العدد 2681 - الخميس 07 يناير 2010م الموافق 21 محرم 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

رفقا بالنساء العاملات يا سادة

مرت السنوات وتغيرت الحياة وأولها حياة المرأة ...فبعد أن كان الرجل هو المعيل الوحيد لعائلته أصبحت المرأة في عصرنا هذا تشاركه تلك المسئولية الصعبة نظرا لصعوبة الحياة الحالية وتغير الظروف المعيشية.

خرجت المرأة إلى ساحات العمل المختلفة إيمانا منها أن الحياة الزوجية مشاركه وهذا ما يعرفه الرجل أيضا، ولكن هناك من الرجال من يتعامل مع (الشراكة )وكأنها مصطلح أو مفهوم يعلق للزينة ولا يمكن تطبيقه على أرض الواقع ...

أعجبني أحد شيوخنا الكرام مخاطبا معشر الرجال في إحدى خطب الجمعة حين قال :(يا أيها الرجل ...أنت تخرج إلى عملك وتعود منهكا وهي كذلك أي (المرأة ) تخرج إلى العمل وتعود منهكة مثلك تماما ولكن الفرق بينكما هو أنك تعود متعبا تتناول طعامك وتخلد إلى النوم أما هي فتستمر في مسيرة تعبها المتواصل فهي لن تتمكن من النوم قبل أن تتأكد أن كل شيء في البيت على ما يرام كما أنها تساعد الأولاد في دروسهم وتغطية طلباتهم وحل مشاكلهم وخلافاتهم ...فكن رفيقا

بحالها.

هذا ما ردده شيخ قريتنا الذي أعتز بوجوده بيننا فهو دائما ينصح الرجل للمرأة وينصح المرأة للرجل بحق ودون أدنى تمييز والذي بدوره ناشد الرجال بالرفق بالنساء أكثر من مره وفي أكثر من محفل .

حينها كان قد وصلته الكثير من الشكاوى من مجموعة من النساء العاملات اللواتي اشتكين من سوء معاملة أزواجهن لهن وعدم تقدير أزواجهن للجهد الذي يبذلنه في محاولة التوفيق بين دورهن في البيت والعمل وأنهن لا يسمعن من أزواجهن سوى كلمات السب والشتم والعتب الذي يقضي على آخر رمق من طاقتهن المتهالكة، والبعض منهن يتعرضن للضرب بشكل يومي نظرا للتقصير في بعض الأعمال المنزلية في حين أنهن يفتقدن إلى مساعدة الزوج في أعمال المنزل ولو بالشيء القليل ولكن ...هل تأثر الرجال يومها بما ذكره شيخنا الكريم في خطبته تلك ؟

لا أظن ...فما زلنا نسمع ونتداول ما يدور حولنا من حوادث ومواقف، فمازال البعض منهم يضرب زوجته فقط لأنها لم تتمكن من تجهيز الغداء بعد وصولها من عملها في حين أنه يجبرها على التمسك بوظيفتها خارج البيت نظرا للظروف المعيشية الصعبة، وأخرى ليس لديها حيلة تمكنها من إرضاء زوجها المتذمر إلا بمواصلة عملها المنزلي حتى وقت متأخر من الليل بعد أن ينام الأولاد فتقوم بتجهيز الغداء لليوم التالي وتضعه في الثلاجة ليكون جاهزا حال وصولها من عملها في اليوم التالي وبذلك تكون زوجه مثالية من نوع آخر ...

والآن ...قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين فكرة وجود (الخادمة ) وهي (الشر الذي لا بد منه ) ولكن ... وجود الخادمة هو عامل مساعد وتحصيل حاصل لا أكثر وليس هو الأساس، فالخادمة لن تقوم بكل الأعمال بحضرة سيدة البيت وأم الأولاد ولن تحتوي البيت بكل أركانه كما تحتويه الأم بحبها وحنانها وقلقها الدائم على راحة أسرتها.

ولكن دعونا ننتقل إلى الجانب المشرق من الموضوع وهو (نموذج الرجل العصري) الذي يطبق معنى الشراكة قولا وفعلا ...ذلك الرجل الذي يشارك زوجته في كل همومها ويقاسمها العمل المنزلي بكل رحابة صدر، في حين أنه في نظر الرجعيين هو رجل (إمعة ) يتبع زوجته ورهن إشارتها أو(خاتم في إصبعها ) وهي العبارة الشائعة بين الرجال والنساء هذه الأيام. أو قد يقال بأنه ليس رجلا، ولكن مهلا يا سادة، فالرجولة ليست بالقسوة والقمع والضغط المستمر على المرأة ذلك الكائن الضعيف ...الرجولة مواقف والحياة الزوجية مشاركة في كل الأمور الصغيرة منها والكبيرة وأنا أجد أن وقوف الرجل إلى جانب المرأة هو من أعظم وأسمى المواقف التي تجعل منه رجلا وسيدا لمنزله وفخرا لأولاده .

سؤالي للجميع هنا :أليس من الصعب أن توازن المرأة بين رعاية البيت والأولاد وعملها خارج المنزل ؟ مع العلم أن الكثيرات استطعن خلق حاله التوازن تلك لكن ذلك لا يغير حقيقة كونها عملية صعبه، وصعبة جدا.

ترى هل فكر الرجل بالقيام بهذا الدور الصعب ولو لمرة ؟ وإن فعل هل سيتمكن من تحمل ضغوط العمل والبيت ومشاكل الأولاد ورعايتهم في آن واحد ؟

لا أظن ...فتلك الطاقة الجبارة أعطيت للمرأة ولم تعطَ للرجل ...

قد تتحمل المرأة الكثير من الضغوط، شيء من ضغوط العمل وشيء من ضغوط الزوج، ولكن لكل بداية نهاية وللصبر حدود.

تشير الإحصاءات أن 55 في المئة من طلاق العاملات سببه الضغوط النفسية نظرا لعدم تفهم الزوج، كما تشير الإحصاءات إلى أن 10 في المئة فقط من الأزواج يقدمون المساندة لزوجاتهم العاملات، وتلك نسبة ضئيلة، إذن أين البقية؟

أظنهم غارقون في تحويل المرأة من كائن رقيق يعبق بالحب إلى مسخ مشوه يعج بالأمراض النفسية وأولها حالات الاكتئاب التي تعاني منها نسبة كبيرة من النساء والكثير من الأمراض التي لا حصر لها .

وفي ذلك تتحدث الدراسات الطبية والنفسية عن الأثر الكبير للضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان على أداء جهازه المناعي ... فقد كشفت دراسة نشرت في مجلة (proceeding of the national academy of science ) وأثبت فيها العلماء أن الخلايا المناعية لدى المرأة تتعرض للهرم المبكر إذا كانت تعاني من ضغوط نفسية عالية، وقد خلصت الدراسة إلى أن التيلوميرات في الخلايا عند النساء المعرضات للانفعال أو الشد النفسي قلت نسبة الحياة عندهن 10 سنوات عن اللواتي لا يتعرضن لتلك الضغوط .

ففي النهاية الضغط يولد الانفجار فحذاري من انفجار المرأة، إذن ...متى يتفهم السادة الرجال طبيعة تكوينها الفسيولوجي والمعاناة والضغوط النفسية التي تعايشها المرأة كل يوم ؟ ألا يدري أن المرأة كالوردة كلما سقيتها بالحب فاح عبيرها؟

نوال الحوطه


«الغرب» يفخم حوادث إيران خدمة لـ «إسرائيل»

 

تقود بريطانيا وأميركا حربا إعلامية واسعة النطاق بشأن حوادث الشغب المتواترة والتي تقودها القوى المعارضة ضد النظام الإسلامي الحاكم في إيران، وعلى رغم تحفظي الشديد على ممارسات المعارضة مع احترامي وإيماني بحقهم في طرح أفكارهم ومعارضتهم بالشكل الدستوري والحضاري اللائق، إلا أنني لست هنا في مقام تحليل الحوادث الجارية بقدر ما أريده من تسليط الضوء على ردود الفعل الدولية.

بالطبع ليس مستغربا ان يتسابق القادة الأوروبيون وعلى رأسهم الساسة في بريطانيا وألمانيا وأميركا يتقدمهم الرئيس الأميركي أوباما، ليس مستغربا انتقاداتهم لغريمتهم التقليدية إيران، القوة الإقليمية الصاعدة والورقة الأكثر ديناميكية في الشرق الأوسط، ولكن المستغرب هو تشابه اللهجة والعبارات والمنطق في نقد الحوادث الجارية. فميركل، المستشارة الألمانية، وصفت ما يجري بـ “غير المقبول” مشددة على “شجاعة الشعب الإيراني” وكأن الشعب الإيراني كله لا يريد الحكومة الايرانية، وأوباما شدد بدوره على “شجاعة الشعب الإيراني”، ووزارة الخارجية في إيطاليا وفرنسا وقفتا معا وقفة إجلالٍ لـ “بسالة الإيرانيين وشجاعتهم المنقطعة النظير” ووزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند وصف ما يحدث بـ “بالشجاعة الكبيرة” وكأن العالم كله صار ينظر إلى المعارضة في إيران كمصدر الإلهام الأول للشجاعة والحرية وكأن الشعب كله - والذي تبلغ نسمته نحو 72 مليونا - يثور ضد النظام فيما يبدو بلا سذاجة ومن دون شك تنسيقا سياسيا واضحا ومتكتكا بين القوى الغربية.

الصحافة الغربية كانت أيضا على الخط الأول في الحرب الإعلامية وتصدرت الصحف الأوروبية والأميركية مقالاتٌ كادت من شدة تشابهها أن تجعل المتصفح لها يعتقد لوهلةٍ أن التشابه في سرد الأفكار مصدره إما أن الكاتب واحدٌ أو أنَ جميع الكتاب اجتمعوا في غرفة واحدة واتفقوا ان يكتبوا معا نفس المقال في حلل مختلفة!مجلة “النيوز - ويك” البريطانية أخذها الحماس لتتصدر صفحتها الأولى افتتاحية بعنوان “بحر أخضر” في إشارة إلى اللون الذي تتخذه المعارضة في إيران لونا لها وصفت فيها الثورة الشعبية في إيران ضد النظام الحاكم بثورة الإمام الحسين (ع) ضد الحكم الأموي، وقالت إن الثوار يستلهمون العبر من ثورة الحسين بن علي في حربه ضد يزيد، مشيرة الى أن الشيعة هذه المرة وفي ثورتهم هذه يخرجون ضد يزيدٍ جديد وأشارت بصراحة إلى أن المقصود بيزيَد طبعا ليس الخليفة الأموي بل (...)!

أقول، إن القوى الغربية أخذتها الحماسة في الذهاب إلى ترويج فكرة الثورة وتضخيم الأمور إلى حد دعوة دول العالم للوقوف بحزمٍ أمام انتهاكات إيران لحقوق الإنسان كما تزعم والذهاب إلى تشبيه تلك الثورة بثورة الحسين (ع) أو تشبيه شخصية فذة كبرى في ايران بيزيد الطاغية.

كاتب هذا المقال والغرب بشكل عام لا يعي قطعا عددا من الأمور ومنها: التركيبة الديموغرافية للشعب الإيراني، فكر الثورة التي قادها الخميني وأسسها وفوق ذلك كله ثورة الحسين (ع) والعلاقة الفكرية التي تربط النظام الإيراني بتلك الثورة. كل ما في الأمر أن تل أبيب تريد أن يسقط النظام الحاكم في إيران وبالتالي “حزب الله” بأي ثمن حتى إذا تطلب الأمر بهرجة إعلامية، “إسرائيل” تقول: المهم ان يسقط النظام الحاكم في ايران كما سقط يزيد! لكنها نسيت أن النظام الإيراني ودستوره كله يقوم أساسا على جملة واحدة قالها الخميني، مؤسس الثورة، وهي “إن كل ما لدينا هو من الحسين(ع)” وبالتالي فإن تشبيه ثورة الإمام الخميني بمناوشات اليوم يعد - كما قلت - ضربا من الغباء، وإذا فرضنا جدلا إمكانية التشبيه بين الثورتين فهل من المعقول أن نقول إن الثورة الجديدة تمتلك إمكانات وأسس الثورة القديمة؟ هل تشبه المظاهرات التي يقودها حسين مير الموسوي اليوم تلك التي قادها الخميني في الشكل أو في المضمون أو حتى في الشكل والصورة؟ هل تمتلك الثورة الجديدة - إذا فرضنا جدلا أنها ثورة أصلا - هل تمتلك القائد القوي الذي يقود الثورة؟ هل تملك ثورة اليوم التعاطف الشعبي العارم والدعم الفكري العام الذي ملكته ثورة الأمس؟ هل من الإمكان أن نوجد نوعا من المقارنة - ولو من الناحية النظرية - بين شخصية الخميني وشخصية مير حسين موسوي الذي يقود المعارضة؟

علي حسين الحلواجي


أشلاء حكايا

 

لاشيءَ يُمكنني أنْ أتكئ عليهِ سوى البرد والحُزن ...توهمتُكَ وطنا ، ولم أكنْ أدريّ أنّ الوطنَ هو الآخرُ بإمكانهِ أنْ يَخذُلنا أيضا !

كنتَ باردا يا «مجد» قبل لٌقياك، وها أنتَ أكثرُ برودا، وأنا أكثرٌ بردا ..!

لم أكُنْ أعرف ُ أنّ شعوريَ بالدفءِ مرة يزيدني بردا متواصلا !

ممنوعة ُ منَ الحبّ، منَ العشق، من َ العودة إلى وطني!

وها أنتَ يا «مجد» يا مدينتي تطرُدنيّ، تسلمني للضياعِ ، تجعلني فريسة للشوقِ والصقيع!

ليكنْ طعما للموتِ لقاءَ رؤياكَ !

كوثر سعيد أحمد سليم


صور الحياة

 

الصور استرجاع لذكريات تسكن قلوبنا لكن قد لا نعيشها من جديد

الحياة مسرح لا نستطيع ان نحكمه فهناك من يشارك معنا بإحيائه

العلم منهج المعرفة

المواهب طريق للحصول على اصدقاء

الابداع نعمة قد لا يقدرها حتى من يملكها

الحب شعور إن حاولت صبه في الوقت غير المناسب اعلم انها بداية النهاية

الغيرة احساس يدفع الناس للتصرف بشكل أعمى من الحب

الحسد طلب زوال النعمة من الغير ظنا بعدم استحقاقه و ليس كأن النعم من الرحمن!

حتى أسوء النهايات قد تنبئ ببداية جيدة لتجربة أخرى بفضل خبراتنا

غفران محسن محمد


المنبر الحسيني في دائرة النقد والتوجيه

 

لعب المنبر الحسيني قديما دورا بارزا وعظيما في صنع وعي الجماهير، وتغيير مسار الحوادث وحركة الواقع في التاريخ. فكانت الأمة تستعين به قبل السيف، بل إن الموجه لحركة السيف والمتحكم فيها هو المنبر أو الكلمة.

ولم يكن زمن رسول الله (ص) بمنأى عن هذا الوعي لدور المنبر أو الخطابة في توجيه الفكر والناس لأمور دنياهم وآخرتهم، فما كان من رسول الله إلا أن صنع مكانا خاصا للعبادة والخطابة؛ ليكون منه المنطلق الحقيقي الذي يصنع فكر الإنسان المسلم ووعيه؛ ويدفعه إلى توجيه حركة الواقع والتاريخ، ويصنع منه النموذج الفذ الذي ينطبق عليه مصداق الآية الشريفة: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».

هذا الدور البارز للمنبر استمر في ظل الدولة الإسلامية الفتية، وحتى بعد وفاة الرسول مع الخلفاء وأئمة أهل البيت. ولكننا نرى أن هذا الدور قد طفا على السطح بصورة ملحوظة مع بداية حركة الحسين في مقارعة حكم بني أمية.

