العدد 2850 - الجمعة 25 يونيو 2010م الموافق 12 رجب 1431هـ

قرية «سلماباد» في انتظار زيارات المسئولين لمعاينتها عن كثب

موعودة بمشاريع تطوير لكن الأهالي يعتبرونها «حبراً على ورق»...

في الثالث عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2009، زارت كاميرا «الوسط» قرية سلماباد ضمن جولات القرى، ونقلت خلال تلك الجولة الكثير من المعاناة التي يواجهها الأهالي، وخصوصاً أن مشروع التجديد الحضري للقرية تأخر لمدة قاربت خمس سنوات، وكان السبب المعلن ولا يزال، هو عدم توافر الموازنة، فيما أعاد الأهالي في زيارة جديدة قامت بها «الوسط» أمس تذكير المسئولين بعد أن أصبحوا يصفون مشاريع تطوير القرية بأنها... حبر على ورق!

خلال الجولة التي رافقنا فيها عدد من شباب القرية، تحدثنا عما تم الإعلان عنه مؤخراً بشأن تطوير الطرق الداخلية في القرية، وهذه الخطوة جاءت بعد زيارة قام بها الوكيل المساعد للطرق عصام خلف بحضور ممثل الدائرة الثانية في مجلس بلدي الوسطى عادل الستري، وأشار الأهالي الى أن المقترحات المطروحة بخصوص طرقات القرية يتابعها العضو البلدي عادل الستري وهي محط اهتمام، لكن نريد تسريعاً في المشروع الذي نرغب في أن يبدأ بفتح مدخل مزدوج قادم من الشارع الرئيسية، لكن حسبما علمنا، فإن هناك ترتيباً لزيارة وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي.


في انتظار زيارة الكعبي

وهذه الزيارة مهمة للأهالي، فهناك حديث عن استملاك أرض من قبل الوزارة وتم الإعلان عن أن هذه الأرض ستخصص لمجمع خدمات شمل مركزاً شبابياً ومبنىً للصندوق الخيري ومحلات تجارية وقاعة متعددة الأغراض بالإضافة الى ميدان شعبي للترفيه.

ويقول شبر السيد محفوظ إن الناس حينما يذكرون اسم «سلماباد» فإنهم في الغالب يشيرون إلى المنطقة الصناعية بما فيها من ورش ومصانع، لكن نحن نريد أن يكون اسم القرية مرتبطاً بشكل حقيقي بقريتنا، وأود الإشارة هنا إلى مطلب مهم لأهالي القرية تعبنا ونحن نعيده ونكرره ولا من مجيب، وهو الحصول على الوحدات السكنية للأهالي المدرجين على قائمة الانتظار، فلم يستفد من توزيع الوحدات الجديدة إلا 5 مواطنين من أهل القرية وهذا أمر لا نقبله أبداً في ظل وجود نحو 300 طلب للأهالي، ولم تثمر مطالبات الأهالي في اعتصاماتهم عن تحرك يُذكر في هذا الخصوص.

ويتناول الحديث الشاب «فيصل» الذي عبّر عن أمنيات الأهالي في أن تشهد قريتهم تطوراً ملحوظاً، فهناك حاجة إلى مدرسة للبنين وأخرى للبنات مع ازدياد الكثافة السكانية والتوجه إلى مدارس مدينة عيسى وهو أمر يشق على الأهالي، «ولا نزال في انتظار الموافقة على إنشاء مركز شبابي بالإضافة الى أنك لو تجولت في القرية، لن تجد مكاناً مناسباً للعب الأطفال... والشباب اليوم يستخدمون بعض المساحات الصغيرة من الأراضي القريبة كملعب لكرة القدم».


معاناة من التلوث والحشرات

ويلفت الشاب «إبراهيم» إلى أن القرية أصبحت تعاني من انتشار التلوث والحشرات وخصوصاً بالنسبة إلى المواطنين الذين يقطنون في منازل قريبة من المنطقة الصناعية، وهذه تتطلب اهتماماً من قبل إدارة الصحة العامة لرش المبيدات للقضاء على الحشرات والقوارض التي تزعج الأهالي.

وفي شأن الحاجة إلى مركز صحي، «فإن الأهالي تفاءلوا خيراً بسماع نبأ انشاء مركز صحي في القرية، لكن حسبما نشر في الصحافة، فإن المركز لن يكون في القرية بل سيكون في مدينة عيسى في منطقة قريبة من القرية بحيث يستفيد منه أهالي سلماباد والقرى القريبة، ولا بأس في ذلك، لكننا نتمنى من المسئولين الإسراع في اختيار الموقع الذي سيقام عليه المشروع».

وهذه القرية، التي اشتهرت باسمها كأرض للسلام، «تحتاج إلى الكثير من المشاريع الخدمية، ومنها أولاً تغطية الطلبات الإسكانية لأهاليها، وخصوصاً أن مشروع سلماباد الإسكاني ومدينة زايد، ومشروع سلماباد - عالي الإسكاني، أضف إلى ذلك الحاجة إلى إعادة تخطيط طرقات القرية من الداخل وإيجاد منافذ أكثر تسهيلاً لحركة الدخول والخروج... وتمّت بعض المشاريع بالفعل، خذ على سبيل المثال المدخل المتفرع من شارعي خليفة بن سلمان والشيخ عيسى، فهذا المشروع أزاح الكثير من الأعباء عن كاهل الأهالي، لكن بالنسبة إلى مدخل القرية عند دوار المسجد الصغير، فقد أصبح المسار دخولاً فقط، فلا يمكن الخروج من هذا الشارع عبر دوار المسجد».

ويكرر المواطن يوسف علي، أن «هناك حاجة إلى إنشاء مدارس للبنين والبنات، وكذلك تحتاج القرية إلى ساحة شعبية وملاعب للأطفال، وحسب علمنا، فإن هناك مخططاً لهذه المشاريع ونأمل أن تشهد النور قريباً».


القرية مهملة منذ سنين

القرية مهملة منذ سنين، وعملية التطوير ستتطلب وقتاً كما يعتقد الأهالي، لكن المهم هو أن يروا خطوات عملية مبشرة، وقد أولى المجلس البلدي اهتماماً برصد احتياجات القرية بدءاً بالخدمات الإسكانية والتعليمية مروراً بحل المشكلات العالقة، ويقول المواطن أحمد عبدالرضا: «إن الأهالي يأملون في البدء في بعض المشاريع الممكنة مثل توفير ملعب لكرة القدم، وحديقة وساحة ألعاب شعبية، وتوفير مبنى للصندوق الخيري والمركز الشبابي، فهناك قطعة أرض على الطريق الرئيس المؤدي إلى القرية كانت مخصصة في السابق لمشروع مدرسة، وبما أن مخطط سلماباد الجديد القريب من مشروع سلماباد - عالى الإسكاني حدد موقعين لمدرستين، فإن الأرض السابقة ستتم الاستفادة منها لإنشاء منطقة تجارية وخدمية كما قرأنا في الصحافة». أما بالنسبة إلى المنطقة الصناعية، فقد أعد المجلس البلدي دراسة لفصل المنطقة الصناعية عن المنطقة السكنية بإلغاء بعض المحلات كالورش والكراجات لضمان الأمن والسلامة والهدوء، ورفع تصوراً بالمخطط لإدارة التخطيط العمراني، وبحث كيفية تعويض السكان أو أصحاب الورش، والحل المطروح هو تعويضهم بعدد طبقات أكثر في حال التقدم بطلبات تراخيص البناء، أما بالنسبة إلى الطرقات الداخلية فهناك موافقة بتنفيذ مشروع التطوير في مرحلته الثانية.


تخطيط جديد وإعادة تصنيف

وفي الزيارات القليلة التي قام بها المسئولون للقرية في السابق، كانت النتيجة هي التأكيد على ضرورة العمل من أجل تطوير قرية سلماباد أسوة بالمناطق المتطورة المجاورة لها وإعداد دراسة عن المنطقة لأجل تضمينها في مشروع تطوير وتنمية القرى والمدن الذي تشرف عليه وزارة شئون البلديات والزراعة، من خلال التنسيق مع ممثل المنطقة في المجلس البلدي لبلدية المنطقة الوسطى إلى جانب ممثلين عن فعاليات المنطقة ومؤسساتها الأهلية والاجتماعية.

وفي الواقع، فإن القرية بحاجة إلى حلول جذرية من خلال وضع تخطيط جديد لها وإعادة تصنيف بعض الشوارع فيها إلى جانب ضم بعض الأراضي المجاورة لأجل العمل على حلحلة المشكلات الخدمية والإسكانية، وتغيير تصنيفات بعض الشوارع إلى شوارع تجارية، ونقل بعض الخدمات الموجودة على بعض الشوارع إلى مناطق أخرى وذلك لإزعاجها المواطنين في المنطقة.


جهود المؤسسات الأهلية

ولم تهمل المؤسسات الأهلية في القرية احتياجات الأهالي، فقد أعد مجلس أمناء صندوق سلماباد الخيري، ومنذ دورة العام 2005 - 2006 تقريراً بتلك الاحتياجات ولا يزال يتابعها، ومنها المتابعة مع كل من وزارة الأشغال والإسكان وهيئة الكهرباء والماء فيما يتعلق بإعادة فتح المدخل الرئيسي للقرية، بالإضافة إلى التنسيق مع مع كل من النائب البرلماني والنائب البلدي بشأن تطوير القرية وكذلك بشأن المشروع الإسكاني الجديد الواقع جنوب القرية، وضرورة ضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الأهالي من هذا المشروع، أضف إلى ذلك طرح مقترح إنشاء نُصُب يدل على ماضي القرية عند المدخل الرئيسي للقرية، والتنسيق مع إحدى الجمعيات المتخصصة في الفن من خلال تجميل مدخل القرية عن طريق تزيين وتجميل المسجد الواقع عند مدخل القرية، وقد بدأت الخطوة بالفعل بصيانة المسجد الواقع في دوار مدخل القرية، من خلال إعادة صباغته وتبديل النوافذ وباب المسجد.

وشمل التحرك المتابعة مع هيئة الكهرباء (إدارة إنارة الطرق) بشأن صيانة المصابيح وتركيب مصابيح إضافية، والمتابعة مع إدارة الأوقاف الجعفرية فيما يخص مشروع تطوير المقبرة وتسويرها وهو مشروع تم الانتهاء منه المتابعة مع إدارة الأوقاف بشأن توسعة المسجد تمهيداً لمحاولة إعادة بنائه، وبحث إمكانية الحصول على أرض بديلة لإقامة مسجد بديلاً عن مسجد الدوار. وتابع الأهالي مع العديد من الوزارات والإدارات الحكومية وخاصة وزارتي الأشغال والإسكان والبلديات والزراعة وإدارة الأوقاف الجعفرية بشأن الحصول على أرض لاستخدامها كجامع كبير بالقرية، وكذلك المتابعة معهم بشأن العديد من الأمور والتي من أهمها: توسعة المقبرة، الحصول على أرض تصلح كمقر كاستثمار للصندوق وكذلك المتابعة معهم بشأن إنشاء حديقة عامة بالقرية، في إطار سعي الصندوق في المساعدة بحل المشكلة الإسكانية التي يعاني منها الكثير من أهالي القرية، فقد تكللت جهود الصندوق بالتوفيق من خلال الحصول على عدد 5 مساكن لخمسة من شباب القرية في إطار المشاريع الإسكانية التي كان ينفذها المرحوم الحاج حسن العالي، أما بالنسبة إلى البيوت الآيلة للسقوط، فقد تكللت جهود الصندوق بالتوفيق من خلال هدم وبناء مجموعة من المساكن لأهالي القرية في إطار هذا المشروع ، كما أن الجهود ما زالت مستمرة لبناء المزيد من المساكن الآية للسقوط. وعلى صعيد العمل الاجتماعي، فإن نشاط الصندوق مستمر في عمل العديد من البحوث الاجتماعية حول حالات الأسر بالقرية، بهدف إعداد كشف شامل للأسر المحتاجة بالقرية، وبحث طلبات المساعدة المحولة من بعض التجار والعلماء وغيرها، مثل طلب مساعدة البناء، طلب مساعدة الزواج، طلب مساعدات طارئة وغيرها لمجموعة من أهالي القرية، علاوة على مواصلة توفير المساعدات العينية والمادية. أهالي قرية «سلماباد» يعيدون تذكير المسئولين بأن القرية في حاجة إلى زيارات ميدانية منهم للتعرف عليها عن كثب، واتخاذ ما يلزم من خطوات واقعية للتطوير.

العدد 2850 - الجمعة 25 يونيو 2010م الموافق 12 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:40 م

      عبير الورد

      اخ سواح المعذره كتبت اسمك غلظ
      بسب اني اكتب بسرعه مما يجعلني لا اظغط على الحروف بشكل صحيح
      المعذرة يااخوي

    • زائر 7 | 2:26 م

      عبير الورد--الى سواح

      مجرد كلام ووعودد
      لم نرى فعل؟؟
      الله كريم
      اخي سوح شلونك عسى ماشر تعليقاتك صارت اقل من اول ومانشوف طلتك على الوسط يا خوووووي
      مع تحياتي

    • زائر 6 | 1:47 م

      سكانها ادرى بحالتها

      بالرجوع لسلماباد فيها اكثر من مشكلة ,,
      اولها :: كثير من منازلها تحتاج لترميم
      ثانيها :: الشقق الجديدة بتروح للمجنسيت ,, ومافكروا بالفقارة الي اكثرهم يتزوجون في سلماباد ساكنين في حجرة يكبرون اولادهم وكلهم ساكنين في غرفة وحدة ,
      ثالثها : المصانع جدا تاثر على الصحة يكفي انه المنظقة مفتووحة واكثرها غبااار بسبب مصانع الطابوق
      رابعا :: المنطقة جدا غير عملية تحتاج لمحلات ومراكز تجارية ,, تحتاج لمستشفى , ولمركز لأمن , وحل لمشكلة السياقة بدون ليسن وسياقة بسرعة عالشوارع الرايسية

    • سواح | 1:25 م

      في المشمش؟؟؟

      لين طلع المشمش، أو صار الرطب...
      و لين صار الهامور بدينار؟؟؟
      أو اذا صارت القرية على شارع رئيسي و مهم و يجي عليه وزير أو سفير... ذيك الحّزة بيشوفون طلباتكم؟؟؟
      نطري يا حريقة ؟؟؟؟؟؟

    • زائر 5 | 5:59 ص

      سلمابادي غيور

      صار لهم سنه لحين ماخلوهم. نحتاج الى مطاعم وخدمات اسكانية للقرية وملاعب وحديقة ومركز صحي ومكان مخصص لصندوق القرية وأتمنى من المسئولين التحرك . والله كريم

    • زائر 4 | 5:56 ص

      سلمابادي غيوور

      السلام عليكم. في البداية نشكر جريدة الوسط على الاهتمام بمشاكل المواطنين واحتياجات القرى . طبعا قرية سلماباد من القرى التي معروفه بخدماتها الصناعية على مستوى البحرين. وهي الأن تدريجيا تنمو الى الأمام وذلك بإنشاء بعض المحلات التجارية ومرورا بإنشاء جامعة اي ام اي التي لقها ثقلها في القرية . ولكن تفتقر القرية الى العديد من الخدمات المهمة التي يحتاج اليها المواطنون بشكل اساسي مثل: مدرسة للبنين ابتدائية اعدادية ومدرسة للبنات اعدادية . تشجير الشارع الرئيسي الي من حفرو الحفر علشان يحطون لنخيل

    • زائر 3 | 4:03 ص

      شكراً لكم

      الشكر لصحيفتنا الوسط على التجاوب وتكرار نشر تقرير عن أهالي قرية سلماباد ونشكر هالموقف الطيب.. ويمكن بعد نحتاج الى تقارير اخرى في المستقبل وهذا اكيد مو يمكن.

    • زائر 2 | 3:54 ص

      دايخ

      احين يبغون مركز صحي ومدارس طبعا وية ظهور المهدي ولكن ليش ما تتحول خدمات سلماباد على عالي المدارس والمركز الصحي كا مدينة زايد على عالي وسلماباد احين اقرب ليها عالي من مدينة عيس

    • زائر 1 | 2:25 ص

      ولد سلماباد

      باغلاق الكراجات ، بسبب كثرة التلوث البيئي والاهتمام بتبليط الشوراع الداخلية ، وزرع الشوارع الرئيسية ... وعمل خدمات اسكانية ، وفتح مركز صحي ، ومجمع تجاري ، ومطاعم لخدمة اهالي سلماباد المنسية ..

اقرأ ايضاً