أكد الطبيب الشرعي التابع للنيابة العامة، خلال استجوابه أمام المحكمة الكبرى الجنائية يوم أمس (الأربعاء) أن سبب مقتل أحد الآسيويين هو تلقيه ضربة على الصدر من قبل زميله، وذلك أثناء شجارهما إثر خلاف نشب بينهما بسبب اختلافهما على غلق باب مطبخ سكنهم.

ورفضت المحكمة طلب محامية المتهم المتمثل في الإفراج عنه، واستدعاء كبير الأطباء الشرعيين لمناقشته.

وأفاد الطبيب الشرعي لهيئة المحكمة أن سبب الوفاة إصابة حدثت جراء الإصابة الرضية بالصدر بما أحدثته من صدمة عصبية ذات تأثير على القلب، الأمر الذي أدى إلى هبوط في الدورة الدموية والتنفسية، موضحاً أنه مضى على الوفاة لحين إجراء الصفة التشريحية عدة ساعات.

وكانت وكيلة المتهم المحامية فاطمة الحواج تقدمت يوم أمس باستجواب الطبيب الشرعي لبيان التفاصيل والأسباب الطبية التي أدت لمقتل الآسيوي، ومناقشة الطبيب في تقريره الطبي. وهذا نص الاستجواب:

الحواج: هل تعتبر يد الإنسان جسماً صلباً؟

الطبيب: نعم.

الحواج: هل يعلم الشخص العادي أن جانب العنق أو الصدر أو أعلى منطقة في البطن وكيس الصفن تكون تغذيتها عصبياً مشتركة مع القلب؟

الطبيب: بعض الناس يعرفون تلك المعلومة، وبعضهم يجهلونها، إلا أن غالبية الرياضيين يعلمون بهذه المعلومة.

الحواج: إن المتهم إنسان بسيط وعادي، غير متعلم؛ هل تعتقد أنه يعلم بتلك المعلومة؟

الطبيب: هناك أناس تعرف بذلك الأمر وآخرون يجهلون.

الحواج: هل الضربة الواحدة على الصدر تكفي لإحداث الوفاة؟

الطبيب: نعم.

الحواج: هل تأخر إسعاف المجني عليه يؤدي إلى الوفاة؟

الطبيب: لا؛ إن الضربة على الصدر بعد ثوان أو دقائق هي التي تؤدي إلى الوفاة.

الحواج: هل ممكن أن يعيش الشخص لو أسعف في الحال؟

الطبيب: لكي يتم إسعاف المصاب، فإنه يحتاج إلى أجهزة تنبيه قلب.

الحواج: أشرت في تقريرك إلى أن الرئتين محتنقتان، وأن هناك زرقة سايانوزية بالأظافر والشفتين، وهذه الظواهر والعلامات تعني الإصابة بالاختناق؟

الطبيب: كلا، العلم الحديث يقول ليست لهذه العلامات علاقة بالاختناق، والعلم القديم يقول العكس.

بعد ذلك، تقدمت الحواج بتقرير طبي صادر عن أحد الأطباء الشرعيين في قضية قتل، وقالت إن الطبيب أفاد في تقريره أن وجود الظواهر أو العلامات الثلاث سالفة الذكر تؤدي إلى الاختناق.

الطبيب: كل شخص له رأيه.

الحواج: عندما سقط المجني عليه على الأرض، أسرع أصدقاؤه وجلبوا له كأساً من الماء، وقاموا بتشريبه إياه، في حين أن المجني عليه كان في حال تشنج؛ هل ما جرى ممكن أن يؤدي إلى الاختناق؟

الطبيب: كلا، لو أن القتيل شرب الماء وهو حي لكان تقيأه وأخرجه من جديد، ولكن لو كان القتيل في حال غيبوبة سيؤدي إلى وفاته لأن الماء سيذهب في مجرى غير مجراه؛ إلا أن المجني عليه كان حياً.

الحواج: أنت تقول إنه كان في حالة احتضار وتشنج، وبالتالي لا يستطيع أن يبلع الماء وممكن أن يؤدي إلى الاختناق؟

الطبيب: لم تكن هناك حالة اختناق.

وتقدم رئيس النيابة العامة أحمد بوجيري بتوجيه بعض الأسئلة إلى الطبيب الشرعي، وهي:

بوجيري: ما هو سبب الوفاة المباشر؟

الطبيب : الضربة.

بوجيري: هل رأيت علامات أو أسباب أخرى غير ضربة قد تؤدي إلى الوفاة؟

الطبيب: كلا.

بعد ذلك، تقدمت وكيل المتهم المحامية فاطمة الحواج بطلب الإفراج عن المتهم باعتبار أن شهود الواقعة أجمعوا على أن المجني عليه وجه السب إلى المتهم وركله برجله، ما أدى إلى التشاجر معه، وبالتالي كان هناك دفاعاً شرعياً عن النفس ومن ثم البراءة.

كما طلبت الحواج من المحكمة استدعاء كبير الأطباء لمناقشته حول موضوع الاختناق، إلا أن المحكمة رفضت وحولت الدعوى للمرافعة في تاريخ 14 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل مع استمرار حبس المتهم.

وتعود وقائع القضية إلى أن أربعة عمال آسيويين يعيشون في سكن واحد، وكانوا جميعهم في مطبخ صغير بالسكن، إذ كان كل واحدٍ منهم يقوم بطهي الطعام له. وفي تلك الأثناء أغلق القتيل باب المطبخ، في حين قام المتهم بفتح الباب، فطلب المجني عليه من المتهم غلق الباب بحجة أن الهواء يدخل إلى المطبخ ويفسد عملية الطهي لانطفاء النار، وهنا نشب خلاف بينهما قام على إثره المجني عليه بتوجيه السب إلى المتهم وركله، فما كان من الأخير إلا أن اندفع على القتيل، وبدآ في الاشتباك وتبادل الضربات، إلى أن انتهى الأمر إلى سقوط المجني عليه على الأرض نتيجة تلقيه ضربة على صدره، وبدأ جسمه في التشنج، فسارع أصدقاؤه إلى نقله على سريره وجلبوا له كأساً من الماء قاموا بتشريبه إياه، إلا أن الأخير فارق الحياة.