العدد 2724 - الجمعة 19 فبراير 2010م الموافق 05 ربيع الاول 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

مدينة سترة وقرية المنامة

ليس الموضوع للإثارة وليس موجها لأحد من أبناء وطني العزيز، لكن يجب أن يعطى كل ذي حق حقه حتى في التسميات، لما قد يترتب على إلصاق بعض المسميات من إهانات فارغة في بعض الأحيان، فليست هناك حتمية جغرافية ثابتة بأن من تسمى مدينة في يوم من الأيام تظل مدينة، والقرية يكون قدرها قرية مهما زادت مساحتها، وتغيرت الصفات الديمغرافية لسكانها وطبيعة عملهم.

وتختلف البلدان في تعريف المدينة، ففي بعض الدول العربية يعتمد الحجم السكاني وبعضها على الوظيفة الإدارية، ففي المملكة العربية السعودية تعرف المدينة بأنها المراكز العمرانية التي يبلغ عدد سكانها 5000 نسمة أو أكثر، ومملكة البحرين تعرف المدينة بأنها المراكز العمرانية التي يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة أو أكثر.

هذه بالطبع تعريفات ترجع إلى الأربعينيات أو أقدم من ذلك من القرن الماضي، إذ تتضح في ذلك الوقت بعض المعالم والصفات التي يمكن على ضوئها أن نطلق عليها مسمى قرية، لكن تغير الزمان وتضخمت هذه المناطق وتغيرت معظم الصفات الديمغرافية للسكان، ومازال المسمى إلى الآن قرية ومازلنا إلى الآن أيضا ندرّس أبناءنا الفرق بين المدينة والقرية إذ تذكر أدبيات وزارة التربية والتعليم في مدارسنا تعريفا للقرية بأنها منطقة سكنية صغيرة معظم بيوتها مصنوعة من الطين أو أغصان الأشجار ويمتهن معظم سكانها الزراعة أو الصيد.

فمن يدلّني على منطقة في البحرين تحمل هذه الصفات، وفي أي محافظة من محافظات البحرين يوجد مركز سكاني أقل من 1500 نسمة، هل توجد فوراق واضحة الآن تعطي مبررا لتصنيف القرى والمدن في البحرين.

فالتاريخ القديم والمعاصر يحدثنا عن تغيرات كبيرة تحدث للكثير من البلدان لتحولها من مدن عامرة بسكانها ومراكزها الإدارية إلى منطقة صغيرة والعكس يحدث للكثير من المناطق الصغيرة التي تتحول إلى مدن كبيرة عامرة بالسكان، فعندما كانت التجارة مزدهرة بين أوروبا والشرق عن طريق البحر المتوسط كانت مدينة الإسكندرية مثلا من أشهر المدن على ساحل هذا البحر، ولكن تحول طرق التجارة إلى المحيط الأطلسي وجنوب إفريقيا بعد كشف رأس الرجاء الصالح أدى إلى انكماش معظم المدن على شواطئ البحر المتوسط، فهوت مدينة الإسكندرية إلى قرية صغيرة للصيد، لا يزيد عدد سكانها على 8000 نسمة، والقاهرة ربع مليون نسمة.

ويدور الزمن وتفتح قناة السويس العام 1869 ليعود الازدهار وتنمو الكثير من المدن المتوسطية من جديد. وفي تاريخنا الحديث كانت الخبر في المملكة العربية السعودية قرية صغيرة للصيادين، أصبحت الآن مدينة عامرة بسكانها وأسواقها التجارية، وكذلك مدينة الدمام وغيرها الكثير في الدول العربية.

أما في البحرين فيبدو أن الأمر حتمي ولصقة إلى الأبد، تطبع على مناطق معينة حاملة معها الانطباعات حول سكان ما يسمي في العرف المحلي قرى ومدن، وهي تسميات نراها وهمية وليس لها وجود إلا في إحساس القليل جدا من سكان ما يسمى بالمدن بنوع من التعالي الأجوف.

فيجب هنا تحديث المسميات لهذه المصطلحات، وإعطاء كل منطقة سكنية مسماها الصحيح وترك المسمى القديم، هذا من الجانب الرسمي أما الجانب الشعبي فيجب على سكان ما يسمى القرى، من وجهة نظرنا، عدم تكريس هذا المصطلح في إطلاقه على مناطقهم والتعود على إطلاق مصطلح مدينة بدلا من قرية حسب التصنيف الرسمي القديم وخاصة إذا ترتب على مفهوم القرية في العرف الحكومي عدم الالتزام بتوفير بعض الخدمات والتنظيمات الضرورية لسكان هذه المناطق.

وأخيرا فإن مدينة المنامة بوظائفها الإدارية وموقعها، وما نكنه في قلوبنا من محبة لها ولأهلها، ستبقى هي عاصمتنا الأثيرة حيث انطبع ذلك في وجداننا منذ الصغر حفظها الله وحفظ بحريننا الغالية من كل مكروه.

حسن الوردي


النظرة الواقعية للحياة... هل تبعد عنا اليأس والقنوط ؟

 

في أحد الأيام استمعت إلى أحد الأفراد وهو يشكو إلى قرينه ما يعانيه من الملل والضيق النفسي، كان يتحدث بلوعة وحسرة عن حاله، ويتصور أنه الأسوأ حالا في هذا العالم، وأنه أكثر بؤسا من الآخرين، وقال إنه مل من الحياة ومن الروتين الممل الذي يعيشه في كل يوم، ولم يعد يتحمل الحياة بهذا النمط ولا يطيق العيش في هذه الدنيا، لم يكن يتوقع أنه سيفحم برد قرينه غير المألوف عنده، كان رد قرينه عفويا وامتاز بالسلاسة والبساطة ولكنه كان يحمل بين طياته معاني عميقة، فكان قرينه يحاول استخلاص الردود لتوضيح بعض المفاهيم من فمه لتكون أكثر تأثيرا على نفسه، ومن جملة ما قاله قرينه له، عندما استيقظت صباحا من نومك هل كنت تشكو من مرض عضال لا قدر الله ، أجابه مباشرة، لا لم أشكو من أي مرض ولم أشعر بألم لا شديد ولا خفيف والحمد لله، فأنت كما تراني أنعم بصحة جيدة، قال له، أعلم أنك بهذا الحال أفضل من مليون إنسان تقريبا في هذا العالم الفسيح، كانوا بالأمس معك أحياء واليوم قد رحلوا من هذه الدنيا إلى العالم الآخر، ويقصد عدد البشر الذين يموتون يوميا حسب التقارير العالمية، وأعلم أنك إذا لم تخض حربا ولم تقع أسيرا ولم تكن معاقا أو مجروحا أو جائعا نتيجة حرب مجنونة، فأنت في هذا الحال أفضل من 500 مليون إنسان يعيشون في هذا العالم تحت رحمة الحروب المدمرة للبشرية و التي تحرق الأخضر واليابس وتوجد الخراب والدمار في كل مكان، وأعلم لو لديك نسبة معينة من الحرية للتعبير عن رأيك فأنت أفضل من 3 مليارات إنسان يعيش على سطح الكرة الأرضية، ممن لم يسمح إليهم بالتعبير عن آرائهم ولو بنسبة متدنية، واعلم لو توفر لديك المأكل والملبس لك ولأهلك فأنك أفضل من 75 في المئة من مجموعة البشر الذين يعيشون معك على هذا الكوكب الأزرق، الذين حرموا من أبسط ما يحتاجونه في هذه الحياة، وأعلم لو لديك ما تحتاجه من المستلزمات الأساسية فإنك تصف مع 8 في المئة من أغنياء العالم، لأن الفقير هو الذي لا يملك قوت سنته لا بالفعل ولا بالقوة، وأعلم أن المسكين أدنى من الفقير بـ 365 درجة، ولهذا عرف بأنه لا يملك قوت يومه لا بالفعل ولا بالقوة ، وأعلم إذا كنت تجيد القراءة والكتابة فإنك أفضل من مليارين ونصف من البشر الذين لا يجيدون القراءة والكتابة في العالم، ثم سأله، ماذا تقول بعد تعرفك على حال نظائرك في الإنسانية ؟ الآن قل لي يا أخي الكريم، أين تقف أنت بين تلك الفئات الإنسانية التي ذكرتها إليك آنفا ؟ رد على قرينه بسرعة وبلا تردد، أنه أفضل من جميع الفئات التي ذكرت، وأضاف قائلا،إنه يقف بين فئات الأحياء ويقف بين فئات الأصحاء ومع الذين نجوا من الحروب المدمرة ويقف بين فئات الأحرار الذين يعبرون عن آرائهم من دون وجل ولا خوف، ويقف بين فئات من أنعم الله عليهم بالمأكل والملبس، ويقف بين فئات من توفرت لديهم بعض مستلزمات الحياة الأساسية، ويقف بين فئات منّ عليهم ربهم بنور العلم والمعرفة وحسن القراءة والكتابة، فإنه يجد نفسه يقف مع الأفضل في هذه الحياة، قال له قرينه، إذا كنت تقول إنك تقف بين الأفضل في هذا الكون، لماذا تجعل نفسك أسيرا للملل والضيق النفسي ؟ أليس بيدك إطلاق سراحها ؟ قال له، كيف أطلق سراحها ومفتاح السجن ليس بيدي ؟ رد عليه بهدوء، أطلقها بالأعمال الصالحة، اجعلها تفكر في مصالح الناس الضعفاء، أخرجها من دائرة حب الذات واجعلها تسبح في فضاء أوسع وأرحب، ستجدها لا تعاني من الملل ولا من الضيق، شارك إخوانك في الأعمال التطوعية، فإنهم بحاجة إليك وإلى أمثالك، وإذا أحسست بالملل أو الضيق عليك بالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى وقف بين يديه لتصلي ركعات معدودة،واستغفر لغيرك قبل الاستغفار لنفسك، ولا تسمح للحقد والحسد والمكر يدخل في نفسك، كن صادقا مع نفسك قبل أن تكون صادقا مع غيرك، وأحمل أخاك على 70 محملا من الخير، فكر في كل أمر ينفع الناس، وأبعد عن كل أمر يؤذيهم، اطلب الخير للناس ولا تحاول أن تتمنى الشر لهم، ستجد نفسك تحلق في ساحة الملكوت، وإذا أصبت بمحنة في حياتك، ضع أمامك كل المصائب والمصاعب والمحن التي مرت على أهل بيت العصمة عليهم السلام، وحاول أن تعيش فصولها بمشاعرك ووجدانك الإنسانية، ستهون عليك مصائبك بإذن الله مهما كبرت وعظمت، وأعلم أن الدنيا ليس كلها لذة وليس كلها عذاب، فيها ما يسر ويفرح وفيها ما يكدر ويحزن، فلتعلم أن الملل والضيق لا يأتيان إلا للإنسان الذي يبخس نفسه ويظلمها، ويبعدها مسافات بعيدة عن كل أمر يخص مجتمعه، أما من يجعل استراتيجيته الإنسانية في الحياة التي أساسها التواصي بالحق والتواصي بالصبر بين إخوانه وأحبته وأبناء مجتمعه نصب عينيه دائما، ويصبح يحب للآخرين الخير كما يحبه لنفسه، فإنه يشعر بالإطمئان النفسي بنسبة كبيرة، خلاف من يحبس نفسه في دائرة حب الأنا. هكذا تعلمنا من سيد الخلق الرسول الأعظم ومن أهل بيته البررة عليهم السلام وأصحابه النجباء رضوان الله عليهم أجمعين، وأن نتعامل بواقعية مع الحياة بكل تفاصيلها وحيثياتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وأن لا نتعامل بنفسية سلبية معها حتى نكون سببا في تعاسة أنفسنا وتعاسة غيرنا .

سلمان سالم

حقـــوق الإنســـان (1)

19 فبراير 2010

تمثل حقوق الإنسان أغلى القيم التي يحرص عليها المواطن البحريني، وتسعى المملكة جاهدة إلى حمايتها، لأنها الأساس الحقيقي للمجتمع المدني المتطور.

وخير دليل على ذلك ما جاء في الباب السادس من الدستور من خلال المادة 120 الفقرة «ج» والتي أوضحت صراحة أنه لا يجوز اقتراح تعديل مبادئ الحرية والمساواة المقررة في دستور البحرين وذلك بأي حال من الأحوال، إذ إن تلك الفقرة وبحق هي ما منحه جلالة الملك من حصانة دائمة تقف حائلا لأي محاولة انتقاص من حقوق الإنسان في الدستور وبذلك تفرد المشرع الدستوري البحريني بتلك الامتيازات الإنسانية.

نعم هي وزارة الداخلية في عهد الإصلاح، عهد الانفتاح، عهد حماية الحقوق الإنسانية، فهي إحدى وزارة المملكة التي تبث روح الطمأنينة بأن وطننا العزيز بلد الأمن والأمان، وبفضل القائمين عليها اتزنت المعادلة الصعبة بين الحقوق والواجبات وأضحى حق الآخر من أولويات وزارة الداخلية لذلك شرعنا في تنوير المواطن البحريني بحقوقه إذ إن أحد أهم سبل القضاء على الجريمة هو إعلام المواطنين بما يدور في الساحة القانونية من حقوق لهم قبل واجبات عليهم.

ولما كانت النصوص الدستورية أعلى درجة من النصوص القانونية، تعين علينا البدء بها أثناء إلقاء الضوء على تلك الحقوق، ولذلك نستهل سلسلة مقالات حقوق الإنسان، بما أورده المشرع الدستوري البحريني من نصوص تكفل احترام مبادئ الإنسان وحقوقه.

أولا: حقوق الإنسان في ظل دستور البحرين المعدل والصادر في 14 فبراير/ شباط 2002 حيث ورد في الكلمة الافتتاحية لجلالة الملك أن المستقبل المشرق في المملكة مستقبل تتكاتف في جهود جميع الجهات والأفراد، وتتفرع فيه السلطات في ثوبها الجديد لتحقيق آمال وطموحات في عهد ظلله العفو، عهد الحكم الديمقراطي، عهد يلغي الجمود والتعصب، عهد اشتراك الشعب في ممارسة السلطة.

وقد اشتملت مواد الدستور على هذه الحقوق كالآتي:

- حق الديمقراطية: ويتوافر هذا الحق بورود نظام الحكم في المملكة بأنه نظام ديمقراطي وأن للمواطنين رجالا ونساء حق المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية، بما فيها حق الانتخاب والترشيح ولا يجوز أن يحرم أحد المواطنين من حق الانتخاب أو الترشيح.

- حق حماية الأسرة: القانون يحمي كيان الأسرة التي قوامها الدين والأخلاق ويراعي النشء ويحميه من الاستغلال وتكفل الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو الأسرة وعملها في المجتمع ومساواتها بالرجال في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية.

- حق الضمان الاجتماعي: تكفله الدولة في حالة الشيخوخة والمرض والعجز أو التيتم أو الترمل وتكفل أيضا الرعاية الصحية وتعمل على وقايتهم من براثن الجهل والخوف والفقر.

- حق الميراث: تكفله الدولة للورثة وفقا لأحكام الشريعة.

- حقوق المواطن التعليمية والثقافية ومجانية التعليم ومحو الأمية.

- حق تضامن المجتمع في تحمل الأعباء الناجمة عن الكوارث والمحن وتعويض المصابين بأضرار الحرب أو بسبب تأدية واجباتهم العسكرية.

- حق حرية اختيار العمل ونوعه وفقا للنظام العام والآداب.

- حق تكافؤ الفرص بأن العدل أساس الحكم، والحرية والمساواة والأمن والطمأنينة والعلم والتضامن الاجتماعي بين المواطنين دعامات تكفلها الدولة.

- ولا يجوز إسقاط الجنسية البحرينية عمن يتمتع بها إلا في حالة الخيانة العظمى، ويحظر إبعاد المواطن عن البحرين أو منعه من العودة إليها.

وسوف نستكمل ما أورده المشرع الدستوري والجنائي من حقوق الإنسان في المقال القـادم إن شاء الله.

وزارة الداخلية


رسالة الأمومة... هل تنتهي؟

 

ترى هل يمكن أن نحمّل الأمهات رغم طاقتهن اللامحدودة ما لا يطيقن؟

أظن أن حنانها وانحناءة ظهرها ستجيب على هذا السؤال... وهنا أنا لا أتحدث عن الأمهات الصغيرات وإنما سيدات الأمومة... مربيات الأجيال ( الجدات )... هل تنتهي رسالة الأمومة عندما تصبح الأم جدة؟

هذا ما سأتناوله الآن في سرد بعض الأمثلة...

إحدى الأمهات الصغيرات وهي شابة في مقتبل العمر لديها طفل بعمر العامين ، أي أنها تختبر الأمومة لأول مرة، شكت من سوء معاملة والدتها (أي الجدة) واتهامها بالتقصير وإنها ليست أمّا كباقي الأمهات (على حد تعبيرها)، فقط لأن والدتها تلك السيدة الكبيرة في السن رفضت التعاون معها في العناية بطفلها أثناء غيابها وقت العمل، أهكذا يرد الجميل لمن سهرت وربت وأفنت حياتها من أجل أبنائها؟

ومن رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) أنه قال: «وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحدٌ أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحدُ أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحي وتظلك ، وتهجر النوم لأجلك، ووقَتْك الحر والبرد لتكون لها، فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه».

وذاك كلام عظيم من إمام عظيم... ولكن الأعظم أثرا أن نفهم ونحتوي ما قال ونطبقه.

أما تلك السيدة فصحيح أنها على رغم تقدمها بالعمر تتمتع بالصحة والنشاط لكنها وصلت إلى مرحلة تتطلع فيها للحصول على وقت خاص بها تستريح فيه من عناء تلك السنوات التي كرستها لرعاية أبنائها السبعة حتى كبروا وانطلقوا في حياتهم العلمية والعملية وتزوجوا وأنجبوا الأطفال.

السؤال هنا: أليس من حق هذه السيدة التمتع بالهدوء والراحة في سنوات عمرها الباقية؟ ألم يئن الأوان لحصولها على إجازة من الأمومة؟ أم ليس من حقها؟ أم الأبناء جاحدون يدركهم النسيان فيطغون؟ هل نسيت تلك الأم الشابة السنوات التي قضتها والدتها في العناية بها وتربيتها وتلبية حاجاتها؟ ولم تكن هي الوحيدة... بالطبع كانت تعتني بالسبعة في آن واحد وبالبيت والزوج، هل تم نسيان كل تلك المشقة؟ هذا ما يحصل في الغالب.

قال تعالى :»وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا».

ولكننا مع الأسف أصبحنا نمر على الآيات القرآنية مرور الكرام حتى لو حفظناها عن ظهر قلب، نستصعب تطبيقها في زمن كل منا يبحث عن مصالحه الخاصة... تلك الأم الشابة، لم تعد تتواصل مع والدتها (الجدة) وتمنعت عن زيارتها لأنها تظن بأن والدتها رفضت العناية بالصغير لأنها تكرهه.

ترى هل يمكن للجدة أن تكره طفلا يحمل دمها وروحها؟ في حين أن الجدة حزينة، يقتلها شوقها الجارف إلى ذلك الصغير الذي اعتادت على رؤيته كل يوم. أليس ذلك إجحافا في حقها؟ ألا يتعدى ذلك كلمة (أفٍّ ) تقال؟

يقول (ليو تولستوي ) وهو روائي ومصلح اجتماعي روسي :«الكل يحلم بتغيير العالم ، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه».

وهو محق... دائما يفكر الإنسان في تغيير وإصلاح ما حوله (لصالحه) دون أن يفكر أساسا في إصلاح نفسه أو تغيير (ما أفسده الدهر) فلم يخلق الإنسان أصلا مفسدا بل صالحا، لكن مصالحه ورغباته حولته إلى إنسان فاسد يسعى وراء أهوائه حتى لو أفسد الحياة بأسرها.

تلك الشابة ترى بأن والدتها على خطأ، أو أنها أم قاسية، أو أنها تكن لها الكره، ولكن ماذا لو غيرت تلك الصورة في داخلها؟

لماذا لا تختلق الأعذار لوالدتها التي لم تخطئ؟ لماذا لا تحاول تغيير نظرتها لوالدتها التي ملأ الشيب رأسها؟

ولنا جميعا... لمَ لا نحاول أن نتغير؟ أن نصحح أخطاءنا؟ أن نتجاوز عن أخطاء الغير؟ أن نرحم الصغير ونحترم الكبير؟ أم أنها دروس وأحاديث غلفت بالغبار منذ أيام الدراسة لتنطوي تحت مظلة الماضي وكأنها دروس للماضي فقط؟

يرى علماء النفس بأن كبار السن يكونون في هذه المرحلة المتغيرة من حياتهم بحاجة إلى الشعور بالأمان وأن المجتمع يتقبلهم، كما أنهم يحتاجون إلى الشعور بالراحة والسكينة والهدوء ويتوقون إلى اجتماع الأبناء والأحفاد حولهم، وبحاجة أكثر من ملحة إلى من يهتم بمشاكلهم الصحية والنفسية وهمومهم التي حملوها منذ شبابهم، أي أنهم وبتعبير أصح بحاجة لقلب محب يتواصل معهم ويعتني بهم لا أن يثقل عليهم بمهام جديدة أو بكلام قاسٍ قد يفطر قلوبهم.

وإليكم مثال آخر... (مريم) وهي جدة حاليا وأم لـ 6 أبناء، أكبرهم يبلغ 39 والأصغر 26 عاما تقول: أوصلت أولادي إلى بر الأمان ونعمت بالراحة والهدوء بعد سنوات من التعب والمعاناة في تربيتهم، بدأت أشعر بالسكينة والاطمئنان، ولكنني ما لبثت أن افتقدتهما حين اضطررت إلى تربية حفيدتي (نوره ومنى) بعد أن تحملت ذلك طوال السنين الماضية في تربية أولادي الستة وحدي... وعندما اعتقدت بأنني ارتحت أخيرا من الهموم عادت من جديد.

ماذا بعد؟ هل فكرنا يوما بأننا سنكون في مثل عمرهم إذا طال بنا الزمان؟ هل فكرنا بأننا سنعيش نفس معاناتهم ولهفتهم إلى الراحة بعد سنوات الشقاء؟

يقول الإمام زين العابدين (ع) مرة أخرى(إن حق الكبير توقيره لسنِّه وإجلاله لتقدُّمه في الإسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله وإن جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الإسلام عليك).

وأخيرا ندعو لوالدينا كما دعا سيد العابدين وخير الداعين :«اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف وأبرهما بر الأم الرؤوف».

نوال الحوطه


شكرا لنوابنا

 

نود أن نوجه رسالة شكر للنواب جميعا على جهودهم الكبيرة وأعمالهم الحثيثة ،واجتهاداتهم الواضحة في رفع المعاناة عن فئة من الموظفين، ونخص بالذكر موافقتهم الجماعية على تكريم من خدموا ثلاثين، تكريما لعطائهم، ونود منهم أن يكرروا تلك المطالب ويلحوا الطلب لأنه في الواقع سيكون انجازا تاريخيا مهما يمس شريحة من الموظفين الذين هم على مشارف التقاعد لذا وجب تكريمهم بهذه الطريقة واعتقد أن الموارد المالية موجودة ومتاحة وهي تفي بذلك، لا سيما أن هناك أموالا بالملايين تذهب هباء منثورا في ليلة واحدة لا يستفيد منها سوى النزر القليل من المواطنين فإذا أصبح الطلب يهم شريحة واسعة من المواطنين الذين قضوا 30 سنة فأكثر، فهناك عوائق لا حصر لها تقف أمامهم وللأسف هناك في مجلس النواب من يقف دائما في وجه مثل هذه المشروعات الحيوية المفيدة بينما يطبق الصمت على مصروفات تكلف الملايين .

نناشد نوابنا الاستمرار بالدفع نحو تطبيق مشروعهم بكل الوسائل النيابية المتاحة لهم ولا شك أن حكومتنا لن تألوا جهدا فى مراجعة هذا الطلب والموافقة عليه .

باسم علي

العدد 2724 - الجمعة 19 فبراير 2010م الموافق 05 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:51 م

      إلى السيد حسن الوادي مع التحية !!

      بإمكانك أن تطالب بتسمية جزيرة سترة .. التي تصنف بأنها ثاني أكبرجزيرة من جزر البحرين ... بالمدينة لتصبح وتكتب في السجلات الرسمية ( مدينة سترة ) .. ومبروك عليكم يا أهل سترة ... ونحن ليس لدينا إعتراض ... أما أن تتمنى أو تطالب بأن تسمى ( مدينة المنامة ) بالقرية .. فهذا ما لا نرضاه .. وأظنك أنت ايضا لا ترضاه .. فمن غير المعقول أن تصبح عاصمة البحرين بعظمتها وتسمى ظلما وزورا ( قرية المنامة )
      ويكفي بأن المنامة قد إنظلمت .. عندما هجرها سكانها الأصليون .. وحل معهم الأجانب من مجنسين وغير مجنسين ..

اقرأ ايضاً