العدد 2681 - الخميس 07 يناير 2010م الموافق 21 محرم 1431هـ

روسيا تسلب سوق السلاح اليمني من أميركا

المساعدات العسكرية أقل من مشتريات صنعاء من مصادر أخرى

نجحت موسكو في سلب نصيب الأسد من واشنطن في سوق السلاح اليمني، بنسبة 59 في المئة من إجمالي الأسلحة الأساسية مقابل أقل من 1 في المئة للولايات المتحدة، فيما تواصل السعودية تمويل مشتريات اليمن المتعاظمة من الأسلحة.

فقد شرعت القوات المسلحة اليمنية في خطة تحديث طموحة تبلغ تكلفتها نحو 4 مليارات دولار. ومع ذلك تأتي غالبية الأسلحة التي تعتمد عليها حاليا من روسيا، والصين، وأوكرانيا وغيرها من دول أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

ولقد أعلنت الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما - جراء محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية الفاشلة يوم عيد الميلاد - عن تعهدها بمضاعفة مساعداتها العسكرية ومعوناتها لمكافحة الإرهاب في اليمن إلي زهاء 150 مليون دولار، بغية شد ساعد حكومة الرئيس علي عبدالله صالح المحاصرة.

هذه المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة تضاف إلي ما يتلقاه اليمن حاليا من معونات أخري علي ذمة برامج أميركية مختلفة، منها برنامج التمويل العسكري الأجنبي، وبرنامج التعليم والتدريب العسكري، وبرامج عدم انتشار الأسلحة النووية، ومحاربة الإرهاب وإزالة الألغام، ومكافحة أسلحة الدمار الشامل.

لكن المساعدات العسكرية الأميركية المعلنة لليمن، مضافة إلي كافة صادرات الأسلحة الأميركية لهذا البلد حتى الآن، تكاد لا تذكر بل وتعتبر تافهة بالمقارنة بحجم الأسلحة والتدريب العسكري والخبرة التقنية المقدمة لليمن من مصادر غير أميركية.

فوفقا لمعهد استكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري)، أحد أهم المراكز العالمية لبحوث رصد التسلح ونزع السلاح، تمثل الأسلحة الروسية نحو 59 في المئة من الأسلحة الأساسية المسلمة لليمن في الفترة 2004-2008. تليها أوكرانيا بنسبة 25 في المئة، وإيطاليا (10 في المئة)، ثم استراليا (5 في المئة)، في حين تقل نسبة الأسلحة الأميركية عن 1 في المائة. وصرح مدير برنامج تحويلات السلاح بمعهد «سيبري» بول هولتون، لوكالة انتر بريس سيرفس أن وسائل الإعلام الروسية أفادت في بداية هذا الشهر أن اليمن وقع علي صفقة لشراء نحو مليار دولار من الأسلحة من روسيا، فيما رددت تقارير أخري أن قيمة الصفقة تبلغ 2.5 مليار دولار.

وأفاد بأن هذه الأسلحة تشمل مقاتلات ميج 29 ومروحيات ودبابات ومدرعات، وأن ثمة تقارير تشير إلي أن صفقة الأسلحة الروسية هذه هي جزء من برنامج التحديث العسكرية البالغ 4 مليار دولار.

أما دان دارلينغ، المحلل بإدارة أسواق أوروبا والشرق الأوسط في مؤسسة «فوركاست الدولية» الأميركية، واحدة من كبري خدمات استخبارات الأسواق في المجال العسكري، فأشار إلي أن «تقريبا كل شيء يدور حول روسيا فيما يخص إمدادات الأسلحة لليمن.

وأضاف في حديثه مع انتر بريس سيرفس أن صلب القوات الجوية اليمنية من أصل روسي، بما يشمل مقاتلات MiG-21s و MiG-29s و Su-22s.

ومن ناحيتها أفادت خدمة البحوث بالكونغرس الأميركي أن اليمن تلقت في الفترة 2001- 2008 أسلحة قيمتها 1.4 مليار دولار، تضمنت أسلحة من روسيا قيمتها 600 مليون دولار، وما يعادل 400 مليون من مجموعة من الجمهوريات السوفياتية السابقة (خاصة أوكرانيا وبيلاروسيا وتشيكيا وبولندا)، وإيطاليا.

كما كتبت جريدة «نيويورك تايمز» أن السعودية قدمت لليمن في العام الماضي مساعدات قيمتها 2 مليار دولار، ما «يقزّم» مبلغ 150 مليون الذي ستطلب إدارة أوباما موافقة الكونغرس عليه.

وتتوجه الولايات المتحدة الآن علي ضوء تهديدات المتمردين اليمنين، نحو جبهة جديدة في حربها ضد «القاعدة». فعلق الخبير دان دارلينغ معربا عن قناعته أن «واشنطن تتفهم مدي أهمية اليمن في الأمن والاستقرار الإقليميين».

وشرح أن جوار اليمن للسعودية -حيث يعتقد أن العديد من نشطاء «القاعدة» قد عبروها لليمن- وأهميتها سواء في مجال ممرات النقل البحري في مداخل البحر الأحمر أو فيما يخص محاربة القرصنة في المنطقة، كل هذا أقنع الولايات المتحدة بخطورة تجاهل اليمين.

«تدرك وزارة الخارجية الأميركية ضخامة خطر وقوع كارثة يمينية، حيث تجتمع الحروب الأهلية مع الانفجار السكاني، وضآلة الموارد النفطية، وضعف الهيكل الاقتصادي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتدهور إمدادات المياه، تجتمع كلها لتهدد بتحويل اليمن إلي مثال للدولة الفاشلة»، وفقا للخبير.

العدد 2681 - الخميس 07 يناير 2010م الموافق 21 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً