أدى انفجار سببته عجلة حافلة -بحسب السلطات السورية- إلى مقتل ثلاثة أشخاص في السيدة زينب في دمشق. ونفى وزير الداخلية وقوع أي عمل إرهابي.

ووقع الانفجار في حافلة إيرانية كانت موجودة في محطة للوقود قرب مشفى الإمام الخميني الخاص على أطراف المدينة وعلى بعد نحو كيلومتر واحد من مقام السيدة زينب الذي يؤمه آلاف الزوار يوميا. وصرح وزير الداخلية السوري سعيد سمور الذي زار موقع الانفجار للإشراف على مسار التحقيق بأن «نتيجة التحريات لم تبين وجود أي عمل ذي طابع إرهابي». من جانب آخر، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن أن الرئيس بشار الأسد اقترح خلال مباحثاته الأخيرة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن يتم تبادل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بصورة تدريجية.

وزير الخارجية السوري: الأسد اقترح على ساركوزي تبادلا تدريجيا لليورانيوم الإيراني

قتلى وجرحى في انفجار حافلة في «السيدة زينب» ودمشق تنفي «الشبهة الإرهابية»

دمشق - د ب أ، أ ف ب

أعلن وزير الداخلية السوري اللواء محمد سعيد سمور ان انفجار الحافلة الذي وقع في وقت سابق أمس (الخميس) بمنطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق ليس «عملا إرهابيا».

وقال سمور إن الانفجار ناتج عن انفجار إحدى عجلات الحافلة، مشيرا إلى أنه أدى إلى مقتل 3 أشخاص.

وقال سمور في موقع الانفجار «ليس العمل تخريبيا على الإطلاق».وأضاف انه «نتيجة تحريات وبحث جنائي، لم نجد أي متفجرات أو مؤشر لعمل إرهابي».

وقال إن «الموضوع يتعلق بإصلاح عجلة إحدى الباصات الفارغة فحصل ضغط زائد نتيجة إصلاح الإطار مما أدى إلى الانفجار».

وتابع إن «الباص الايراني دخل إلى ورشة تصليح لنفخ الإطار فانفجر إطاره ما أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص»، موضحا ان الضحايا هم «عاملان كانا يقومان بإصلاح العجلة والسائق الواقف بجانبهما وقد توفوا نتيجة الضغط».

وأكد محمد عيسى مدير مستشفى الخميني في السيدة زينب لوكالة فرانس برس إن «التفجير أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص نقلت أشلاؤهم إلى المستشفى حيث عاينهم الطبيب الشرعي».

وتابع انه «تم التعرف على احد الضحايا وهو طفل يبلغ من العمر 12 سنة ويعمل في محطة الوقود الواقعة قرب الانفجار» الذي وقع قرب المستشفى وأدى إلى تحطيم عدد من نوافذه.

وقد نقلت أشلاء الضحايا إلى مستشفى دوما الحكومي شرق دمشق.

وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس إن الانفجار سبب أضرارا في الجزء الخلفي من الحافلة، لكنه لم يؤد إلى احتراقها، وتحدثت عن آثار دماء حول الباص. ويزور آلاف الأشخاص يوميا هذا المقام المقدس .

ووصل وزير الداخلية السوري وعدد من ضباط الشرطة إلى موقع الانفجار، حيث بدأ متابعة العمل ميدانيا، وأعطى تعليماته لعناصر وزارة الداخلية بالبحث والتحري والتشدد في اقتفاء تفاصيل الانفجار.

وسمحت السلطات السورية بالدخول إلى موقع الانفجار وبدأت تنظيف مكان الانفجار ورفع الأنقاض وسحب الحافلة التي انفجرت.

وكانت مصادر متطابقة أمنية وطبية، أكدت مقتل ثلاثة سوريين وإيراني، يرجح انه كان داخل الحافلة التي انفجرت في وقت سابق أمس في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق.

كما وصل وفد كبير من السفارة الإيرانية في سورية إلى موقع الانفجار لمتابعة الوضع عن قرب.

ويأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه قناة «برس تي في» الإيرانية التي تقدم برامجها بالانجليزية أن عدد القتلى ربما يصل إلى 12 قتيلا، إضافة إلى عدد من الجرحى، مشيرة إلى أن 12 من الضحايا كانوا من ركاب الحافلة إضافة إلى عدد من العاملين في محطة الوقود التي كانت الحافلة متوقفة فيها.

ويزور دمشق حاليا أمين عام مجلس الأمن القومي الايراني، سعيد جليلي، كبير مفاوضي الملف النووي الايراني، للقاء كبار المسئولين السوريين لوضعهم في الصورة بشأن آخر تطورات الملف الايراني مع المجتمع الدولي.وقالت مصادر إيرانية إن سعيد جليلي سيزور موقع الانفجار قبل مغادرته العاصمة دمشق.

من جانبها، قالت ممرضة تعمل في مستشفى الإمام الخميني الذي وقع الانفجار أمامه ونقل القتلى والجرحى إليه مباشرة إن جزءا من جدار مبنى المستشفى «تضعضع وتصدع الزجاج وانهار بعضه»، حسبما وصفت ذلك لوكالة الأنباء الألمانية.

من جانبه، أكد شاهد عيان انه سمع دوي انفجار واستفاق عليه صباح أمس وهو الأمر الذي أيقظه مذعورا وأن الناس كلهم هرعوا إلى موقع الانفجار.

وكان شهود عيان أفادوا في وقت سابق أن انفجارا وقع في مؤخرة الحافلة الإيرانية صباح أمس عندما كانت متوقفة بإحدى محطات الوقود في منطقة السيدة زينب، بالعاصمة السورية دمشق.وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن عددا من الأشخاص لقوا حتفهم في الانفجار، بينهم عمال من محطة الوقود.

من جانب آخر، استعرض الرئيس السوري بشار الأسد صباح أمس (الخميس) مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي «علاقات التعاون المميزة التي تربط سورية وإيران في جميع المجالات، والحرص المستمر من قبل قيادتي البلدين على تعزيزها وفتح آفاق جديدة تخدم مصالح الشعبين الصديقين».

وقال بيان رئاسي سوري انه «جرى بحث الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات الملف النووي الإيراني».

ونقل البيان عن الأسد تأكيده «على حق إيران، كما هو حق الدول الأخرى الموقعة على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، في التخصيب السلمي».

وأضاف البيان السوري «تم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين سورية وإيران، بما يخدم امن واستقرار المنطقة وشعوبها». وبدوره كشف وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس عن أن الرئيس بشار الأسد اقترح خلال مباحثاته الأخيرة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن يتم تبادل اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب واليورانيوم عالي التخصيب بصورة تدريجية.

وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، سعيد جليلي، الذي أجرى مباحثات مع الأسد ونائبه فاروق الشرع والمعلم نفسه، :»كان الموضوع النووي الايراني على بساط البحث بين الرئيس الأسد والرئيس الفرنسي .. أكد (الأسد) أن سورية لا تقوم بوساطة في هذا الملف لكنها تدعم ما تنص عليه اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وحق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية كما هو حق جميع الدول الأعضاء في المعاهدة».

وأضاف :»اقترح الرئيس الأسد أن يتم تركيز الجهد على حل سياسي من خلال الحوار لحل هذا الموضوع»، معتبرا انه «عندما تظهر إيران رغبتها في الحصول على يورانيوم مخصب بدرجة 20 في المئة فهذا مؤشر على نواياها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية». ووصف جليلي لقاءه بالأسد بأنه جيد جدا، معتبرا أن العلاقات الإستراتيجية العميقة وما يحدث على الساحة الدولية يستدعي القيام بهذه المشاورات واللقاءات «خاصة أن صحة النظرة المشتركة للبلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية تثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى».