العدد 2832 - الإثنين 07 يونيو 2010م الموافق 24 جمادى الآخرة 1431هـ

رؤيتنا الأمنية تعتمد أجندة التواصل والحوار مع المجتمعات المسلمة

مدير دائرة الحوار العالمي في مجلس الأمن القومي الأميركي لـ «الوسط»:

قال مدير دائرة الحوار العالمي في مجلس الأمن القومي الأميركي براديب رامامورثي لـ «الوسط»، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما اختطت طريقاً مختلفاً في استراتيجية الأمن القومي تعتمد على ركائز جديدة من بينها تنشيط الحوارات العالمية في الدبلوماسية العامة والتنمية والمساعدات الدولية ضمن الجهود الساعية إلى تحقيق مجموعة من أهداف الأمن القومي. وقال رامامورثي إن واحدة من الأولويات هي تحقيق رؤية الرئيس أوباما في انطلاق بداية جديدة مع العالم الإسلامي.

وتحدثت «الوسط» مع رامامورثي عن خطاب الرئيس أوباما في القاهرة العام الماضي الذي أكد خلاله عزم الولايات المتحدة على الاستمرار في التواصل والانخراط مع المجتمعات المسلمة حول العالم، وذلك من خلال فتح «بداية جديدة» تقوم على شراكات جديدة تحدث عنها أوباما في 26 أبريل/ نيسان الماضي في شيكاغو أثناء انعقاد القمة الرئاسية لرواد الأعمال، إذ قال «إن التغيير الفعلي يحدث من القاعدة إلى القمة، من القاعدة الشعبية، بدءاً بالأحلام والحماسة لدى الأفراد الذين يخدمون مجتمعاتهم».


مدير دائرة الحوار العالمي في مجلس الأمن القومي الأميركي براديب رامامورثي لـ «الوسط»:

رؤيتنا الأمنية الجديدة تعتمد أجندة الحوار والتواصل مع المجتمعات المسلمة

المنامة - منصور الجمري

قال مدير دائرة الحوار العالمي في مجلس الأمن القومي الأميركي براديب رامامورثي لـ«الوسط»، إن إدارة الرئيس باراك أوباما اختطت طريقا مختلفا في استراتيجية الأمن القومي تعتمد على ركائز جديدة من بينها تنشيط الحوارات العالمية في الدبلوماسية العامة والتنمية والمساعدات الدولية ضمن الجهود الساعية إلى تحقيق مجموعة من أهداف الأمن القومي. وقال رامامورثي إن واحدة من الأولويات تحقيق رؤية الرئيس أوباما في انطلاق بداية جديدة مع العالم الإسلامي.

ويعتبر المراقبون تسلم رامامورثي هذه المهمة ضمن فريق داخل مجلس الأمن القومي خطوة الى الأمام، ولاسيما أن الشخصية - ذات الأصول الهندية - خدمت في عدة مهمات سابقا في البيت الأبيض، وفي مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، كما كان رئيس تحرير مجلة «جورج تاون للشئون الدولية».

«الوسط» تحدثت معه عن خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة العام الماضي الذي أكد خلاله عزم الولايات المتحدة على الاستمرار في التواصل والانخراط مع المجتمعات المسلمة حول العالم، وذلك من خلال فتح «بداية جديدة» تقوم على شراكات جديدة تحدث عنها أوباما في 26 أبريل/ نيسان الماضي في شيكاغو أثناء انعقاد القمة الرئاسية لرواد الأعمال بالقول «إن التغيير الفعلي يحدث من القاعدة إلى القمة، من القاعدة الشعبية، بدءا بالأحلام والحماسة لدى الأفراد الذين يخدمون مجتمعاتهم»، مضيفا أنه «حتى في الوقت الذي تعهد فيه بالتزام الولايات المتحدة بمعالجة دواعي القلق الأمنية والسياسية، مثل النزاعات الدائرة في العراق وباكستان وأفغانستان والشرق الأوسط فقد أوضحت أيضا في القاهرة أننا بحاجة إلى شيء آخر، وهو بذل مجهود متواصل من أجل الاستماع إلى بعضنا البعض والتعلم من بعضنا البعض، واحترام بعضنا البعض... تعهدت بإقامة شراكة جديدة، ليس فقط بين الحكومات، ولكن أيضا بين الشعوب في القضايا الأكثر أهمية في حياتهم اليومية».

«الوسط» التقت مدير دائرة الحوار العالمي في مجلس الأمن القومي الأميركي أمس الأول أثناء زيارته للبحرين، وفيما يأتي اللقاء:

ما هي خلفية المهمات التي تتولونها حاليا ضمن مجلس الأمن القومي؟

- إن خلفية المهمات التي نقوم بها تنطلق من كلمة الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة العام الماضي (4 يونيو/ حزيران 2009) والنقاط المهمة التي تحدث عنها الرئيس أوضحت عدة مجالات تتطلب بذل الجهود لتحقيقها سواء كان في أفغانستان أو العراق أو في المناطق الأخرى من العالم الإسلامي، فنحن بحاجة الى عمل مباشر لتفعيل الحوارات والتوصل الى قناعات مشتركة تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل بشأن القضايا المهمة، وهذا يعتبر الآن ركنا رئيسيا في سياستنا الخارجية وامننا القومي، ونحن نرى أن الأمن الشامل يتطلب العمل في مجال التواصل وتحقيق التفاهم والتعاون في التعليم والبحث العلمي والاقتصاد وريادة الأعمال والصحة، ونحن نرى هذه البرامج جزءا أساسيا من النهج الجديد، واعتقد بأنه إذا نظرت إلى الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي صدرت الأسبوع الماضي فستجد أن الطرح يتحدث عن أن التواصل من خلال هذه القضايا أمر أساسي.

الرئيس باراك أوباما نشر التفاؤل في أميركا والعالم، وتحدث في أنقرة والقاهرة، وتحدث الى الإيرانيين عبر اليوتيوب، ولكن لو نظرنا الى الواقع الآن بعد عام من كل ذلك التفاؤل فمازلنا لا نرى تغييرا كبيرا في السياسة الأميركية في المنطقة؟

- يمكن أن نرى فرقا كبيرا في المضامين وفي السياسات، وأريد أن أؤكد أن كلمة الرئيس أوباما في القاهرة لم تكن جهدا خاصا، وإنما هي تعبير حقيقي عن سياسة جديدة بشأن كيف تتعامل الإدارة الأميركية مع قضايا عديدة، سواء كانت أمنية أو أجندة إيجابية، ففي هذه المنطقة يود الرئيس أوباما أن يطرح نهجا مختلفا، وقد عين مبعوثين للبحث العلمي في عدة مناطق، كما أعلن عن تأسيس صندوق لدعم الإبداع والبحث العلمي، وقد نظمنا مؤتمرا عالميا لرواد الأعمال في أبريل الماضي، وحققنا تقدما ملموسا في العراق، ولذا فنحن نفكر في هذه المواضيع بوجهة نظر بعيدة وهي تحتاج الى الوقت، ولكننا واثقون من السير قدما لتحقيق أجندة الحوار والتواصل البناء.

ربما تكون هذه تطبيقات لسياسة القوة الناعمة والجاذبة، ولكننا مازلنا نرى أن السياسة الأميركية محبطة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، حيث الانحياز الواضح، وهذا يكلف أميركا سمعتها وكذلك يكلف حياة جنودها في الأزمات ويكلفها في مصالحها الاقتصادية؟

- لقد اعلن الرئيس أوباما التزامه بحل الدولتين لتنشيط العملية السلمية، وهناك الآن محادثات التقريب بين الجانبين، وقد ارسل مبعوثه الخاص جورج ميتشيل إلى المنطقة ونحن نؤمن بأن هذا الموضوع صعب ونحتاج الى مواجهة التحديات ونحن نعتقد بأن كل الأطراف عليهم مسئولية يتحملونها لتحقيق السلام.

ولكن الحديث عن حل الدولتين اصبح نوعا من الخيال مع حكومة إسرائيلية تسعى لتغيير الضفة الغربية وتغيير هوية القدس وأحكام الخناق على غزة، فأي حل نتحدث عنه؟

- نحن نتحدث عن حل يقوم على الدولتين، ونحن نعمل مع مختلف الأطراف ونعلن التزامنا هذا الحل.

نرى أن الوضع يزداد سوءا في أفغانستان وباكستان، فإن الوضع يزداد سوءاً، فهل أن الاستراتيجية الجديدة تطرح بديلا عما يجري حاليا؟

- لو نظرت الى أفغانستان فستجد أننا زدنا مساعداتنا المدنية ونحن زدنا الجهود غير العسكرية بشكل واضح، ولكننا في الوقت ذاته نبذل جهودا كبيرة لللتصدي لتنظيم القاعدة ولتعطيل البرامج الإرهابية.

إدارة الرئيس السابق جورج بوش طرحت أجندة الحرية والديمقراطية، والإدارة الحالية تطرح أجندة الحوار والتواصل، ولكن من ناحية فعلية ما هو الفرق؟

- إن كثيرا من التحديات التي نواجهها مشتركة، ونحتاج الى معالجتها بالتضامن، وإذا كنا نتحدث عن المتغيرات المناخية أو الأمنية أو الاستراتيجية، فإننا نحتاج إلى التواصل متعدد – الأطراف، ولدينا برامج للتواصل بين الحكومات وحتى مع الشعوب، وتجد هذا التواصل على عدة مستويات وعدة جهات.

مع اقتراب انسحاب القوات الأميركية من العراق، هناك حديث عن احتمال فراغ أمني، بينما يتحدث آخرون عن التصعيد مع إيران، فكيف ترى ذلك؟

- لن أتحدث عن الموضوع، لأن مجال تخصصي يختلف، وبالنسبة إلى العراق فإن التزامنا بأمنه واستقراره بعيد المدى من خلال ترتيبات متفق عليها، وحتى لو انسحبت قواتنا من مناطق القتال فإن ذلك لا يعني تخلينا عن مسئولياتنا تجاه أمن العراق ومساندة الحكومة العراقية.

هل تتضمن الاستراتيجية التعامل مع قوى أخرى خارج إطار الدولة، كما نرى حاليا دعوات متكررة للحديث مع حركة طالبان في أفغانستان؟

- لست مختصا للحديث في هذا المجال.

ماذا تطمح الاستراتيجية الجديدة التي تتضمن أجندة للتواصل والحوار أن تحققه على المدى المنظور؟

- لدينا الكثير من البرامج التي نتطلع الى تنفيذها والتوسع فيها، سواء كان ذلك في تبادل الخبرات أو في توفير الدعم والمنح للمساهمة في التطور الاقتصادي وتنمية العلاقات، وهذه البرامج متنوعة وكثيرة، ونرى حالياً ازدياد بنسبة 30 في المئة عما مضى، ونحن نسعى الى تطوير عدة مشروعات سنبدأها قريبا، بعضها يحتاج الى الوقت والجهود المتواصلة.

ولكن كيف ستقيسون إذا كانت أجندة التواصل هذه حققت أهداف الاستراتيجية الأمنية الجديدة؟ كما أن الإدارة السابقة كانت لديها برامج تواصلية من هذا النوع، سواء كان في تقديم المنح أو في تشجيع رواد الأعمال...

- نعم كانت هناك برامج سابقة، ولكنها ازدادت، ونرى أن شعبية الرئيس الأميركي ازدادت عالميا، وكذلك سمعة أميركا تحسنت لدى الكثير من المجتمعات التي تقدر التطور العلمي والتكنولوجي في أميركا وتقدر المساعدات في هذا الجانب، ونحن نستثمر كثيرا حاليا في هذا المجال، وقد اعلنا عدة مشروعات مشتركة بين علماء أميركان وعلماء من عدة مناطق مهمة، وهذا التطور مهم جدا.

هل تتضمن الأجندة الجديدة تشجيع «الحكم الصالح» (الرشيد)؟

- بلاشك لدى الإدارة الأميركية اهتمام بتطوير ممارسات الحكم الصالح (الرشيد) في مختلف أنحاء العالم، ونعتقد بأن الاستجابة من الحكومات لمتطلبات المجتمع مهمة جدا.

ولكنكم لا تستطيعون طرح هذه الاجندة، وإلا فإنها ستكون شبيهة بالإدارة الماضية وقد تتهمون بالتدخل في الشأن الداخلي؟

- لقد اتخذنا عدة خطوات باتجاه التواصل في مختلف المجالات، وليس من الضروري أن نحقق مهمة قبل الأخرى، نحن نسير في عدة جهات وعلى مختلف المستويات وبالتالي فإننا نسعى إلى تحقيق النجاح فيما نعلنه من مبادرات تواصلية. ستكون هناك مجالات نتقدم فيها أكثر من غيرها، ولكننا ملتزمون بالإصرار على التقدم إيجابيا على مختلف الجهات، ونحن لسنا في مهمة قصيرة الأجل، وإنما نسعى إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى تتطلب منا جهودا تواصلية ومستمرة على المدى البعيد، تماما كما أوضح الرئيس أوباما في خطابه في القاهرة.

هناك حديث عن تضييق على الحريات المدنية للمسلمين في أميركا بسبب الشك في انتماء بعض الشباب لاتجاهات متطرفة؟

- لا أوافق على كلامك بأننا تعرضنا للحريات المدنية للمسلمين، ولقد تحدث المسئولين الأميركان مع قيادات المجتمع المختلفة سعيا إلى معالجة قضايا من هذا النوع، ونجد أن زعماء مسلمين يشاركون في هذه الجهود في الولايات المتحدة الأميركية، وأعتقد بأن ما أشار إليه عدد من قادة المجتمع أن الذين يتورطون في أعمال إرهابية يسعون الى إخفاء تصرفاتهم وسلوكياتهم، لأن الأكثرية داخل المجتمع الذي ينتمون إليه يرفضونهم، ونعتقد بأن التعاون على أساس الشراكة المجتمعية ساعد في التصدي لإرهاب «القاعدة» والتنظيمات المماثلة.

العدد 2832 - الإثنين 07 يونيو 2010م الموافق 24 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:05 ص

      العدل

      ادا كانت امريكا صادقة فلتدع جميع الدول العيش بسلام واعطاهم الحرية فى تطوير بلادهم وارجاع الحقوق المغتصبة وحق تقرير المصير . وعدم مساعدت الانظمة القمعية فى ارهاب شعوبها.
      ابو السادة

    • زائر 3 | 4:46 ص

      هذا أثر فأسك

      هناك حقيقة واضحة .. ان كافة قرارات البيت الابيض تقر من قبل اللوبي الصهيوني .. ان كافة الرؤساء الامريكيين يبدؤن مشوار الرآسة الامريكية بالولاء المطلق للصهيونية العالمية .. من لبس الطاقية اليهودية وزيارة النصب ما يسمي " بالهولوكوست " الي الاقرار بأن القدس عاصمة ابدية للكيان الصهيوني .. قد تتغير الوجوه ..ولكن الفكر الصهيوني هو العامل المشترك ... ان الجرائم الامريكية مازالت ترتكب في كافة بقاع العالم .. المباشرة و الغير مباشرة في العراق في فلسطين في افغانستان في اليمن ...الخ

    • زائر 2 | 11:57 م

      -

      بسأل سؤال يصير أنا أحصل الجنسية الامريكية وشلون ؟؟؟ أبغي أعيش دنيا ثانية بس بديني محد يقول لي صيري كافرة ما أبي غير الإسلام

    • زائر 1 | 10:08 م

      الرشد

      ما راى البيت الاابيض فى تغيير الهويه للشعب البحرينى

اقرأ ايضاً