العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ

العمل في تجارة الجنس دون وقاية في لبنان

لا تستخدم معظم العاملات في مجال الجنس الواقيات الذكرية قبل أربع سنوات، عندما كانت رنا في السادسة عشرة من عمرها، أجبرها زوجها على العمل في تجارة الجنس. وعلى رغم معرفتها بمخاطر الأمراض المنقولة جنسيا، إلا أنها غالبا ما لا تستخدم الواقيات الذكرية، مثلها في ذلك مثل العديد من العاملات المحليات في هذه التجارة، واللواتي يقدر عددهن بما لا يقل عن ستة آلاف عاملة.

وتعلق رنا على ذلك بقولها: «أترك الاختيار للزبون. فأنا أريد استخدام الواقي الذكري، ولكن معظم زبائني لا يرغبون في ذلك». وعند سؤالها عن سبب تجاهلها لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو غيره من الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا، أجابت ببساطة: «أنا لا أريد أن أخسر زبائني».

وفي هذا السياق، حذر رئيس جمعية الرعاية الصحية في لبنان SIDC إيلي الأعرج، من أن عدم استخدام الواقي الذكري بين العاملات في تجارة الجنس المحليات يمكن أن يصبح في القريب العاجل مشكلة صحة عامة.

وأوضح أنه «حتى الآن لم يتم تسجيل حالات إصابة بفيروس نقص المناعة البشري بين العاملات في تجارة الجنس في البلاد اللواتي شملهن الاستطلاع. ولكن بمجرد أن يصل الفيروس إلى هذه المجموعة فإنه سينتشر بسرعة كبيرة».

الإجراءات الوقائية

وفي مسح أجرته الجمعية على مدى أكثر من خمسة أشهر خلال عام 2008، قابل موظفوها 502 عاملة في تجارة الجنس في لبنان وتوصلوا إلى أن ثلثهن مصابات بأحد الأمراض المنقولة جنسيا.

ووفقا للبرنامج الوطني لمكافحة الأيدز، هناك حوالي 1234 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشري بين عموم المواطنين، في حين يقدر البرنامج أن يكون هناك ما بين 2500 و3000 مصاب بالفيروس يجهلون حقيقة إصابتهم.

وحسب، منسقة مشاريع ببرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالأيدز والعدوى بفيروسه لارا دبغي، فإن «هذا الرقم يدل على الانتشار المنخفض في البلاد، فهو لا يتجاوز واحدا في المئة... ونحن نأمل ألاَّ تزيد النسبة عن ذلك».

ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالأيدز والعدوى بفيروسه، لم تخضع سوى حوالي 200 من العاملات في تجارة الجنس في لبنان لاختبار الكشف عن الإصابة بالفيروس. ولم تكشف الفحوصات عن إصابة أي منهن.

وقد عزا العاملون في مجال الصحة ذلك إلى انخفاض معدل انتشار الفيروس في لبنان. ولكنهم أقروا بأن هذا الوضع قابل للتغير بشكل سريع للغاية، إذا أفادت دبغي أن «بعض الناس لا يعلمون بأمر إصابتهم، إذ إن عشرة بالمائة فقط من المصابين هم الذين يعلمون بحقيقة حملهم للفيروس على الصعيد العالمي».

وقد تم تشكيل فريق عمل يضم وزارات مختلفة ومنظمات غير حكومية ومنظمات الأمم المتحدة والبرنامج الوطني لمكافحة الأيدز بغرض تصميم حملة توعية وطنية، في محاولة للحفاظ على انخفاض نسبة الانتشار.

استخدام الواقي الذكري

ويتمثل أحد أهداف هذه الحملة في زيادة استخدام الواقي الذكري، إذ قالت دبغي «لقد وجدنا أن ما بين 28 و30 في المئة فقط من العاملات في تجارة الجنس هن اللواتي يستعملن الواقيات الذكرية. وتكمن المشكلة في كون الزبون هنا يعتبر هو الملك وهو من يقرر ما يريد ويحصل عليه».

من جهتها، أفادت الأخصائية الاجتماعية في دار الأمل هبة أبو شقرا، وهي عبارة عن مركز محلي يقدم المشورة للعاملات في تجارة الجنس أن «العاملة المحلية في تجارة الجنس في لبنان غالبا ما تكون امرأة فقيرة معتدى عليها تفتقر في كثير من الأحيان للتعليم ولا تملك مهارات إقناع جيدة. وتعمل كثير من هؤلاء النساء على الطرق السريعة أو في بيوت الدعارة، إذ يتعرضن لسوء المعاملة في معظم الأحيان».

وقد سجلت دار الأمل حالات لنساء يقايضن الجنس بالغذاء. وحسب أبو شقرا، فإن المرأة في مثل هذه الظروف لا تهتم كثيرا باستخدام الواقي الذكري إذا كان ذلك سيعني فقدانها لزبائنها المحتملين.

وكان تقرير للبرنامج الوطني لمكافحة الأيدز قد توصل في العام 2008 إلى أنه في حين تحاول 23 في المئة من العاملات في تجارة الجنس إقناع العميل بارتداء الواقي الذكري، فإن أكثر من نصفهن تقريبا يقبلن بممارسة الجنس دون واق إذا أصر الزبون على ذلك.

تقنين العمل في تجارة الجنس

وفقا للقانون اللبناني، يعتبر العمل في مجال الجنس قانونيا إذا مورس في بيوت الدعارة، إلا أن الحكومة لم تصدر تراخيص لبيوت الدعارة منذ العام 1975.

وفي هذا السياق، قالت دبغي: «نحن نؤيد تقنين الدعارة. عندما تكون الدعارة قانونية، يمكنك الوصول إلى العاملات في مجال الجنس بشكل أفضل، ووضع برامج وقاية لحمايتهن. ما يحدث الآن أن العاملات في المجال يُمنعن من استخدام الواقي الذكري أو يجدن أنفسهن مضطرات لإخفائه عن الشرطة».

ووفقا لأبو شقرا، تقوم الشرطة في كثير من الأحيان باعتقال النساء لمجرد حيازتهن للواقي الذكري. وقد تتعرض هؤلاء للسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر بتهمة البغاء في حال إدانتهن. هذا يجعل حمل الواقيات الذكرية عملا محفوفا بالمخاطر بالنسبة للعاملات في تجارة الجنس.

يقول المناضلون من أجل إضفاء الشرعية على تجارة الجنس إن العاملات في مجال الجنس سيتمتعن بحماية أفضل بموجب القانون، ويحصلن على اختبارات صحية أفضل واستشارات نفسية، وكذلك فرصة أكبر في التفاوض بنجاح على ممارسة الجنس المأمون.

وحتى يتم ذلك، ستستمر رنا في العيش مع خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري في كل مرة تمارس فيها الجنس بدون وقاية. وتعلق على ذلك بقولها: «أنا أعي خطر فيروس نقص المناعة البشري وأشعر براحة أكبر عندما يطلب العميل استخدام الواقي»

العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:59 ص

      لنكن أكثر واقعية

      إن تجارة الجنس موجودة، و هذا واقع بحال تم تقنينه أم لم يتم. و في الكثير من الأحيان يذهب الرجل إلى تلك النساء و يصاب بمرض ينتقل جنسيا ثم ينقله لزوجته، التي بدورها قد تنقله إلى جنينها. فما ذنب الزوجة و ما ذنب الجنين؟ لذلك على الدولة تقنين الدعارة ليس تعبيرا عن موافقتها لهذا الأمر بل لإقرارها بوجود المشكلة و أهمية وضع الضوابط لها بدلا من تجاهلها و رفع المسؤولية عنها.
      و بالمناسبة أغلبية رواد تلك الأماكن غير مسلمة.

    • زائر 10 | 9:17 ص

      ان لم تستحي فأفعل ما شئت

      لينان اكثر بلد فيها تناقضات ،،
      العائله الوحده فيها الف تناقض
      فما استغرب اذا مارسوا هالشيء بكل حريه وبشكل قانوني !
      الحمدلله ع نعمه الهداية ،، والولاية
      الله يثبتنا واياكم ع الصراط المستقيييييم وع محبة محمد وآل محمد الطاهرين
      ويستر علينا اجمعييييييييييين :)

    • زائر 9 | 8:30 ص

      قانوني!!!

      وفقا للقانون اللبناني، يعتبر العمل في مجال الجنس قانونيا إذا مورس في بيوت الدعارة، إلا أن الحكومة لم تصدر تراخيص لبيوت الدعارة منذ العام 1975.
      قانوني !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 8 | 7:27 ص

      ههههههههههههههههه

      عادي كله واحد في هل زمن مثل ما قال اخوي الغيرة راحت الله هم عجل فرج المهدي بس الصراحة الموضوع يضحك اي زوج غبي ذي هههههههههههههههههههههه

    • زائر 7 | 5:07 ص

      ..

      يا دافع البلا البلد نفسهاتحث ع الزنا وتقولهم نصائح وقائية لصحتهم ،، ايييه مو غريبة احنا في عصر الظهور بس ما اقول عجل في ظهورك يا امامي ،، الفرج الفرج

    • زائر 6 | 3:54 ص

      اي بلد اسلامي تدعون

      معقولة في بلد عربي فيه شريحة مسلمة كبيرة..يتم ممارسة الزنا فيه وبتصريح رسمي..لقد عظم البلاء

    • زائر 5 | 3:46 ص

      استغفر الله

      بكل وقاحة تقول: لا اريد ان اخسر زبائني و الاوقح هو تقنين الدعارة.
      استغفر الله

    • زائر 4 | 3:32 ص

      الغيره راحت

      اختي زائر 1 لاتستغربين اذا الغيرة راحت كل شي يصير

    • زائر 3 | 3:29 ص

      لا حول الله

      بلد أسلامي وفيه تجارة الجنس لا حول الله ويقولونها علنا
      يعنى عينك عينك مومهتمين لذلك
      الله يهديهم

    • زمان العجايب | 3:02 ص

      آللهم لآشمآته

      يآ دآفع آلبلآء آول مرة بعد آشوف دولة تشجع على هلسآلفة .. على حسب علمي لبنآن دولة مسلمة ..! مو لهدرجة آستغفر آلله عيني عينك يحدونهم على محآد بدل مآ يسوون ليم حل عن هلدعآرة لآ ويفتخرون بلآرقآم آلقيآسية بعد.. زمن مسخرة صدق يعني

    • زائر 2 | 1:02 ص

      ؟

      يا دافع البلاء يا الله
      الزوج يساعد زوجته على عمل المنكرات
      اللهم عجل بظهور القائم

    • زائر 1 | 12:50 ص

      اللي يشوف مصايب غيره تهون عليه مصايب ديرته

      عزيزتي الوسط دوري لينا أخبار زينة اشوي ترى كلش لاعت كبدنا وباقي اشوي وأرجع وييييييع ويييييع وبعد ويييييييع ( يعني ويش؟؟ بيقننون الدعارة؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)

اقرأ ايضاً