العدد 2617 - الأربعاء 04 نوفمبر 2009م الموافق 17 ذي القعدة 1430هـ

«الطفل الذهبي»: أفكر في لقاء البحرين ومدربنا يحفزنا «بشريط 82»

حكاية مثيرة غريبة لمهاجم نيوزيلندا الذي لعب لمنتخبين مختلفين

هل تؤمنون بالفرص الثانية؟ مهاجم منتخب نيوزيلندا لكرة القدم الشاب مايكل ماجلينشي يؤمن بذلك ولسببٍ وجيه إذ كان في يوم من الأيام «الطفل الذهبي» الذي رفض نادي مانشستر يونايتد وأصبح أصغر مبتدئ مع سلتيك الاسكتلندي بعمر 15 سنة ولكنه وجد نفسه كقطعة كروية مهملة مطلع هذا العام. ويقاتل ابن الـ 22 سنة حاليا مع نادي سنترال كوست مارينرز في أستراليا وهو على بعد 90 دقيقة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 مع منتخب نيوزيلندا من خلال لقاء الإياب الحاسم من الملحق النهائي أمام منتخب البحرين في مدينة ولنغتون النيوزيلندية 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

إنها الفرصة الثانية لماجلينشي، لأنه لعب سابقا في نهائيات كأس العالم مع بلد آخر. وعلى رغم ولادته في ولنغتون، إذ لعب والده الاسكتلندي لنادٍ محلي في ذاك الوقت إلا أن لاعب الوسط غادر إلى جلاسكو مع أهله عندما كان بعمر تسعة أشهر. وبشكل لافت، سيعود للمرة الثانية إلى الدولة التي وُلد فيها عندما يخوض إياب الملحق الآسيوي - الأوقيانوسي المؤهل إلى كأس العالم 2010 في حين كانت المرة الأولى منذ شهر لدى سفر مارينرز لمواجهة ولنغتون فينيكس.

وبالنظر إلى مسافة 12 ألف ميل تفصل بين ماجلينشي ونيوزيلندا وواقع نشوئه في جلاسكو، لم يكن مفاجئا أن يختار اليافع الموهوب منتخب اسكتلندا في البداية. وعلى رغم امتداح الصحافة له، وبلوغه نهائي كأس أوروبا للشباب تحت 19 سنة مع اسكتلندا، لم يكن مفضلا بعد انتقاده التكتيك الدفاعي للمدرب أرشي جيميل خلال كأس العالم تحت 20 سنة. وعندما تخلّى سلتيك عن ماجلينشي مطلع هذا العام، ظهر أن قصة النجاح الكلاسيكية لن تدوم مع هذا اللاعب. ولكن لحسن حظه، رأى ريكي هيربرت مدرب منتخب نيوزيلندا المعجب به منذ وقت بعيد، الأمور بشكل مختلف.

وفي حال تأهل ماجلينشي مع المنتخب النيوزيلندي إلى كأس العالم فسيكرر ما فعله كوامي أجبوه الذي لعب لفرنسا في كأس العالم للشباب 1997 قبل أن يشارك مع توجو في كأس العالم ألمانيا 2006.

وقال ماجلينشي لموقع FIFA.com «غريب كيف سارت الأمور. كنت أنزل من الطائرة كي أقوم بتجربة مع مارينرز منذ ثلاثة أشهر عندما اتصل بي ريكي ليرى ما إذا كنت مهتما باللعب مع نيوزيلندا. في تلك المرحلة لم أكن ألعب حتى مع أي فريق، ولم أكن أعلم ما إذا ستنجح التجربة، لذا كان من الرائع رؤية أحدهم يثق بك لهذه الدرجة. أنا ممتن للغاية لمتابعته لي».

وتابع اللاعب «حاول ريكي ضمي إلى منتخب نيوزيلندا الأوّل حتى قبل ذهابي إلى كأس العالم للشباب ولكن في ذاك الوقت كنت مركزا للذهاب إلى كندا واللعب لاسكتلندا. ولكن أنا سعيدٌ لسير الأمور بهذه الطريقة، وأشعرني الشباب سريعا بأنني جزء منهم. بالطبع سخروا مني بسبب لهجتي الاسكتلندية ولكن الأمر كان مضحكا وأنا سعيد للدخول في الأجواء معهم».

وشكل ماجلينشي المتفوّق في الدوري الأسترالي إضافة لفريقه الذي خاض معه مباراته الثانية أمام البحرين في ذهاب الملحق الآسيوي - الأوقيانوسي، وقدم أداء جيدا جعله مرشحا ليكون أساسيا في مباراة الإياب في 14 نوفمبر، واعتبر لاعب الوسط اللقاء المقبل «أهم مباراة في مسيرتي،»، وأفصح أنه لا يزال يحتاج إلى الوقت للتعوّد على مفهوم «العودة إلى الوطن.

وقال ماجلينشي: «من المضحك أن تقام المباراة في ولنغتون، لأنه وبصراحة لم أعتد بعد على أنها المدينة التي وُلدت فيها. تركت المدينة عندما كنت طفلا، وعشت في جلاسكو كل حياتي، ولم أعد إلى نيوزيلندا حتى الشهر الماضي. لكن وبصراحة ولا أقول هذا للمظاهر، شعرت بأنني في منزلي هنا. في أستراليا، وعلى رغم أنني أحبها، أشعر بأنني أعيش في الغربة. وعموما، ولأن الناس في نيوزيلندا والطقس والطبيعة تتشابه مع اسكتلندا، كانت ولنغتون مختلفة. لقد شعرت وكأنني في بيتي».

ولن يكون لماجلينشي الوقت أو الميل لتقدير قيمة العاطفة كي يعود إلى مسقط رأسه. ومع فارق 90 دقيقة بين نيوزيلندا وأول بطولة لكأس العالم بعد ظهورها الأول العام 1982، ينصبّ تركيزه على دخول التاريخ وردّ الجميل لهيربرت الذي قدمه للمرة الثانية إلى الساحة الدولية.

وقال: «لا أستطيع إبعاد الفكرة عن رأسي. أفكر كلّ لحظة بالمباراة الحاسمة. إنها أهم مباراة في مسيرتي، لاشك بذلك، وأعتقد أن الشباب يشعرون بذلك أيضا. الأمر الجيد أن الحماسة مسيطرة وليس العصبية ونحن واثقون من أنفسنا».

وتابع ماجلينشي «آخر مرة شاركت نيوزيلندا في كأس العالم كانت منذ 27 سنة، لذلك نعلم أهمية هذا الأمر للبلاد. قبل مباراة البحرين أرانا ريكي بعض الأشرطة عن تأهل المنتخب إلى كأس العالم 1982 والإثارة التي تلت ذلك. هذا يدفعك أن تكون عنصرا في هذا الحدث. أتمنى أن نرتقي إلى المستوى لأنه من غير الطبيعي أن نكون قريبين إلى هذا الحد من كأس العالم». وبالنسبة إلى ماجلينشي، العائد من بين الأنقاض كرويا، «غير معقول» هي عبارة تلخّص ما حدث معه في الأشهر الأخيرة. الآن، ومثل القصص الخرافية، كلّ ما يريده هو نهاية سعيدة.

العدد 2617 - الأربعاء 04 نوفمبر 2009م الموافق 17 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً