العدد 2798 - الثلثاء 04 مايو 2010م الموافق 19 جمادى الأولى 1431هـ

مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي خارج الخدمة قبل تشغيله

أجهزته الباهظة انتهى تأمينها دون أن تستخدم

مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات
مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات

علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن مبنى مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات خالٍ منذ افتتاحه قبل عام لعدم رصد موازنة لتشغيله، وأكدت المصادر انتهاء التأمين على عدد غير قليل من أجهزة المركز الباهظة الثمن والتي لم يُشغل أي منها لحد الآن.

ومازال الطابقان الثاني والثالث من المركز خاليين، أما الطابق الأول فمازال مظهراً وأجهزة تقدر قيمتها بمليوني دينار بحريني لم يُستخدم منها شيء على رغم الضجة التي رافقت افتتاح المركز الذي أُنشأ بمبلغ 12 مليون دولار تبرعت بها حرم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم».

وكان رئيس مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي معز بخيت قد أكد خلال مؤتمر صحافي سابق عقدته الجامعة في مقرها حاجة المركز إلى المزيد من الدعم المالي للتشغيل وغيرها من الاحتياجات.

وقال رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي في معرض رده على رئيس مركز الأميرة الجوهرة: «إن جامعة الخليج العربي ملتزمة بتكاليف تشغيل مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات»، موضحاً أن «الجامعة ملتزمة بتكاليف تشغيل المركز ومسئولة عنها، وبالتأكيد التكاليف التشغيلية سوف تُغطى بالكامل».

يذكر أن مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات وهو مركز تابع لجامعة الخليج العربي وقد افتتح في السابع عشر من مايو/ أيار 2009 من قبل قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل إبراهيم وحرم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم.

وكان رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي قد وقع اتفاقية لتشغيل مركز الأميرة الجوهرة في 6 يناير/ كانون الثاني 2010 مع ممثل شركة «برايس واتر هاوس آند كوبر»، وبموجب الاتفاقية ستُعد اللجنة الاستراتيجية بمركز الأميرة الجوهرة بالتعاون مع الشركة استراتيجية لتشغيل المركز وخطة عمله التنفيذية التي من المقرر صدورها خلال الأشهر الستة المقبلة، وتبلغ الموازنة التشغيلية المؤقتة للمركز لمدة ثلاثة أشهر بمبلغ 500 ألف دينار، وكان من المزمع أن يتم استثمار الطابقين الأول والثاني والأرض المتبقية من المركز حتى يمول المركز نفسه بنفسه.

يذكر أن المركز في حال تشغيله الفعلي من المؤمل أن يُقدم خدمات التشخيص المتقدم من خلال وحدة الجينات الخلوية عبر عيادة التخصيب الخارجي، ليستقبل المركز الحالات المرضية المحولة من مراكز الطب العام والخاص في منطقة الخليج العربي، كما سيُقدم خدمات أخرى من خلال وحدة التشخيص الجيني للأمراض الوراثية والأمراض العامة المرتبطة بالتغيرات الجينية وخدمات التحليل الكيمائي والجزيئي والجيني للحالات المحولة إلى وحدة الأمراض الاستقلالية المرتبطة بنقض الأنزيمات لدى الأطفال. ويُناط بوحدة الجينات والمجتمع التابعة للمركز تقديم الخدمات التثقيفية للمجتمع المحلي والخليجي وإعداد بحوث ميدانية لأمراض المجتمع ورصد التشوهات الخلقية لدى الأطفال، فيما ستعمل وحدة البحوث على تقديم أحدث المناهج العملية في الطب الجزيئي وستشرف على برنامج الدارسات العليا.

ويهدف مركز الأميرة الجوهرة إلى العمل في مجال الخلايا الجزئية وتسخيرها في مجال زراعة الأعضاء والعلاجات المستحدثة والبحث العملي في المرحلة المقبلة، في خطوة للتكامل مع المراكز الطبية المتخصصة في المنطقة لدراسة وتشخيص الحالات النادرة، كما يهدف المركز أيضاً إلى تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة في الأمراض الوراثية الشائعة في المنطقة مع تقديم الفحص الجيني الشامل في مراحل ما قبل الولادة وفحص عام لأمراض الأطفال حديثي الولادة وكذلك تقديم خدمات توعية في مجال الجينات والطفرات في مراحل ما قبل الولادة مثل استشارات ما قبل الحمل وتقييم المخاطر والتشوهات الخلقية.

كما أنه من المخطط له أن يقدم المركز خدمات لأقارب المرضى لتحديد نسبة حاملي الطفرات واقتراح سبل الوقاية والاضطلاع بدور رائد في إجراء ودعم الأبحاث المتعلقة بالأمراض الوراثية والعمل على الارتقاء بالمستوى المعرفي والمهارات السريرية والتقنية في علوم الوراثة والأمراض الوراثية للعاملين في القطاع الصحي بشكل خاص مع وضع معايير تقييم الجودة للمختبرات التشخيصية للارتقاء بجودة الخدمات.

افتتاح المركز باحتفالية كبيرة

في 17 مايو 2009 قامت صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بمعية حرم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم، بافتتاح مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية؛ أول مركز علمي متخصص في منطقة الوطن العربي في هذا المجال الطبي والعلمي الذي يهدف إلى مواجهة إشكالات الأمراض الوراثية لمعالجتها ووضع سبل الوقاية منها.

وكانت رئيسة جامعة الخليج العربي السابقة رفيعة عبيد غباش قد عقدت في 19 مايو 2009 مؤتمراً مع نخبة من العالمات العربيات المتخصصات في مجال علوم الجينات والطب الجزيئي والأمراض الوراثية، واعتبرت أن «افتتاح مركز الأميرة الجوهرة تحدٍ كبير تحقق بفضل تكاتف أسرة جامعة الخليج العربي»، وعولت إلى إمكانيات مركز الجوهرة الذي يعتبر «أكبر وأحدث مركز من نوعه في المنطقة» لتقديم أحدث الأبحاث والعلوم الطبية التي من شأنها علاج العديد من الأمراض الوراثية. ولفتت غباش إلى طبيعة الأمراض الوراثية في مجتمع الخليج حيث تتفاقم تلك الأمراض نتيجة زواج الأقارب لذا تنبع الحاجة للطب الجزيئي وعلوم المورثات وعلى مستوى تتيح نماذج دراسة الطفرات الجينية والأمراض الوراثية في منطقة الخليج العربي مخزوناً كبيراً للعلماء للأبحاث والدراسات على العديد من العينات.

وقد اعتبر افتتاح مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية في البحرين خطوة نوعية نحو تحقيق حياة صحية أفضل خالية من الأمراض الوراثية على مستوى البحرين والوطن العربي، وجاءت فكرة تشييد هذا الصرح الطبي كأول مركز يتناول الأمراض الوراثية بالبحث والعلاج والوقاية في الوطن العربي ويركز على أسباب الأمراض المتعلقة بالتغيرات والطفرات الجينية الوراثية والأمراض المكتسبة وذات الصلة بالطفرات الجينية مثل مرض السكري والحساسية وأمراض الدم والشيخوخة والأورام والتشوهات الخلقية.

كما جاء إنشاء مركز الأميرة الجوهرة بدعم من سمو الأميرة الجوهرة بمقدار 12 مليون دولار ودعم من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي أصدر أمراً ملكياً يقضى بهبة قطعة أرض بمساحة 12 ألف متر مربع لبناء المركز على مساحة 4 آلاف متر مربع والإعفاء من جميع المصروفات الحكومية، كما أشرفت جامعة الخليج العربي على المشروع وساهمت بنسبة 30 في المئة من كلفة المركز.

ويتألف مبنى المركز من ثلاثة طوابق بملحقاتها من القاعات والمختبرات والمكتبة المتخصصة، بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات كبرى تستوعب أكثر من 500 مقعد وصالات استقبال واجتماعات مهيأة بأحدث التجهيزات والوسائل ويقوم على تسيير المركز هيئتان هما الاستشارية العلمية العليا والأخرى الأكاديمية الفنية.

وتتشعب أنشطة المركز إلى سبعة أقسام هي وحدة التشخيص الجزيئي لتقديم خدمات تشخيص للأمراض المختلفة على المستوى الجزيئي ووحدة التشخيص الجيني لتقديم خدمات تشخيصية على المستوى الجيني ووحدة الجينات الخلوية للخدمات التشخيصية على مستوى الكروموسومات ووحدة الأمراض الاستقلابية لتقديم خدمات تشخيصية على المستوى الحيوي للانزيمات، بالإضافة إلى وحدة الجينات والمجتمع والتثقيف الصحي والمهتمة بتشوهات الولادة وأمراض الدم الوراثيتين ووحدة الدراسات السكانية والإحصاء لإعداد الدراسات الإحصائية المختلفة وأخيراً وحدة البحوث المركزية التي تقدم الخدمات المركزية في مجال البحث العلمي على مستوى الخلية.

وللمركز أربعة توجهات استراتيجية هي تعزيز التكامل بين التخصصات الطبية المختلفة والطب الجزيئي في مجالات التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع والتركيز على بناء القدرات في منطقة الخليج العربي في مجال البحث العلمي والخدمات التشخيصية الجزيئية في علوم المورثات والأمراض الوراثية وتعزيز البحث العلمي التطبيقي والاستشارات الخارجية والتعاون مع المراكز الإقليمية والعالمية وربط المركز بالمراكز المماثلة في المنطقة والعالم والسعي لتحقيق الاستقلالية المالية بتنويع مصادر الدخل التقليدية وغير التقليدية.

يذكر أن المركز الذي وضع حجر أساسه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2006 وباشرت مهمات إنجازه لجنة عليا بإشراف مباشر من رئيسة جامعة الخليج العربي رفيعة عبيد غباش، ويحمل المركز اسم سمو الأميرة الجوهرة تقديراً لدعمها للمشروع بكفلها نفقات تشييده لخدمة الأوساط الطبية والعلاجية في منطقة الخليج والوطن العربي.

العدد 2798 - الثلثاء 04 مايو 2010م الموافق 19 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:38 م

      أحسن

      والله الحكومة ما خسرت شي كله من تبرعات هذا أنتو يا أهل البحرين طرار ويتحمق صبرو شوي و الخير ياي مشروع مثل هاذي يحتاج له وقت بدأ بالأنشاء والياي أحسن وتركو عنكم التصغير والانتقاد غير المجدي

    • زائر 4 | 10:47 ص

      مواقف سيارات أحسن

      لو تم إنشاء مواقف سيارات مكانه لكان أفضل. على الأقل يكون مردود المواقف لأحد الوزراء الفقراء لكن من الهوامير!!

    • omzainab2 | 5:25 ص

      مشكل

      عم الفساد في هالبلد والله خساير مركز شكبره وشحلاته لكن بدون فايدة .. زين ممكن تخقسمونه بيوت اسكان وتعطونه هالفقارى مو أحسن ؟؟؟

    • زائر 3 | 5:23 ص

      لماذا التأخير ..؟؟!!

      مازلنا نعانى في البحرين و الدول الخليجية من غياب الاستراتيجية للمشاريع التنموية في كافة المجالات .. بسبب العقلية المتحجرة ...الرسمية .. !! مشروع كلف 12 مليون .. وهو الان مجرد صرح جامد .. سيتآكل بفعل عوامل الطبيعية والغير الطبيعية " عوامل التعرية " .. مازلنا نجرى وراء الدعاية و الفشار والزخرفة والقشور ..والصور و الاعلام الكاذب ..!!! ان مشروع المركز ليس سوى عينة لمشاريعنا .. الفضفاضة التى تفتقد الي التخطيط السليم

    • زائر 2 | 4:44 ص

      والله حاله

      انا ماخدين مني دم من شهر 2 جق الجيننات الوارثية لحين ما طلعت . قول بعدين شهرين ونصف لم رحت قول لي لحين ما برزت . ولي يشتغلون في السلمانية بس موظفتان .

    • كشاجم | 2:02 ص

      خريجات هذا التخصص جاهزين للعمل لكن

      خريجات هذا التخصص جاهزين للعمل لكن الواضح أنهم يريدون ناس وناس.
      الخريجات بدرجة امتياز ومن جامعات عريقة وليست من دكاكين حلاقة!!
      تحياتي

    • جمرية تبي تشتغل | 11:34 م

      الصبر مفتاح الفرج

      ينتظرون أحد ثاني يتبرع علشان يشغلونه !!

اقرأ ايضاً