ينسق مكتب «اليونيسف» في منطقة الخليج مشاريع في خمسة بلدان هي: البحرين والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وحسب البيانات المعتمدة لدى المكتب، فإن 42 في المئة من سكان هذه المنطقة تقريبا هم دون 18 من العمر، مما يتطلب بذل جهود كبيرة لصالح الشباب. ويعد الدخل القومي الإجمالي للفرد مرتفعا في البلدان الخمسة جميعها، إلا أن بعض المشاكل لا تزال تواجه قطاع الطفولة.

وتتلخص أهم القضايا التي تواجه الطفولة في منطقة الخليج العربي في أن بلدان المنطقة في طريقها إلى تحقيق معظم الأهداف الإنمائية للألفية، رغم تباطؤ معدل التحسن منذ التسعينيات من القرن الماضي، لكن لا يشارك الكثير من سكان المنطقة في الثروة الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط وإيراداته الكبيرة، في ظل البطالة مرتفعة، كما أن متوسط صافي نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية في المنطقة يبلغ نحو 84 في المئة، مع وجود تباين ضئيل بين الجنسين، إلا أن معدلات الالتحاق بالمدارس لا تزيد على 10 في المئة فقط.

ومن المشكلات القائمة، إساءة معاملة النساء والأطفال، وانخفاض الحد الأدنى لسن الزواج، ونوعية المناهج الدراسية تعد من القضايا المثيرة للقلق، إلا أنه توجد إحصاءات تجريبية طفيفة تتعلق بهذه المشاكل، مما يجعل تحسين جمع البيانات أولوية أخرى، وقد أدى الاستثمار في البنية الأساسية للرعاية الصحية الأولية إلى تحسين معدلات بقاء الأطفال على قيد الحياة، مع أن نحو 10 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من نقص الوزن على نطاق المنطقة.

ويدرج مكتب اليونيسيف الإصابات والحوادث، ولا سيما الناجمة عن السيارات، من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال وارتفاع معدلات اعتلالهم، إلا أن هناك صورة مثيرة للتفاؤل منها إنشاء منظمات مجتمع مدني في منطقة الخليج وفي عدة بلدان يمكن أن يكون لها دور بارز في تنمية الطفولة والأسرة، بالإضافة إلى الكثير من الاتحادات النسائية، كما أُسست اتحادات جديدة للدفاع عن حقوق الأطفال وعلى الخصوص المعاقين، كما يعتبر برنامج إعادة التأهيل للأطفال المشاركين سابقا في سباق الهجن في احدى الدول الخليجية بأنه برنامج نموذجي لحماية الأطفال، كما تم اقرار مشروع يمنع الاتجار في الأطفال في عدد من تلك الدول يعد نواة مهمة لمكافحة الاتجار في منطقة الخليج.