العدد 2646 - الخميس 03 ديسمبر 2009م الموافق 16 ذي الحجة 1430هـ

الخبير شلنهوبر: آمل أن نكون مخطئين بشأن التغير المناخي

إلى أي مدى سيعاني العالم من دون التوصل إلى معاهدة للمناخ؟

بوتسدام، برلين - رويترز، د ب أ 

03 ديسمبر 2009

قال رئيس معهد بوتسدام لأبحاث الآثار المناخية بألمانيا هانز يواكيم شلنهوبر لرويترز إنه يأمل أن يكون هو وزملاؤه العلماء على مستوى العالم مخطئين بشأن الاحتباس الحراري. وتابع قائلا إنه لا يسعده أن يكون منذرا بالويلات ويأمل أن يكون هو وزملاؤه قد أغفلوا مؤثرات يمكن أن تكبح التغير المناخي.

وقال شلنهوبر في مقابلة بمكتبه في المعهد سيسعدني إذا تبين أننا لم نفهم النظام بشكل جيد كما كنا نعتقد وأننا قد نحصل على (فترة التقاط أنفاس) تتراوح بين 20 و30 عاما حين يتباطأ الاحتباس الحراري أو حتى يتوقف.

لكن شلنهوبر الذي يقدم المشورة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل والاتحاد الأوروبي بشأن التغير المناخي قال إن من الممكن أن يكون العلماء مخطئين في الاتجاه العكسي ويسيئون تقدير ديناميات التغير المناخي.

ويقول معظم العلماء إن الغازات التي تحتجز الحرارة وتنبعث من حرق الوقود الأحفوري تتسبب في رفع درجات الحرارة العالمية. وتقول أقلية إن الارتفاع نتيجة لتأرجح طبيعي في درجات الحرارة.

وينضم شلنهوبر إلى قادة العالم الأسبوع المقبل في كوبنهاجن حين يحاولون التوصل إلى اتفاقية جديدة للأمم المتحدة تعالج قضية الاحتباس الحراري. وقال شلنهوبر (59 عاما) كأننا على سفينة تيتانيك... لكن هذه المرة لدينا رؤية واضحة للأفق. نحن لا ننظر بنظارة معظمة في الظلام بل بنظام للرادار. نظام رادار علمي. المشكلة هي أن هناك 192 ربانا على متن السفينة في إشارة إلى عدد الدول المشاركة في محادثات مكافحة التغير المناخي وقال هذا وضع سيء. لكنني آمل في لحظة سحرية بكوبنهاجن.

وكان شلنهوبر قدم تشخيص كوبنهاجن الشهر الماضي قال فيه 25 خبيرا إن الاحتباس الحراري يحدث بمعدل أسرع من المتوقع وإن من الممكن أن ترتفع مستويات البحار بما يصل إلى مترين بحلول 2100. وحثوا على اتخاذ إجراءات للحد من زيادة انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية بحلول عام 2015 تجنبا لأسوأ أثر للتغير المناخي.

كما يؤكد بيل هار مدير التحليلات المناخية (وهي مجموعة غير ربحية لتقييم البيانات العلمية عن التغير المناخي) إن ارتفاع متوسط التغير المناخي أكثر من درجتين مئويتين فوق المستويات الصناعية سيكون له آثار كارثية.

ويقول «إذا لم نخفض الانبعاثات وحتى إذا لم نحقق سوى ما هو مطروح حاليا فإننا سنشهد ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل من 3 إلى 4 درجات في عام 2100 «. وأضاف «ومع هذه الظروف سوف تأتي الأضرار العظمى للنظامين الطبيعي والبشري الأساسيين».

وأفريقيا جنوب الصحراء هي أول ما سيتأثر حيث يقول هار إن بعض البوادر المقلقة ظهرت بالفعل في شكل قحط وعدم توفر الإمدادات الغذائية مما يزيد من احتمالات نشوب الصراعات.

وبعد ذلك سيأتي ارتفاع مستوى منسوب البحار والتي قد تصل إلى متر مما يهدد الدول المنخفضة مثل بنغلاديش ومجموعة دول الجزر. وسوف تعني التغييرات أيضا زيادة حموضة مياه البحر مما يعني ضررا واسع النطاق بالصخور المرجانية حول العالم.

وقد يكون من السهل الاعتقاد من منزل تتوفر فيه وسائل راحة نسبية في العالم المتقدم أن المرء سوف يكون على الأقل في مأمن من التغيرات الكبرى في الدول الأكثر تقدما والأكثر اعتدالا في المناخ، وهى الآمال التي يبددها هار حيث أن هذه السيناريوهات المتوقعة هي مآسٍ حقيقية.

ويقول «إذا كنت في منطقة مرتفعة فإن التأثيرات يحتمل أن تكون على نحو أو آخر أقل حدة مما هو حاليا في المناطق الجافة بالأجزاء المنخفضة من العالم. ولكن الناس في المناطق الأكثر ارتفاعا لن يكونوا في مأمن من المشاكل».

وقد تتضمن هذه المشاكل ارتفاع درجات الحرارة ومزيد من الموجات الحرارية العالية. كما أن القحط سوف يؤثر أيضا في المناطق الصناعية مما يفرض تغيرات في الزراعة ويمارس ضغوطا على مناطق الغابات. كما يحتمل زيادة غزو الحشرات.

ويقول «قد لا تموت جوعا» ولكنك «قد تواجه مزيدا من المشاكل المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة».

وتشير انتيا فون بروك رئيسة السياسة البيئية الدولية في جماعة أصدقاء الأرض بألمانيا إلى أنه «سيجب علينا التعامل مع لاجئي المناخ».

وتتفق سوزانا درويجي رئيسة قسم الموضوعات العالمية في المعهد الألماني للشئون الدولية والأمنية على أهمية ذلك، مشيرة إلى أن دولا مثل ألمانيا تعثرت بالفعل عندما كان عليها استيعاب 20 ألف مهاجر فقط من المناطق التي تعاني من مشاكل سياسية.

العدد 2646 - الخميس 03 ديسمبر 2009م الموافق 16 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً