العدد 2670 - الأحد 27 ديسمبر 2009م الموافق 10 محرم 1431هـ

في نهاية العقد الأول من القرن الـ 21

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بعد أيام ينتهي العام 2009، وهذه المرة فإنها ليست فقط نهاية لسنة واحدة، وإنما نهاية للعقد الأول من القرن الحادي والعشرين... ولكن الزمن يمر بسرعة، وفي زحمة الأحداث المتتالية نسترجع قليلا لنرى أن زمننا قلّت فيه الأفكار الاستراتيجية، ولم يعد لدينا مفكرون من أمثال «مالك بن نبي» الذي ألف كتابا في القرن الماضي تحدث فيه عن «دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين»، وتحدث في كتاباته عن أزمة العالم الإسلامي واعتبرها «أزمة حضارية»، وطالب بتكوين «كومنولث إسلامي».

مالك بن نبي ولد في 1905 وتوفي في 1973، قال إنه بدلا من أن نلعن الاستعمار فإن علينا أن نفحص مدى قابليتنا للاستعمار... ويمكن الاستعاضة حاليا عن كلمة الاستعمار بانتشار الاستبداد والظلم والإرهاب والتطرف والتخلف. ولقد حذر مالك بن نبي بلداننا بأنها إذا لم تمارس دورها الريادي المتوقع منها، فإنها تستبدل بغيرها، لأن من سنن الله استبدال قوم بآخرين عندما يعجز قوم ما عن تحمل الأمانة.

نعم لقد كان واحدا من المفكرين العرب المسلمين القلائل الذين تنبأوا بتغيرات حضارية مقبلة، ولقد شهدنا انتهاء الحرب الباردة في العقد الأخير من القرن العشرين، وفي العقد الأول شهدنا انتشار مفاهيم وممارسات ماسمي بظاهرة «العولمة»، ومع نهاية العقد الأول من هذا القرن شهدنا انهيار نظرية «الحرية المطلقة« للسوق مع انهيار المصارف والشركات العالمية.

الفرق بين وجهات نظر أشخاص مثل مالك بن نبي، ووجهات النظر السائدة حاليا كثيرة... فنحن يقال لنا، مثلا، إننا مختلفون عن غيرنا في كل شيء، وإن آثار الأزمة العالمية بعيدة عن المصارف الإسلامية، وبعيدة عنا من كل جانب، وإننا لا نحتاج إلى نظم تحترم حقوق الإنسان كما يتحدث الغرب أو الشمال أو الجنوب عن ذلك، ولا نحتاج إلى الديمقراطية والتداولية في السلطة والمشاركة في القرار كما هو معمول به في كل البلدان التي تتطور وتسبقنا حضاريا... ولربما أننا لا نعرف لحد الآن ماذا كان يقصد شخص مثل مالك بن نبي عندما تحدث عن «كومنولث»، ولا نعرف عن التحديات الحضارية أي شيء، ربما لأننا غارقون في التاريخ المتوهم والمسموم، بل ويصر البعض منا على العودة إلى عصور القبائل والطوائف، ومن ثم الاقتتال فيما بيننا على نمط حرب البسوس وداحس والغبراء.

في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين أتمنّى لو يُعاد تعريف «الجهاد» بحيث ينتقل الفهم من الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام حاليا، إلى جوانب أخرى كانت مفهومة في صدر الإسلام... فقد ورد في كتب التراث أن النبي (ص) قال لعلي ابن أبي طالب «يا علي: أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2670 - الأحد 27 ديسمبر 2009م الموافق 10 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:35 م

      فلنربي أنفسنا أولا

      مقال رائع. ومن المهم جدا أن نربي أنفسنا وأولادنا على احترام حقوق الآخرين، وأن نكون صادقين في القول والفعل، وأن نتقن عملنا ولا نهم بظلم حتى العصفور. مشكور يا دكتور على اقتباس كلام الرسول والذي أول مرة أقرأه.

اقرأ ايضاً