العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ

البحرين تسعى لتبنّي «اليونسكو» خطة لاستخراج اللؤلؤ

كان يوسف العلوي فيما مضى يستطيع إلقاء السنارة مباشرة في البحر ويصطاد السمك من فوق سطح منزل عائلته القديم ولايزال يمكن رؤية الأصداف المحطمة في المادة التي استخدمت في بناء الحوائط المتداعية لمنزل العلوي في المحرق وهي جزيرة قريبة من أرض البحرين، ولكن برنامجا لردم الأراضي الساحلية في المحرق التي تضم الآن كذلك مطار البحرين الدولي أبعد منذ فترة طويلة الشاطئ بعيدا جدا عن الصيد من فوق الأسطح.

وحركة التحديث التي أقامت المطار وجعلت أيام الصيد من فوق سطح منزل العلوي في طي الماضي هي مجرد مظاهر جزئية لآثار طفرة نفطية في دول الخليج التي قامت باستصلاح الأراضي على سواحلها وأقامت الأبراج العالية التي غيرت بشكل جذري المناظر الطبيعية لدول الخليج.

وحتى وقت قريب كان هناك اهتمام محدود بتأثيرات النمو الضخم على التراث الثقافي لمنطقة تحتضن حياة التقشف البدوية في الصحراء الى جانب العادات الغنية لصناعة صيد الأسماك.

وردت مملكة البحرين جزئيا على المنتقدين الذين يقولون ان التقدم يقضي على التقاليد القديمة يوم الاربعاء عندما تقدمت بطلب الى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لاعتبار مشروع للحفاظ على عادات الغطس للبحث عن اللؤلؤ موقعا للتراث العالمي.

وتقدمت البحرين لأول مرة بالمشروع كجزء من قائمة مبدئية لتراثها الطبيعي والثقافي الى اليونسكو في مايو/ ايار 2008 ويوم الاربعاء تقدمت بملف مشروع تراث اللؤلؤ.

وكان جمع اللؤلؤ مصدرا رئيسا للدخل في البحرين والمنطقة حتى مطلع القرن العشرين عندما اغرق اللؤلؤ المستنبت اسواق العالم واكتشف النفط.

وقالت مستشارة التراث للحكومة البحرينية بريتا رودولف «أظهر بحثنا ان الدخل من صيد اللؤلؤ في البحرين كان اكثر من ضعفي دخل جميع دول الخليج مجتمعة من هذه التجارة».

ومشروع اللؤلؤ هو جزء من جهود البحرين لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط وهي تعتزم اقامة صناعة سياحة تلبي حاجات السكان المحليين والزائرين الاقليميين.

واتسعت رقعة ارض البحرين بواقع 11 في المئة في الفترة بين 1981 و2007 ويشكو الصيادون المحليون دائما من استصلاح الأراضي لاقامة مشروعات على طول الساحل الشمالي وهو ما يرونه خطرا على مصادر رزقهم.

ومشروع لؤلؤ البحرين سيرمم المنازل التقليدية ويخلق ممرا لربط متاحف الصيد بالحصن التاريخي ويستعيد بعض المحار الذي تحميه منطقة عازلة تحظر الصيد ويسمح بجولات بالقوارب الى اماكن تركز المحار حيث يستطيع السياح تجربة الغوص لاستخراج اللؤلؤ بأنفسهم.


صناعة الغوص

اعتمد اقتصاد البحرين منذ أقدم العصور على صناعة اللؤلؤ، كما تؤكد الشواهد التاريخية.

ويعتقد الباحثون المعاصرون أن أول ذكر لرحلة الغوص هو ما ورد في ملحمة جلجامش عن زهرة الخلود... وأن المقصود بها هو اللؤلؤ، واستدلوا على ذلك من وصف طريقة الحصول على الزهرة من قاع البحر، وإن جذورها ممتدة في أرضه.

كما تدل آثار الآشوريين على احتفائهم باللؤلؤ ويطلقون عليه اسم ( عيون السمك). وتكلم المؤرخ (بلينى) عن ( تايلوس) وأنها تشتهر باللؤلؤ.

بدأت أهمية الغوص الاقتصادية تقل تدريجيا منذ أواخر العشرينات كما تؤكد الإحصائيات، فعلى سبيل المثال كانت أعداد السفن التي أبحرت للغوص في العام 1929 خمسمئة وثماني وثلاثين سفينة تحمل أكثر من عشرين ألف بحار، وبعد عدة سنوات وتحديدا في 1936 بلغ عدد السفن مئتين وأربع وستين سفينة يعمل عليها تسعة آلاف وثمانمئة بحار فقط.

يصنف اللؤلؤ حسب الحجم والجودة والوزن، ويكسب سعره من خلال هذا التصنيف، ويُستعمل لمعرفة الحجم عدد من الطاسات النحاسية المعدة لهذا الغرض. ويسمى اللؤلؤ حسب حجمه كما يلي:

( رأس ) وهي التي تحتجز في الطاسة الأولى يليها ( بطن ) ثم ( الذيــل ) و(السحتيت ) وهو من أصغر الأنواع.

أما تصنيف اللؤلؤ من حيث الجمال والجودة فتسمى اللؤلؤة الجميلة ( جيون ) من الهندية وتعني الجميــل... ثــــم ( خشن ) ثم ( جولواه ) و ( بدله ) و (ناعم ) وأخيرا ( بوكه).


عملية الغوص

يتم الاتفاق بين قبطان السفينة وقد يكون مالكها ويسمى ( نوخذا ) وبين مجموعة البحارة على العمل عنده وفق النظم المعمول بها والمعدة من قبل حكومة البحرين، ويقوم النوخذا بإعطائهم مبالغ نقدية (سلف - تسقام - خرجية) ويكاتبهم بذلك وتستوفي منهم بعد عملية البيع .. والجدير ذكره بأن نظام توزيع الأرباح يتم حسب نظام الحصص ( قلاطه ).

العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:00 ص

      بوخالد شوف أصلك

      أنا ماشفت بحريني أصيل وشريف يقبل بردم البحار ولا يقبل باللي يقبله بوخالد لذلك الكل يعرف من هو بوخالد وياريت الوسط ماتخلي تعليقاته لانها ترفع ضغط المواطن الشريف رجاءا للوسط ارحمونا من بوخالد الخايس

    • زائر 5 | 3:26 ص

      رحم الله أجدادنا

      رحم الله أهل القرى والحرق الغواصين وجتنا ...والجلف

    • زائر 4 | 3:24 ص

      التطور رحمة للناس

      السامرائي صدقت يا بوخالد مصلحة البلد فوق كل شيء ومن المستفيد من الصيد فوق سطح المنزل الا قلة من الناس وما الفائدة التي ترجوا منها البلد لا شيء ولكن المطار اصبح للبحرين سمعة عالمية وسهولة السفر بدل السفن البدائية واصبح مدخول المطار ينعش ميزانية البلد وهذا ليس بحرام ودفن السواحل انما هو استثمار للبلد ومن يعارض الاستثمار قد جهل التطور الاقتصادي ....

    • زائر 3 | 1:56 ص

      إتّق الله يا بوخالد فيما تقول..

      سؤال لبوخالد.. هل دفن السواحل والبحار للمصلحة العامة أو الخاصة؟؟ في ذمتك - من يستفيد من دفن السواحل؟ هل العامة (الشعب) أو (الخاصة) اللي خبري خبرك؟؟ إتق الله يا رجل فاليوم الجمعة.. وإعلم بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي القلوب.. ولا تشتري غضب الخالق برضا المخلوق.. فإنك ساعي الى ربك سعيا" فملاقيه..

    • زائر 2 | 1:20 ص

      بو خالد

      المصلحة العامة في اي دولة في العالم اهم و ابدى من المصلحة الخاصة....و مصلحة البحرين هي اهم و اكبر من اي شيئ ثاني. فياريت لو تماشينا مع خطط التنمية بدل من كثرة التذمر.

    • زائر 1 | 11:57 م

      والله حرام.. لقد دمرت بالكامل سواحل المحرق - مدينة البحر والغوص..

      كان يوسف العلوي فيما مضى يستطيع إلقاء السنارة مباشرة في البحر ويصطاد السمك من فوق سطح منزل عائلته القديم ولايزال يمكن رؤية الأصداف المحطمة في المادة التي استخدمت في بناء الحوائط المتداعية لمنزل العلوي في المحرق وهي جزيرة قريبة من أرض البحرين، ولكن برنامجا لردم الأراضي الساحلية في المحرق التي تضم الآن كذلك مطار البحرين الدولي أبعد منذ فترة طويلة الشاطئ بعيدا جدا عن الصيد من فوق الأسطح..

اقرأ ايضاً