فالحسين يحل من إحرامه، ويخطب في الأمة، مبينا عزمه على الرحيل إلى كربلاء ومواجهة من يودون النَيلَ من الدين، كما أنه يرسل مبعوثه مسلم بن عقيل؛ خطيبا إلى أهل الكوفة؛ لأخذ البيعة منهم. ولم يكتف بهذا فحسب، بل استمر خطابه حتى آخر المطاف، وهو يواجه أعداءه في ساحة الوغى، لعله بذلك يرشدهم للهدى، ويبعدهم عن الضلال.

ولم يكن هذا الأمر فحسب، بل إن اصطحاب الإمام الحسين (ع) لأهل بيته، يعد أكبر دليل يوضح دور المنبر في صنع مجرى الحوادث التاريخية، فما كان للثورة الحسينية أن تكتمل فصولها، وتحقق أهدافها المنشودة، وتحتل مكانتها التاريخية المرموقة لولا وجود النساء والإمام زين العابدين. فقد استمرت الخطابات المدوية تنخر تدريجيا في الحكم الأموي حتى أطاحت به. فنرى زين العابدين وعمته زينب (ع)، يستمران في خطاباتهما البليغة في المجالس الخاصة في الكوفة والشام، يكشفان من خلالها زيف ادعاءات أعدائهما ومناوئيهما.

إن هذا الدور التاريخي للمنبر، تناقلته الأجيال عبر الزمن، وانحصر في كثير من الأحيان في جهتين بارزتين، هما: المسجد والمأتم الحسيني، فالمسجد ظل خطابه مرتبطا بالصلاة وأوقاتها، فعندما تقام يمكن أن يقف إمام الجماعة خاطبا موجها الناس لأمور دينهم ودنياهم. أما المأتم فقد ارتبط بالمأساة الحسينية في إثارة الدمعة، والحديث عن واقعة كربلاء، وكذلك في توجيه وعي الجماهير وصنع فكرهم.

وهذه الصورة النمطية للمنبر الحسيني قد استمرت قابعة على حالها كما كانت قديما، فلم نرَ إلا نزرا يسيرا من بعض الخطباء اللامعين الذين حاولوا أن يطوروا المنبر الحسيني ويضفوا عليه عنصر التميز والتجديد. ولعل هذا الأمر يرجع إلى أسباب كثيرة يمكن أن نتعرض لبعضها.

أسباب المشكلة:

هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى هذا التذبذب أو التراجع في عطاء المنبر الحسيني، منها:

- عدم وجود هيئة أو جهة عليا متخصصة، تشرف على المتدربين المتخصصين في الخطابة الحسينية، تزودهم بعلوم وفنون ومقومات هذه الصناعة، مع مزج ذلك بالعلوم الحديثة المرتبطة بالعصر، كعلم النفس والاجتماع والسياسة والنظريات الحديثة، يضاف إلى ذلك قيام هذه الجهة بالرقابة المستديمة لعمل الخطباء وتوجيههم بطرق علمية منهجية إلى أهدى السبل وأنفعها.

- تطفل بعض الأفراد على هذه الصنعة؛ بحجة الاسترزاق وتحسين مستوى المعيشة، دون أن تكون عندهم كفاءات ذاتية ومؤهلات علمية، تجعلهم يؤدون عملهم بإتقان وكفاءة.

- عدم قيام المجتمع بالنقد البناء للخطباء، وبالخصوص إدارات المآتم، وذلك بتخصيص جهة تراقب عمل الخطيب وتقومه، وتُعِدُّ تقريرا مفصلا بالمثالب والمحاسن.

- سيطرة عنصر التقديس على الجمهور في كل ما يطرحه الخطيب من آراء وأفكار، وعدم امتلاك الجرأة في نقده وتوجيهه.

- غلبة التفكير العاطفي وطغيانه على التفكير المنطقي لقضية كربلاء والروايات والحوادث التاريخية، فقد يلجأ الخطيب وراء طلب الدمعة والتأثير في الجمهور وترغيبهم فيه إلى طرح أمور خيالية عليهم أحيانا وخرافية أحيانا أخرى.

- عدم وجود الوقت الكافي لدى كثير من الخطباء للتحضير والاطلاع؛ نظرا لعملهم في أكثر من مهنة، يضاف إلى ذلك تكليفاتهم وارتباطاتهم الاجتماعية الكثيرة.

- افتقار المجتمع للخطيب الباحث المثقف المحقق المدقق لكل ما يقرأه ويطرحه ويعالجه من حوادث وقضايا.

- افتقار بعض الخطباء للشخصية الشجاعة علميا وأدبيا، والتي تعمل على تطوير المنبر، وتبدي رأيها بكل شجاعة، محاولة توجيه سلوك الأفراد وفكرهم.

- اختلاف مستويات الجمهور الثقافية وتعدد اتجاهاتهم ورؤاهم وأعمارهم، والتي تتطلب خطيبا بارعا خبيرا، يستطيع أن يخاطبها ويقنعها.

- مشكلة الدقة في اختيار الموضوعات، وذلك بحسب المناسبات والحوادث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية المطروحة على الساحة.

- صعوبة خلق التوافق والتوازن الصحيح بين العاطفة والفكر أثناء الطرح، واللذين يعدان سمتين بارزتين في المنبر الحسيني.

آثار المشكلة:

إن تراكم هذه الأسباب المجتمعة، قد ولَّد الكثير من الآثار السلبية في الواقع، منها: عدم خلق عقول باحثة مفكرة ناقدة، عدم خلق عقول تؤمن بالمنهج العلمي المنطقي في تنظيم الأمور وتناولها، تنفير المستمعين المثقفين والأكاديميين من المنبر الحسيني، الذي يرون فيه أحيانا مضيعة للوقت في الاستماع لكلام غير علمي وغير نافع، حرمان المأتم من السمة الحضارية المطلوبة منه، والقائمة على خطاب العالم كل العالم بأسلوب علمي موضوعي، يبتعد فيه الخطيب عن الخرافة والخيال المفرط، تضييع طاقات الأمة وإمكاناتها المادية والمعنوية في حديث أو خطاب لا طائل منه، أو غير ناهض لها من كبواتها وأزماتها وأمراضها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

- إعطاء صورة مشوهة وخاطئة للأجيال والآخرين أحيانا عن المنبر الحسيني، والذي يتمثل في انتهازية بعض الخطباء، وذلك بأخذ الأموال مقابل خطاب لا طائل من ورائه، عدم وجود تغيير عملي وعلمي في طبيعة الخطاب الحسيني وطرحه ومنهجه وتناوله للحوادث والقضايا، حرمان الساحة من الخطباء المبدعين الجريئين، الذين يغيرون ويضيفون على ما أوجده السلف، السماح لبعض الخطباء المتطفلين على الخطابة الحسينية والمفتقرين للكفاءات الشخصية والعلمية إلى الولوج فيها والإساءة إليها.

توصيات لتجاوز المشكلة: لاشك أن علاج هذه المشاكل العويصة التي أفرزها واقع المنبر الحسيني في عصرنا الحالي، تحتاج إلى جهود مضنية، ولعلنا نطرح في هذا الجانب مجموعة من الحلول المقترحة، منها: تجاوز الآثار السلبية السابقة وعلاجها، خلق الشراكة المجتمعية بين شتى المؤسسات والجهات؛ للمساهمة في نقد الخطابة الحسينية وتطويرها، الانفتاح على تجارب الآخرين من التيارات والشعوب الآخرى؛ للاستفادة من آرائهم في تطوير المنبر الحسيني، خلق مؤتمر سنوي يجتمع فيه الباحثون والعلماء والدارسون والخطباء من شتى أصقاع الأرض، يتم فيه تداول الحديث بشأن سبل تطوير المنبر الحسيني، خلق جائزة عالمية يتم بواسطتها تشجيع الخطباء المبرزين وتحفيزهم على العطاء ومضاعفة الجهد.

علي خليل إبراهيم


عندما امتزج غروري

 

عندما امتزج غروري مع حبي تكونت أنت...

لتملأ غروري... وتعوضني عن ما رحل وفات...

حبيبي...

اِعلم أنك سر الحياة...

اِعلم أنني لا أكون إلا معك...

اِعلم كذلك أنك الشخص الوحيد الذي ملأ غروري، وكبريائي...

أتعرف أن غلاك فاق الغلا بأكلمه؟

آه لو تسمح لي الفرص لأعبر لك عن غلاك

لما تأخرت دقيقة أعني لما تأخرت ثانية

تحملت كل شيء ولكنني لن أتحمل بعدك

أنا أعرف أن حياتك هي مجرد وجودي

وأنت أيضا لابد لك أن تعرف

إن أنت هو من كون غروري

ومن دونك ينكسر ذلك الغرور

فمن دون أن أترجاك

اِعلم أن ملجأك الوحيد هو قربي

منى علي


رحلةٌ في ملكوتِ الحسين

 

يلوح علم الحسين وتعلو شعارات كربلاء من تلك الناحية... جذبتني، فعزمت المسير لعلي أجد ريحا من عطر كربلاء. احتشد القوم وأصغوا لرجل يعتلي منبرا رفيعا يخاطب الناس فيقول: حسين. أصغيت، كما القوم، فلوعة المصاب في القلب خنجر يمزق الأحشاء. رجوت لو أني ارتشف من أنهر حبّ الحسين رشفة تأخذني كما أخذت خضرا قبل هذا، لعوالم الأنجم الساطعات.

ابتدأ بالصلوات عليكم آل بيت النبي فصليّت وسلمّت ومنيّت النفس لو أنّي أعيش الحياة بذكر اسمكم بالخير والصلوات. ولكن، حينما استرسل في الحديث، إذا به يلعن فلان بن فلان ويشتم آخر بن فلان، حار لبّي سيّدي، ألم تقل وأهل بيتك أن ليس منّا السبابون، فما لهذا الرجل يسبّ ويشتم، ثم يقول: حسين. ثمّ رأيت في حديثه ما لو يسمعه بعض بني آدم لضاق الصدر من اسم حسين، وتساءلت مجددا: ألم يكن سعيك مولاي في بثّ القيم الإنسانية سعيا دؤوبا فما لهذا الآن وبعد أن خلت القرون يأتي فيهدم ما كنت لنيله عاكفا كل الليالي والدهور. ثمّ إنّي رأيت الحديث عنك يا شفيعي حديثا محتكرا وكأن الحسين له ولبضع النفر الحافين به، لعمري... كأنه لم يقرأ «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله».

أين اسمك جُعلت فداك من هكذا مجالس.

حينها ناجيت خضرا أن يا خضر اصطحب هذا الفقير في رحلة الملكوت، وأقسم أنّي ما رأيت منه إلا جميل الجواب. وفي رحلة الملكوت رأيت العجب العجاب. رأيت كيف صرت سيّدي وارثا لآدم، إذ كنت في ملحمة الكرب والبلاء أبا لنبوة خاتم الأنبياء. ورأيت كيف صرت وارثا لنوح، حين ناديت مشفقا: «لا عاصم اليوم من أمر الله». ورأيت كيف صرت وارثا لابراهيم، إذ كنت بنار عشقك مولاي بردا وسلاما على قلوب الأحباب. ورأيت كيف صرت وارثا لموسى حين أتيت بالألوح، ورأيت القوم اتخذوا عجلا جسدا له خوار وأضلهم سامريهم. ورأيت كيف صرت وارثا لعيسى إذ ناديت من مهد الرسالة أن يا قوم أنا عبدالله ابن بنت الحبيب جعلني ربي مباركا وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا.

ورأيت كيف صرت وارثا لمحمد، وأيّ خصلة مولاي لم ترثها من محمّد، أنت كنت وارثا لمحمد إذ كنت في إنسانيتك مبدعا، وأيّ مبدع. ورأيت كيف صرت وارثا لعليّ، وهنا يكلّ اللسان مجددا، فمن ذا يحصي خصال عليّ، ولكن كنت كما كان أبوك، في الوعيّ مضربا للمثل. حيّرتني سيّدي... أينما أيمّم وجهي في بحر الخير أجد اسم حسينٍ، وكأني بالخير صار إنسانا اسمه حسين.

محمد رضا رجب

العدد 2681 - الخميس 07 يناير 2010م الموافق 21 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً