العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ

دورة لغة الإشارة... المجتمع بدأ يسمع أصوات الصم

بمشاركة نسائية كاسحة وحوافز بتطوير المهارات

اختتمت الأسبوع الماضي دورة لغة الإشارة التخصصية التي نظمتها «جمعية الصم البحرينية»، في المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية، التابع لوزارة التنمية الاجتماعية في منطقة خليج توبلي، والتي استمرت أربعة أيام.

الدورة التي نظّمتها الجمعية للعام الرابع على التوالي، شارك فيها 20 متدربا من تخصصات وخلفيات مهنية وعلمية مختلفة، أغلبهم من الكوادر النسائية، ما يشير إلى نقلة نوعية في الوعي العام والتعاطي الإيجابي من المجتمع مع قضايا الفئات ذات الاحتياجات الخاصة التي تطالب بالاندماج.

وبدأت الدورة بالتعريف بالإعاقة السمعية وخصائص الشخص الأصم وفق الدراسات وبرامج التدريب الحديثة، وركّزت على المبادئ الأولى في لغة الإشارة الوصفية، مع تدريب عملي على الأبجدية الإشارية العربية، وطرق التواصل لتذليل الصعاب التي تواجه الأصم في التعامل مع محيطه، بما فيه الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الاجتماعية والأهلية. وفي ختام الدورة تم توزيع الشهادات على المشاركين، وتقديم درع تذكاري لمترجم لغة الإشارة السعودي صالح الجميعة، الذي قدّم برنامج الدورة، وأعقب ذلك حفل عشاء على شرف الحضور. «الوسط» التقت مجموعة من المشاركين لتتعرّف على آرائهم التي تعكس هذه النقلة النوعية في الوعي العام، طالما حلم بها ذوو الاحتياجات الخاصة، وأصدقاؤهم العاملون المتطوّعون في الجمعيات الأهلية، وخصوصا لهذا التنوّع الكبير في اختصاصات ومهن المشاركين. - هيفاء محمد (إعلام) معدّة برامج بالتلفزيون، اعتبرت الدورة تجربة جديدة حافلة بالمعلومات، وتقول: «آمل أن أتمكن من توظيف ما حصلت عليه من تدريبٍ على لغة الإشارة الوصفية في مجال عملي بالتلفزيون».

- عفاف خضير، طالبة سنة ثالثة بالجامعة، (علم نفس)، تقول: «أنا أحب هذا التخصص، لأنه يدخلني في عوالم النفس البشرية، وأحب أن أتعلم اللغات بما فيها لغة الإشارة الخاصة بالصم، وذلك أمرٌ ضروري للتواصل مع هذه الفئة من المجتمع».

- زينب محمد، (أعمال مصرفية)، تطمح إلى تعلم اللغة للعمل على مساعدة الصم، وتحسيسهم باهتمامنا بهم، وتقول: «سأحاول أن أنشر هذه اللغة من حولي وبين أهلي ليشعر الصم أنهم جزء من المجتمع، وليسوا أقلية أو منبوذين». وتضيف: «هذه هي المشاركة الثانية لي وستستمر مشاركتي في هذه الدورات، وقد زرت موقع جمعية الصم على شبكة الإنترنت وأفكّر جديا بالانضمام إليها وتفعيل عضويتي فيها لأشارك في هذا العمل التطوعي».

- مريم سبت، وزارة الإسكان، تعمل متطوعة مع الاتحاد الرياضي الخاص بالمعوّقين، الذي تشمل برامجه الصم أحيانا، واكتشفت أن التواصل معهم صعبٌ من دون معرفة لغة الإشارة. تقول: «اللغة ضرورية للإنسان غير المعاق الذي لا يعرف سلوكيات ونفسية المعاق، فإذا كانت لدينا فكرة جيدة عن كل إعاقة فسيسهل التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة».

- عالية الصيرفي، من قطاع البنوك، دفعها حب المعرفة والميل لتعلم اللغة إلى الالتحاق بهذه الدورة، وتوضح قائلة: «مع أن اللغة لا ترتبط مباشرة بعملي حاليا، إلا انه قد تستجد برامج أو مشاريع جديدة نستفيد منها، ولعلي أدخل مستقبلا في مجال الترجمة بلغة الاشارة».

- نسرين كريمي، من قسم التدريب في «تمكين»، تنمية الثروة البشرية، تقول: «كنت أتمنى أن أتعلم هذه اللغة لتساعدني في العمل التطوعي، لكي أساعد الصم في الخروج من العزلة. وكنت عندما أذهب إلى جمعية الهلال الأحمر ألتقي بعض الصم أحيانا، واكتشفت وجود صعوبة في التحدّث معهم، والدورة تساعدني في هذا السبيل».

- فضيلة عباس، (دبلوم محاسبة)، تقول: «كانت أمنيتي من زمان أن أتعلّم هذه اللغة، للتواصل مع الصم، فقد كانت لدي عدد من الصديقات ممن يعانين هذه الإعاقة، وأختي أنجبت بنتا تعاني إعاقة سمعية أيضا، لذلك أصررت على تعلم هذه اللغة، وستفيدني حتما في التعامل معهم، وسيفهمونني وأفهمهم أكثر».

- هاني عيسى، أب لطفلة صمّاء، يعمل ممرضا بوزارة الصحة، يقول: «أحب أن أتواصل مع الصم، وأخدمهم بأي شكل من الأشكال». وبصفته يعمل مسعفا أيضا بجمعية الهلال الأحمر البحريني، ستفيده مثل هذه الدورة في هذا المجال.


الدورة التدريبية... قطوف وثمرات

أجرت الجمعية استبيانا للمشاركين في آخر أيام الدورة، تبين من خلاله أن 70 في المئة منهم التحقوا بالدورة نتيجة الاطلاع على إعلان بالصحافة، و30 في المئة عن طريق الجمعية أو احد الأقرباء. و70 في المئة التحقوا بالدورة رغبة في مساعدة الصم وتسهيل اندماجهم في المجتمع، بينما أعرب البقية عن رغبتهم في اكتساب مهارات وقدرات شخصية جديدة.

* في سؤال عن الرغبة في الانضمام إلى أية دورات أخرى، كان هناك إجماع تام على كلمة «نعم» ومرادفاتها مثل: «بكل تأكيد»، و»لأتعلم المزيد».

* في الدورة السابقة شارك أحد رجال الدين الشباب، وهي علامةٌ إيجابيةٌ غابت في هذه الدورة، حيث يحتاج الصم إلى مراجعة علماء الدين للاستفسار عن المسائل الشرعية التي تعرض لهم في حياتهم اليومية، وتقف اللغة حاجزا في طريق التواصل. كما يبدي الصمّ حرصا شديدا على حضور الدروس الفقهية والمحاضرات الدينية، ربما كنوعٍ من التعويض عما تعرّضوا له سابقا من إهمال، وخصوصا لما يعانيه أكثرهم من محدودية المعرفة، نظرا لمحدودية التعليم.

* توزعت الخلفيات المهنية والعلمية والأكاديمية على مجالات الإعلام وعلم النفس والتمريض والأعمال الحرة والتسويق والمصارف والهندسة واختصاص صعوبات التعلم والخدمة الاجتماعية والعلوم الطبية واللغة الإنجليزية.

العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:09 م

      مبروك

      تهانينا للملتحقين والمنظمين للدورة، وإن شاء الله نرى كتب عن لغة الأشارة في البحرين، فلغة الأشارة كغيرها تختلف حسب المناطق ولها فروق كأختلاف اللهجات.

    • زائر 1 | 12:29 ص

      شي طيب

      أتمنى أن كل المؤسسات الحكومية و الخاصه خصوصا المستشفيات و البنوك و المحلات التجارية يدربون موظف واحد على لغة الاشاره

اقرأ ايضاً