العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ

«اللوحة المحدبة: منظور جديد»

نظم متحف البحرين الوطني حدثا فنيا بارزا، إذ تم افتتاح المعرض المخصص لأعمال الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة.

وسيسهم معرض الشيخ راشد الذي طال انتظار عشاق الفن التشكيلي له في دعم وتعزيز حركة الفنون التشكيلية في مملكة البحرين، وسيضفي مزيدا من الحيوية والديناميكية على أروقة متحف البحرين الوطني من خلال عرض نخبة من إبداعاته الفنية التي تمتاز بإيقاعاتها اللونية المفعمة بالحياة.

ويشمل المعرض الذي يحمل عنوان «اللوحة المحدبة: منظور جديد» 50 عملا فنيا قام الشيخ راشد بإبداعه من العام 2000 إلى 2010 حيث شهدت أعمال الفنان في هذه الفترة تناغما في الأبعاد بين الشكل والمضمون وامتزجت الألوان والمكونات بشكل غير تقليدي لتعكس بذلك النضج الفني والروح الإبداعية التي يمتاز بها الشيخ راشد. تتمتع لوحاته الفنية بتركيبة غنية، فهي مكونة من طبقات مصقولة بحرفية وتقنية عاليتين، تزخر بمزيج راقٍ من الألوان يمتع النظر ويحاكي الوجدان.

عندما تقف أمام أعمال الشيخ راشد تشعر بأن وراء هذه الأعمال روح فنية لا تحاكي الأبعاد المادية بألوان زاهية فحسب بل تخاطب الجمال وتجسده بحرية وإبداع. فلغة الحوار التشكيلي لديه هي الألوان ولوحاته هي السيمفونية التي يعزف من خلالها أجمل الإيقاعات اللونية التي تطرب العين بأرقى موسيقى بصرية.

امتازت أعماله الفنية التي قام بتشكيلها من العام 2000 إلى العام 2008 بأبعاد ثنائية مزجت بين الألوان المجردة والتعبير التجريدي بأسلوب خاص بعيدا عن الأطر التجريدية الحديثة، فأطلق العنان لريشته لتحلق بعيدا في عالم اللوحة بمزيج من الألوان الزيتية بصورة متناغمة ومتناسقة تارة وبشكل عفوي تارة أخرى، وبضربات أفقية وعمودية شكل هذه الطبقات ومن ثم قام بصقلها وتشذيبها بحرفية عالية، ليظهر بذلك العمق الحقيقي للوحة المحدبة ويبرز فيها مكامن الجمال والإبداع.

لقد أمضى الشيخ راشد نحو 40 عاما في البحث والتأمل من خلال الرسم بعلاقة غير جدلية تطورت فيها أعماله من المرحلة الانطباعية إلى الرمزية فالتجريدية. فهو يمتلك فلسفة خاصة يترجمها من خلال أعماله الفنية، فبالربع الأخير من العام 2009 إلى مطلع العام 2010 قام الفنان باستكمال مجموعة من اللوحات المحدبة أحادية اللون بأحجام مختلفة. وبشكل مختلف ومغاير لكل ما هو تقليدي استطاع الفنان أن يدخل مواد جديدة مثل الورنيش الياباني والقماش والصمغ، بطريقة تقنية أضفت على لوحاته بعدا آخر.

تتصف أعماله الحديثة بالفخامة والغموض وتعبر عن فكر فلسفي عميق وطاقة إبداعية خلاقة، نتجت عن موروث فني ثقافي عريق. فبهيمنة اللون الأسود الملكي وبمزيج من الأحمر الناري والأبيض النقي، تأخذك هذه اللوحات لتبحر بعيدا في عالم من الإيحاءات والوجدانيات.

يحظى الشيخ راشد بشهرة واسعة على المستوى الفني والثقافي فهو من أشد المؤيدين والمهتمين بالفن التشكيلي، كما أنه يهوى جمع واقتناء الأعمال الفنية النادرة، وهو الراعي الرئيسي لحركة الفنون التشكيلية في البحرين. ويشكل معرضه تجسيدا حقيقيا لتطلعاته ولرؤيته الإستراتيجية لمستقبل الفن التشكيلي في البحرين وارتباطه بالمشهد الفني المعاصر في دول مجلس التعاون الخليجي، ففي ظل ازدياد عدد المعارض الفنية والمتاحف والفعاليات التي تعنى بالفنون التشكيلية. يأتي معرض الشيخ راشد ليؤكد أهمية المعارض الخاصة، وليبرز دورها في المجتمع فهي تسهم في الارتقاء بمستوى تذوق الفنون وتعزز من نشر الوعي الفني لدى الجمهور.

يذكر أنه قد سبق للشيخ راشد أن أقام معارض خاصة بأعماله في كل من البحرين وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة (ميامي وواشنطن) وإيطاليا والأردن. وهذا المعرض هو الثالث الذي يقيمه في البحرين، كما أنه شارك بمعارض جماعية في أوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى.

سيستمر معرض «اللوحة المحدبة: منظور جديد» والمقام في متحف البحرين الوطني في الفترة بين 12 أبريل/ نيسان و 12 يونيو/ حزيران 2010.

العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً