العدد 2813 - الأربعاء 19 مايو 2010م الموافق 05 جمادى الآخرة 1431هـ

كيف بدأت قرية فلسطينية واحدة حملة كبيرة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تركّز معظم التغطية الإعلامية المحيطة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على قصص وأخبار العنف واليأس. ولا يُعرَف سوى القليل عن الحركة اللاعنفية بقيادة فلسطينية، التي تعمل على توحيد الفصائل الفلسطينية المتناحرة، بما فيها فتح وحماس، وتشجّع مئات الإسرائيليين على العبور إلى الضفة الغربية وغزة للمرة الأولى للانضمام إلى الجهود اللاعنفية.

يوثّق فيلم وثائقي طويل عنوانه «بدرس»، أنتجته منظمة «الرؤية العادلة» (Just Vision) ومركزها واشنطن العاصمة والقدس، الجهود المدنية الإسرائيلية والفلسطينية اللاعنفية لحل النزاع. ويسرد الفيلم قصة «بدرس»، وهي القرية التي ولدت فيها هذه الحركة.

أتى إياد مُرّار، مؤسس هذه الحركة، وهو منظّم مجتمعي فلسطيني من «بدرس» إلى الشمال الغربي من رام الله في الضفة الغربية، أتى بالنساء إلى قلب النضال، بالتعاون مع ابنته التزام مُرّار. وفي العام 2003، ورداً على جدار الفصل/ السياج الذي صُمّم لمصادرة جزء من أرضهم، قام كل من الأب وابنته بإنشاء حركة لاعنفية مازالت مستمرة حتى اليوم، تهدف إلى القيام بمظاهرات لاعنفية لتحويل مسار الجدار بعيداً عن الأراضي التي يملكها فلسطينيون.

يعرض الفيلم صوراً لفلسطينيين يبكون أشجار الزيتون المقتلعة، وحرس الحدود الإسرائيليين وهم يكافحون حول ما إذا كان يتوجب عليهم استخدام العنف ضد ناشطي السلام الإسرائيليين، وشباب فلسطينيين يجري الضغط عليهم لأن الحجارة التي يرجمونها على الجنود الإسرائيليين تهدّد بتحويل حركة سلمية إلى مواجهة عنفية.

ويُظهِر واحداً من أكثر المناظر إثارة للعاطفة نساءً فلسطينيات يقفزن قرب الجرافات، وجندية إسرائيلية تتحدث مع نساء فلسطينيات في بدرس. ورغم أن هذا الفيلم يعرض قصة هذه القرية بالذات إلا أن هدفه الأوسع هو إظهار أن التغيير يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط من خلال أساليب سلمية.

عُرِض فيلم «بدرس» للمرة الأولى في حفل كبير في مهرجان دبي الدولي للأفلام في ديسمبر/ كانون الأول 2009. اختتمت الأمسية بكلمة ألقتها الملكة نور الحسين ملكة الأردن السابقة، امتدحت فيها الفيلم قائلة أن بدرس «توفر لنا كمّاً هائلاً من الأمل... إنها قصة سيكون لها أثر ويمكنها أن تساعد على تحقيق التغيير».

حصل فيلم «بدرس» على جائزة جمهور بانوراما في مهرجان أفلام برلين في فبراير/ شباط 2010 بعد أن بيعت جميع التذاكر في عرضه الأول. ويجري عرض الفيلم الآن في كندا وسيعرض قريباً في أوروبا.

قامت بإخراج الفيلم الوثائقي الطويل جوليا باشا وشاركت بإنتاجه الصحافية الفلسطينية رولا سلامة وصانعة الأفلام والناشطة في مجال حقوق الإنسان رونيت أفني. يأسر فيلم «بدرس» - الذي يدمج مقتطفات من مصادر متعددة بمهارة، ويُجري مقابلات مع إسرائيليين وفلسطينيين - الجمهور خلال كامل فترة الـ 82 دقيقة من الحوار بالعربية والإنجليزية والعبرية.

انطلقت منظمة «الرؤية العادلة» العام 2003 بهدف ضمان أخذ القادة المجتمعيين الإسرائيليين والفلسطينيين، البارزين المقدَّرين والمؤثرين في مجالهم، على محمل الجد كشركاء للسعي في تحقيق السلام. و»بدرس» هو الفيلم الثاني لهذه المنظمة، حيث يسرد فيلمها الأول الحائز على جوائز عالمية وعنوانه «نقطة المواجهة» (Encounter Point) القصة الحقيقية لقادة كل يوم، الذين يرفضون الجلوس والتفرج على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وهو يتصاعد، والذين يختارون بدلاً من ذلك تشجيع الحلول اللاعنفية للنزاع.

قد تصعب مشاهدة «بدرس» أحياناً بالنسبة لهؤلاء الذين استثمروا عاطفياً في المجتمع الإسرائيلي أو الفلسطيني لأنه يعرض نواحٍ سلبية للمجتمعين.

يأتي جزء من سِحره من حقيقة أنه يتحدّى الجمهور على إعادة تقييم بعض الصور النمطية التي قد يحملونها عن النزاع. وكما تقول التزام مُرّار «أعرف الآن أن الإسرائيليين ليسوا جميعاً متماثلين».

ويؤمَل أن يعمل هذا التوجه الذي بدأ ينتشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك رسالة «بدرس» حول اللاعنف، على التقدم بنا خطوة أقرب إلى حل هذا النزاع.

*مديرة المشاريع في منظمة «Intersections العالمية»، التي تتخصص في التواصل عبر الثقافات، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2813 - الأربعاء 19 مايو 2010م الموافق 05 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:41 ص

      اللاعنف في فلسطين وهم...أجودي

      لا يمكن لهذه البقعه من الأرض, ان تهدئ! لأنها هيه المركز.. هيه >الدينمه< هيه المحرك لأكثر الأمور في العالم!!! بها ولها شنة الحروب, لأجلها ماتت شعوب.. كيف يعمها السلام الوهم؟ لن تعرف هذه الأرض السلام واللاعنف, الا بعد اختراع او ابتكار شيء او مكان او زمان, يحرك العالم كما تتطلع الأنظمة الدكتاتوريه.. أو تتحول أنظمة الدول كل الدول, من الاستبداديه, الى الانسانيه....

اقرأ ايضاً