العدد 2648 - السبت 05 ديسمبر 2009م الموافق 18 ذي الحجة 1430هـ

مدينة عريقة...تتحدى الطائفية

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

أكثر من حادثة «طائفية» شهدتها مدينة المحرق، على مدى سنوات خلت، لكنها لم تتمكن من شق صفوف أهاليها، ولم تترك من الآثار السلبية، إلا ما علق في رؤوس مثيريها فقط!

ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن الممارسات الطائفية التي تهدف إلى اشعال نار فتنة وصراع بين أهالي المحرق ستنتهي بعد حين، إلا أنه يمكن الجزم بأنها ستفشل، فإذا كان هناك من ينوي الاستمرار في فعله الطائفي، فليختصر على نفسه العناء والشقاء والمرض النفسي، ولا بأس من أن يخزي الشيطان، ويعود الى صوابه، ذلك أن ما سيقوم به من عمل، سيكون مآله الفشل وبئس المصير.

وإذا كان الاحتفال بزواج 100 عريس من الطائفتين الكريمتين يوم الجمعة الماضي، يقدم نموذجا لمدينة عريقة تتحدى الطائفية، فإن ثمة أمر لا بد من الإشارة إليه باعتباره السبب الأقوى في تحصين المدينة من أوجاع الممارسات الطائفية، وهو أن أهالي المحرق، وخصوصا علماء الدين والشخصيات والمثقفين من الطائفتين الكريمتين، يدركون أنه من الواجب التصدي لأي بوادر فتنة كائن من يكون صاحب اليد المحرك لها.

لقد كان لرجال المحرق المخلصين، مواقف وطنية ثابتة في قراءة كل تحرك أو ممارسة تستهدف إثارة الفتنة في مدينة تعتبر النموذج الأول للتعايش بين الطائفتين في البلاد، ولا تزال اللقاءات مستمرة بين شخصيات ووجهاء وعلماء الدين في المحرق متواصلة، بل ويمكن القول، إن غالبية مجالس المحرق الشهيرة لأكبر وأعرق عوائلها، هي اليوم بمثابة حائط الصد لأي ممارسة أو فعل شرير ينوي بالمحرق وأهلها شرا، وقد سنحت لي الفرصة لحضور الكثير من اللقاءات في تلك المجالس، في ظروف عاصفة مرت بها المدينة كحادثة عراك الحالة، ومقتل المرحوم مهدي رمضان، وحادثة الكازينو، واثبت أهل المحرق أنهم لن يقبلوا بأي ممارسة خبيثة تقسمهم الى فرق ومذاهب وأحزاب، إيمانا بضرورة القيام بالمسئولية الوطنية والدينية للتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بالتلاحم الاجتماعي والنسيج الذي يربطهم مع بعضهم البعض.

لقد عاشت المحرق ليلة من ليالي الفرح والسرور بحضور أهلها من الطائفتين، ولم تسمع في تلك الليلة، إلا أصوات الخير والمحبة، أما أصوات النشاز فكانت غائبة، وستغيب على الدوام، لكن لابد من التأكيد على أهمية أن (التربص المريض)لاستغلال بعض الحوادث وتأجيج المواقف بناء عليها، يتطلب قطع الأيدي التي لا تزال تنوي شرا، فاستهداف المحرق هو استهداف لنموذج وطني فذ، ولا تكفي حسن النوايا فقط للركون الى العافية.

ألف مبروك للعرسان وذويهم، وألف مبروك لأهالي المحرق جميعا على هذا العطاء البحريني الأصيل الذي تستمد منه البحرين كلها، عطاءها وكرمها

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2648 - السبت 05 ديسمبر 2009م الموافق 18 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:18 ص

      ...

      والله ياما عشنا وتربينا ويا إخوانا السنه وماكان في فرق بينا وبينهم بالعكس كلينا وياهم ولعبنا وعشنا أحلى أيام عمرنا وياهم .... لكن من دخلوا الأخوه إللي ما ينطرون علينا عفسوا الديره فوق تحت ما أقول إلا الله يجازي إللي كان السبب في هالعفسه

    • زائر 4 | 6:05 ص

      غريب

      المحرق تاره تكون منبع الفتن و تاره تكون منبع الوئام والحلول المحرق عز للبحرين و الثبات علي المبادء الخيره افضل

    • زائر 3 | 5:56 ص

      شكرا للأخ سعيد

      ولكي نحافظ على هذا الأرث الحضاري نتمنى أن تنصح الأخباث ومثيروا الفتن الذين يغررون بالصبية في الدير ليليا باثارة الشغب وحرق الأطارات في الشارع العام الذي يستغله أهل المحرق ويربط القرى الثلاث بالمدينة الأم وباقي القرى وهكذا تنطفأ نار الفتنة. الرجاء نشر هذا الرد.

    • زائر 2 | 2:54 ص

      ليش؟

      أكيد وجود أبناء البحرين من الشيعة في حفل العرس مع أخوانهم السنة ، راح يصيب البعض بالاسهال وعوار البطن ، خصوصا أولئك المعتاشين على التأزيم الطائفي لأنه يخرب خططهم الشيطانية التي طالما زرعوا من خلالها الشك والتطرف والتكفير ، مثل الادعاء الساذج أن الشيعة لديهم فتاوي وخطط لزيادة النسل وغيرها من الفبركات الغبية والساذجة.

    • زائر 1 | 1:15 ص

      بنت الجيب

      الاخ سعيد نبارك لاهل المحرق ليس بزفاف ابنائهم من الطائفتين وحسب بل ايضا بترابطهم كاخوه ومسلمين وابناء وطن واحد واتمنى ان تكون المحرق مثل يحتذى به في جميع مناطق المملكه وان يتكاتف ابناء هذا الوطن ضد العنصريه و المستفيدين منها وان يكون شعارنا دائما لا س لاش بس بحريني ولك جزيل الشكر

    • النعيمي2 | 11:55 م

      Latest

      فعلا اخي سعيد انا اتعجب من هذه المدينة العريقة التي تتحدى كل حروب الطائفية حتى في اللهجة يتكلمون لهجة موحدة لا تكاد تفرق او تميز من هو الشين ومنهو السين ففخرا لكي يا محرق ان تكون نموذجا لشعار لا لطائفية !!

اقرأ ايضاً