أجرى فريق زراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي برئاسة الطبيب صادق عبدالله مساء يوم أمس الأول (الجمعة) وبالتعاون مع فريق زراعة الأعضاء بمستشفى القوات المسلحة بالسعودية، عمليات نقل وزراعة أعضاء لثلاثة مرضى بـ «السلمانية الطبي»، اثنان منهم بحرينيان، والآخر سعودي.

وقال رئيس فريق زراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي صادق عبدالله: «عند الساعة الثامنة من مساء أمس بدأت العملية الأولى التي قام الفريق خلالها بنقل أعضاء من مريضة فلبينية (52 عاماً) توفيت دماغياً منذ يومين، بعد موافقة ابنتيها على إجراء عملية التبرع بأعضاء والدتهم.

وأشار عبدالله إلى أن العملية الثانية والثالثة هما نقل الكليتين لمريضين بحرينيين في العقد الرابع والخامس من العمر، والعملية الرابعة نقل الكبد لمريض سعودي من مستشفى القوات المسلحة بالسعودية، وبذلك ستنقذ الأعضاء المتبرع بها حياة 3 مرضى.

باكورته تُعيد الحياة لمريضين بالفشل الكلوي وثالث بزراعة بـ«الكبد»

استئناف برنامج التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً في «السلمانية»

الوسط - علياء علي

استأنفت وزارة الصحة برنامج التبرع بالكلى من المتوفين دماغيا بعد توقفه منذ العام 2007، وكانت باكورة البرنامج إجراء عمليتي زراعة كلى لمريضين بحرينيين بالفشل الكلوي أحدهما في العقد الرابع والآخر في العقد الخامس من العمر، وهُما في صحة جيدة حالياوثالث هو سعودي بزراعة ينقل كبد إليه.

من جهته، قال استشاري الأوعية الدموية وزراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي صادق عبدالله لـ «الوسط» إن «حالة المريضين الآن مستقرة وجميع العلامات الحيوية لهما ثابتة، ومن المبكر أن نعرف كل التفاصيل وهم يخضعون للمراقبة المستمرة وحالتهم مُرضية جدا».

وواصل أن «المريض الأول انتهت عملية زراعة الكلى في الساعة الثالثة من صباح أمس (السبت) والمريض الثاني انتهت عمليته الساعة الثامنة والنصف صباحا في اليوم ذاته، أما عملية استئصال الأعضاء من المتوفاة دماغيا منذ يومين، وهي (فلبينية الجنسية) وتبلغ 52 عاما بعد أخذ موافقة ابنتيها الخطية فقد بدأت من السابعة من مساء السبت»، موضحاً أنه تم إجراء فحوصات طبية ومختبرية أكدت الموت الدماغي على يد 3 استشاريين بمجمع السلمانية الطبي في أوقات مختلفة.

وكان ماراثون العمليات قد استمر حتى صباح أمس السبت ويرقد المريضان حاليا بمركز يوسف خليل المؤيد لزراعة الكلى.

وأضاف «ابنتا المتبرعة المتوفاة دماغيا ذكرتا أن والدتهما لم تكن تُمانع في حياتها بالتبرع بأعضائها بعد الوفاة ورغبة منهم في مُساعدة المرضى سمحوا لنا ووقعوا بالتبرع بالكليتين والكبد، وعملية زراعة الكبد لا تُجرى في البحرين ونتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء في استئصال الكبد وإرسالها للمرضى على القائمة هناك».

واستطرد «لقد عمل الفريق المكون من 83 طبيبا وممرضا خلال 48 ساعة ولم يناموا أبدا، الطبيبة ابتهال الشيراوي في وحدة العناية القصوى والممرض مروم ورئيس التخدير الطبيب أرشد، وفي جناح (204) الطبيب أمجد الباز والممرضة هدى أحمد وعدد من الأطباء ومن المختبر الطبيبة إيمان فريد بالإضافة إلى الأطباء محمد الحلو ومجيد خلف ولا ننسى جهود المسئول الإداري محمد عبدالرحيم الذي كان معنا حتى ساعات الصباح الأولى مع طاقم كبير من الأطباء والممرضين والفنيين عملوا جميعا طوال 48 ساعة لتحقيق هذا الإنجاز».

وأضاف «أود أن أشيد بتعاون المركز السعودي لزراعة ألأعضاء وعلى رأسهم رئيس المركز الاستشاري فيصل شاهين وأوجه شكراً خاصاً إلى رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي محمد أمين العوضي الذي رافق فريق العمل وذلل الكثير من الصعوبات، وكان قد جرى الترتيب لابتعاث طائرة إخلاء طبية لإحضار الفريق الطبي السعودي الذي تعاون في عمليات نقل وزراعة الأعضاء للمرضى الثلاثة». وتابع استشاري زراعة الأعضاء أن «ما حدث هو خطوة كبيرة نحو استئناف برنامج زراعة الأعضاء من المتوفين دماغيا الذي يجب أن توضع له جميع الإمكانات لخدمة المرضى، وهُنا لابد أن نُشيد بجهود أشخاص محددين على رأسهم وزير الصحة فيصل الحمر الذي كانت له الكثير من الاجتماعات معنا والمبادرة مع الجهات العُليا في الدولة للبدء بهذا البرنامج، وأيضا الوكيل المساعد لشئون المستشفيات أمين الساعاتي، والجهود الخاصة لاستشاري زراعة الكلى أحمد العريض أحد كبار المهتمين والعاملين في مجال زراعة الأعضاء، وجهودهم جميعا سهلت الطريق لإعادة برنامج التبرع بالكلى من المتوفين دماغيا». وعن العمليات المُقبلة أوضح عبدالله «نحن في عمل مُستمر وهناك حاليا من ثماني إلى عشر حالات لمرضى فشل كلوي حصلوا على مُتبرعين بالكلى من أقاربهم الأحياء والعمل قائم حاليا في مركز زراعة الكلى لإجراء الفحوصات اللازمة لهم، وقد يتأخر إجراء بعض العمليات بسبب الإجازات المقبلة وشهر رمضان». وبين أن «هناك منسقين لزراعة الأعضاء منهم الممرض موسى جعفر والمشرفة الاجتماعية فاطمة الصباغ، وعند حدوث أية وفاة دماغية سيُبادرون بطرح اقتراح التبرع بالكلى على ذوي المتوفين». وبسؤاله عن إحصاءات المتوفين دماغيا في مجمع السلمانية الطبي أجاب «في العام 2005 كان هناك من 45 إلى 55 وفاة دماغية في العناية القصوى بمجمع السلمانية الطبي، وموافقة ذوي المتوفين دماغيا على التبرع بالكلى سيحل مشكلة كبيرة بالنسبة للمصابين بالفشل الكلوي».

أم فلبينية تتبرع بأعضائها لإنقاذ حياة ثلاثة مرضى

مجمع السلمانية الطبي - محمد الجدحفصي

حققت أم فلبينية أمنية وفاتها عندما تبرعت بأعضائها لإنقاذ حياة ثلاثة مرضى؛ حيث كانت تيريسيتا بولوكورال ترقد في مجمع السلمانية الطبي لمدة أسبوع إثر إصابتها بحالة موت دماغي قبل أن تتوفى مساء (الجمعة).

تيرسيتا التي تعمل خادمة منزل كانت قد أدخلت في وقت سابق لوحدة العناية المركز بعد معاناتها من الإصابة بجلطة في الدماغ.

وقال قريب لها رفض ذكر اسمه، إنها كانت أمنية تيريستيا بولوكورال للتبرع بأعضائها بعد موتها وقد ذكرت ذلك في وصيتها.

وأضاف «أصلها من مانيلا، جاءت إلى البحرين قبل سنوات لابنتيها اللتين تعملان في البحرين مخلفة زوجها وابنها اللذين يعيشان في الفلبين؛ وكانت تيرسيتا قد نقلت إلى المستشفى بعد معاناتها من حالة جلطة في الدماغ أدخلت على إثرها وحدة العناية المركزة لمدة أسبوع قبل أن تتوفى مساء الجمعة ونحن الآن بصدد نقل الجثة إلى الفلبين».

وأردف «كانت أماً ممتازة وأنا حقا فخور بها؛ فنحن كنا كعائلة نجلس لتناول الوجبات معاً وكنا جميعا على علم بما تريد وسوف نفتقدها كثيراً».

وكانت كلى تيرسيتا تم زرعها لمريضين بحرينيين في مجمع السلمانية الطبي؛ كما أن كبدها استخدمت لمساعدة مريض في المملكة العربية السعودية وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها ترحيل جزء لزرعه من البحرين إلى دولة أخرى