العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ

ومازال مصيرهم مجهولاً

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في البداية نتوجّه إلى قضائنا العادل، ونشكره نيابة عن الأخت التي تطرّقنا إلى مشكلتها في العدد 2380 تحت عنوان «ولينظر القضاء في أمرها»، عندما رُميت في الشارع مع أبنائها نتيجة صراع بينها وبين زوجها - طليقها الآن - ولقد ردّ القضاء الحق لها بتمكينها من منزلها.

كما نتوجّه بالشكر الجزيل إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، لتوجيهها المجلس الأعلى للمرأة بمتابعة القضيّة، ولكن مازال مصير المرأة مع أبنائها في الشارع إلى يومنا هذا، لولا رحمة أخيها وزوجته بها وبأطفالها.

لقد أصدر القاضي حكمه بتمكين المرأة وأطفالها من المنزل، فما كان منها إلاّ التهلهل والفرح، لرجوعها إلى منزلها مع أبنائها، ولكن لأنّ الحكم كان تمكيناً فقط لم تحصل المرأة على حقّها من البيت، فقامت محاميتها برفع دعوى أخرى، حتى تحصل المرأة على المنزل بالقوّة الجبرية، وحمداً لله بأنّها كسبتها، ولكن للأسف لم تستطع دخول المنزل، فلقد كان طليقها جاهزاً لهذا الموقف، عندما طلب من وزارة الكهرباء بقطع الكهرباء عن المنزل، لعدم سداده الفاتورة التي لا تقل عن 1500 دينار.

دخلت المرأة بيتها المهجور لأكثر من 3 أسابيع قضتها في مرار وألم، ولم تجد منه إلاّ رائحة العفن، بسبب عفن الدجاج والسمك والأكل داخل ثلاّجتها، وبالتالي لم تستطع أخذ حقّها بالكامل.

لا تستطيع المكوث في بيتها الذي دفعت ثمنه من حياتها ورواتبها لإنشائه مع عدم وجود ورقة إثبات - غير الشهود الذين كلّمهم زوجها - بسبب الكهرباء أوّلاً، والرائحة العفنة ثانياً، وليس لها اليوم إلاّ رفع الأيدي تشكو إلى الله حالها.

وللعلم بأخبارها، فلقد رفع عليها طليقها حالياً 3 دعاوى، واحدة تطلب تأكيد الطلاق، والثانية تطلب حق حضانة الأبناء، والثالثة استأنف فيها حقّه في البيت، ولم نكمل الحكاية.

تشتّت العائلة، وتحوّلَ حلم المرأة في تعليم أطفالها وتربيتهم تربية سليمة إلى كابوس حالك، لا تعرف كيف تنتهي منه، فالأبناء الكبار عند أهل الأب، والصغار عندها، ولا تعلم متى يمنُّ الله عليها بالرجوع إلى بيتها والاستقرار فيه مرّة أخرى مع أبنائها الأربعة.

مَن يرضيه هذا الحال؟ ومن يستطيع الصبر على هذا الحال؟ في وقت أصبح عش الزوجية من أهم الضرورات لتربية الأبناء، وخاصة أنّ أحد الأبناء محروم من الامتحانات بسبب المواقف الطارئة في حياته، التي لا تجعله يركّز في الدراسة، فالأم هي الصدر الحنون الذي يتابع هذه العملية، ولكنّها بعيدة اليوم عن الوصول إلى ابنها، بسبب تشتّت الموقف بين الطرفين.

هل يمكننا الإسراع بقانون الأحوال الشخصية الذي تطالب به الأميرة سبيكة بنت إبراهيم، حرصاً منها لتجنّب المرأة وأطفالها هذه المواقف وغيرها من المواقف المشابهة؟ وهل يستطيع القضاء النزيه الإسراع في حل معضلة أختنا هذه؟ فالأمر لا يمكن أن يطول دون تعرّض المرأة لجنون الحياة، فالدنيا لا ترحم أحداً في بعض الأحيان، ونتمنى أن يتذكّر هذا الزوج تلك الأيام الجميلة التي جمعته بامرأته، والتي أثمرت 4 زهور إلى الدنيا، وليعلم قول الرسول (ص): (خيركم خيركم لأهله)! ومازال مصير هذه الأسرة مجهولاً إلى حين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:55 ص

      ابكي على ما جرى لي يا هلي..

      شكرآ استاذه مـريم..

    • الغدير | 11:47 م

      يا مريم

      قانون أحكام أسرة على الهيملي ما نبغى، خل يضبطونها ويمنعون أي تجديد فيه ويكون كل شيء فيه حسب الأصول والشريعة الإسلامية وأنا أول واحد أبصم على القانون

    • زائر 1 | 10:49 م

      صباح العدل

      مسامحة هل تتكلمين عن تدخل الكبار للحصول على الحق يعني نحن يجب ان ندخل جهات غير لتسريع الحصول على حقوقنا . ..................... اذا كان خصمك =====؟

اقرأ ايضاً