتزايد أهمية مفاهيم الشفافية والمسئولية تجاه المجتمع.

وجونز واحدة من أبرز الشخصيات على الصعيد العالمي في مجال العلاقات العامة، ويكمن مجال تخصصها في الحد من أضرار الشركات، حيث تعاملت مع الكثير من الحوادث بدءا من حوادث تحطم الطائرات ومرض جنون البقر والحمى القلاعية والقضايا المعروضة على المحاكم والأخطاء الطبية.

أما رئيس شركة ريجستر لاركن في الشرق الأوسط روب شيروين فقد ذكر «يعتبر مجال إدارة السمعة مجالا ناشئا وهاما في آن واحد هنا في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، سواء بالنسبة للشركات الدولية في الاستثمار في المنطقة أو للشركات والهيئات الحكومية في المنطقة التي تقوم بالاستثمار في الخارج. حيث يتعين على الشركات أن تكون محيطة بما يجري وعلى أهبة الاستعداد للتعامل مع المخاطر التي قد تتعرض لها سمعتها من حوادث أو فشل إدارة الشركات أو أية عوامل أخرى تحدث فجوة بين التوقعات والأداء.

العدد 2610 - الأربعاء 28 أكتوبر 2009م الموافق 10 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً