العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ

ألوان الربيع في دورة فنية للشباب والناشئين في الصيف

لوحات فنية خضراء وأشغال يدوية وكولاج... ختامها معرض فني:

الخطوات الأولى على طريق تعليم الفن حسب الأصول
الخطوات الأولى على طريق تعليم الفن حسب الأصول

أطلقت جمعية المرسم الحسيني للفنون دورةً صيفيةً لتدريب الشباب والناشئين على الفنون خلال الفترة الصيفية، حيث بدأت مع مطلع شهر يوليو/ تموز الجاري، وتختتم مع نهايته، بتنظيم معرض فني لعرض منجزات المشاركين، إذ وجهت دعوة إلى وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي لحضوره.

مشروع الدورة حصل على إحدى منح برنامج دعم المنظمات الأهلية المقدم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، وخُصّص لاحتضان وتدريب الناشئة وطلاب وطالبات المدارس من سن السادسة حتى الثامنة عشرة، حيث وُزّع المشاركون على عدة فئات عمرية، وجرى تصنيفهم حسب ميولهم وقدراتهم الفنية.

الدورة تنظم للعام الثاني على التوالي وتستمر شهراً كاملاً، وتشمل تعليم فن الرسم والأشغال اليدوية، على أيدي عددٍ من فناني الجمعية المقتدرين، بهدف تعليم أساسيات الفن، وصقل المواهب والقدرات الفنية، في ظل بيئة تعليمية آمنة. وتقدم في الفترة المسائية، من الساعة الرابعة والنصف حتى السادسة والنصف، ثلاثة أيام في الاسبوع.

الفنان محمد حسن، الذي يشرف على مجموعة من عشرة أطفال، يدربهم على الأشغال اليدوية، المستوحاة من المواد المستعملة في المنزل والأشياء المستهلكة كقناني العطور وصحون الورق المقوى والشموع، بالإضافة إلى أعمال القص واللصق (الكولاج)، للخروج بأعمال فنية جميلة.

المدربة سناء أحمد، خريجة إدارة أعمال، تجمعها الهوايات الفنية مع زميلتها مهندسة الديكور ندى العرادي، فتشاركها في الإشراف على مجموعة أخرى مكونة من 14 طفلاً، من عمر 6 حتى 10 سنوات. تقول: «أقوم بتنويع العمل مع الأطفال بين الرسم والأشغال اليدوية، باستخدام مواد مثل البالونات واوراق الجرائد وعجائن الصمغ المخفف بالماء للخروج بأشغال فنية». وتجيب ضاحكةً على سؤال عن ميول الأطفال: «الأولاد يصنعون الرجل الآلي، بينما تحب البنات عمل الفواكه...»!

أحلام درويش، صاحبة صالون نسائي في مدينة حمد، شاركت في الدورة، قالت وهي تقف أمام لوحة زيتية أكملت وضع لمساتها الأخيرة تواً: «استفدت كثيراً من هذه الدورة... في هذه اللوحة مثلاً، تعلّمت درجات الظل والتدرج في الألوان. كنت بحكم عملي أتصوّر أن التدرّج يكون في المكياج فقط، لكن اكتشفت أنه يستخدم في الفن بحيث يكون متناسباً. وتضيف: «تعلمت مقاسات الرسم أيضاً، الملامح وتقسيمها، وهندسة اللوحة، والأكثر من ذلك تمكنت من عمل اللوحة مباشرة بالألوان بينما كنت في السابق أخططها. وكنت في السابق أرسم بعض اللوحات، لكني استفدت معلومات إضافية، والميزة هنا أن الدورة تضم الكبار والصغار، كلٌّ حسب مستواه، مع الاهتمام المكثف بالجميع».

مريم جميل، من مدينة حمد، من الصف الأول الثانوي، كانت تقف أمام لوحتها، تقول: «كنت أرسم من أيام الروضة، لكني تركت الرسم واتجهت للكومبيوتر وتفرغت للتصميم والملتيميديا ورسم الكارتون. وعدت مرة أخرى للرسم لأن أمي شجعتني للالتحاق بالدورة لتنمية مهاراتي الفنية، وقد استفدت من الأساتذة كثيراً، حيث يوجهوني إلى العيوب الفنية لتكون اللوحة متكاملة».

انجي جمعة (السادس الابتدائي)، رسمت مع زميلتها فاطمة العريض لوحة كبيرة مشتركة عن الطبيعة، عبارةٌ عن أشجارٍ ونهرٍ وشلال جارٍ. عند السؤال عن مكان وجوده قالت: «هو منظر طبيعي اخترناه من وحي الخيال، فلا يوجد مثله في البحرين».

فيصل حميد (10 سنوات) من عالي، يشارك للعام الثاني على التوالي، وسيشارك في العام المقبل لأنه استفاد كثيراً حسب قوله. كان يستخدم الألوان الشمعية وقلم الرصاص، لكنه هذا العام أخذ يرسم بالألوان المائية، ووقف مزهواً بلوحته الجديدة التي تتكلّم عن الطبيعة أيضاً.

المدرب عبدالرحمن إبراهيم، الذي يشرف على مجموعة أخرى من الفتيات ما بين عشرين وخمسة وعشرين فتاة، وتتراوح أعمارهن بين 15 و20 سنة، تم توزيعهن حسب السن والمستوى الفني والقدرات. يعلّق على ملاحظتنا بأن أغلب اللوحات تموج باللون الأخضر، قائلاً: «نحن حدّدنا الطبيعة الصامتة كموضوع للرسم، بحيث يشمل البيئة البحرينية من بحر وزراعة وأشجار ونخيل».

وعن تقييمه لأداء المجموعة يقول: «نلاحظ أن القدرات والمستويات قد تحسّنت كثيراً. ونحن الآن في الاسبوع الثالث ولاشك أن الأداء سيرتفع أكثر مع نهاية الدورة. فقد بدأنا برسم البحر والطبيعة، وانتهينا بمجموعة كبيرة من اللوحات، ويمكن للمشاهد أن يحكم على مستوياتهم بمدى إجادتهم». اللوحات التي غلب عليها لون الخضرة والتفاؤل والنماء، من المنتظر أن تزين المعرض المزمع إقامته في ختام الدورة مساء الخميس المقبل، التاسع والعشرين من يوليو الجاري، في قاعة مركز المنظمات الأهلية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية الواقع على خليج توبلي.

العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:35 ص

      صفحتكم بيضاء يا مرسم

      الله يعطيكم الف عافية، وموفقين. هذه من احسن المشاريع المفيدة للشباب. الله يوفقكم دائماً، صفحتكم بيضاء وراسكم مرفوع.

    • زائر 3 | 5:25 ص

      موفقين لكل خير 000

      بارك الله فيكم يا جمعية المرسم الحسيني مبدعين بكل شيء أتمنى لوزارة التنمية دعمهم في كل عام فهذة الدورات الناس بحاجة لها وكما قرأنا وشاهدنا النتيجة ممتازة جدآ

    • زائر 2 | 3:25 ص

      الله يجعله في ميزان حسناتكم

      وأنا أضم صوتي للمعلق الاول، واشكر الجمعية الجميلة التي تقوم بهذه الاعمال المفيدة التي تدل على حرص على فتياننا وفتياتنا وتعلميهم كل ما هو مفيد. الله يجعله في ميزان حسناتكم.

    • زائر 1 | 3:09 ص

      ألف شكر

      ألف شكر وتحية لجمعية المرسم الحسيني على هذه الجهود الكبيرة لتعليم الاطفال والناشئة على هذه الهوايات المفيدة.

اقرأ ايضاً